70 مقاتلا من القوات اليمنية الموالية للحكومة والحوثيين لقيو مصرعهم في الساعات 24 الماضية قرب مدينة مأرب الاستراتيجية، حسبما أفاد مسؤولان عسكريان، مع شن الحوثيين هجمات مكثفة للتقدم نحو آخر معاقل السلطة في الشمال.
وأوضح المسؤولان في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس ان معارك محتدمة تدور في ثلاث جبهات وقد حقق المتمردون تقدما في منطقتي الكسارة والمشجح شمال غرب مدينة مأرب، لكنّهم عجزوا عن التقدم في منطقة جبل مراد جنوبا.
وأفادا بأن القتلى هم 26 من عناصر القوات الموالية للحكومة و44 من المتمردين الحوثيين. ونادرا ما يفصح المتمردون عن خسائرهم.
ووقعت المعارك الجديدة غداة مواجهات مماثلة قتل فيها 53 من الطرفين بينهم 22 من القوات الموالية للسلطة بين يومي الجمعة والسبت.
وقال أحد المسؤولين إنّ المتمردين “يشنون هجمات متزامنة وقد حقّقوا تقدما في جبهة الكسارة والشجح لكنّهم اُحبطوا في جبهة جبل مراد”.
وذكر المسؤول الآخر ان طائرات التحالف بقيادة السعودية “دمّرت 12 آلية عسكرية للحوثيين بينها 4 دبابات بالاضافة إلى مدفع”.
منذ عام ونيّف يحاول الحوثيون المدعومون من إيران السيطرة على مدينة مأرب الواقعة في محافظة غنية بالنفط بهدف وضع أيديهم على كامل الشمال اليمني.
وبعد فترة تهدئة، استأنف الحوثيون في الثامن من شباط/فبراير هجومهم على القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية في أفقر دول شبه الجزيرة العربية منذ مارس 2015.
وقُتل مئات من الطرفين في المعارك التي تدور بالقرب من المدينة التي تبعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014.
يسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة إذ سيسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن.
وبقيت مدينة مأرب الواقعة على بعد حوالى 120 كيلومترا شرق العاصمة صنعاء حيث يفرض المتمردون سيطرتهم منذ 2014، في منأى من الحرب في بدايتها، لكن منذ عام تقريبا، اقتربت المعارك منها، لا سيما هذا الشهر.
وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإنّ معركة مأرب “تعرّض مليون نازح داخليا لخطر كبير وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع”.
ويعتبر موقع المدينة الصغيرة مهما ليست فقط لقربها من صنعاء، بل لانّها تعتبر منطلقا نحو مناطق الجنوب والشمال على حد سواء بفضل مفترق الطرق الرئيسي الذي تتوزع منازلها على جوانبه.
وكان يقطن في مأرب بين 20 و 30 ألف شخص في فترة ما قبل اندلاع النزاع في 2014، لكن عدد سكانها تضاعف إلى مئات الآلاف بعدما لجأ إليها نازحون من كل مناطق اليمن.
أسفر النزاع في هذا البلد منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة انسانية على مستوى العالم.
اترك تعليقاً