سُجِلت في الهند أعلى حصيلة يومية للوفيات بسبب فيروس كورونا، منذ بداية انتشار الجائحة، وذلك بالإعلان عن وفاة 3689 شخصا خلال 24 ساعة.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من تسجيل الهند أعلى معدل إصابات في العالم لتصبح أول دولة تشهد أكثر من 400 ألف حالة إصابة جديدة خلال 24 ساعة..
في غضون ذلك، تحاول الحكومة الهندية السيطرة على الوضع، حيث التقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بوزير الصحة صباح الأحد لبحث الأزمة.
وتعاني المستشفيات في الهند كثيرا في سبيل تقديم الرعاية الطبية للمصابين، وفي ظل نقص حاد في أعداد الأسرة والأكسجين اللازم لمساعدتهم على التنفس.
ولا تزال المشارح ومحارق الجثث مكتظة بالموتى، كما انتشرت منذ أيام صور مؤلمة لعائلات بأكملها مصابة بالفيروس وتتسول سريرا في مستشفى أو قنينة أكسجين لإنقاذ حياتها.
وتسبب نفاد الأكسجين في مستشفى باترا في دلهي في وفاة 12 شخصا يوم السبت، وهي الحادثة الثانية خلال أسبوع واحد.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إنديا” الهندية، أن 16 مصابا توفوا في ولاية أندرا براديش الجنوبية، بسبب نقص الأكسجين في مستشفيين، ووفاة ستة أشخاص في ضاحية بجورجاون بالعاصمة دلهي.
كما أعلنت محكمة دلهي العليا البدء في معاقبة المسؤولين إذا لم تصل الإمدادات اللازمة لإنقاذ حياة المرضى إلى المستشفيات.
وفي محاولة للمساعدة، أرسلت بلدان من جميع أنحاء العالم إمدادات طبية طارئة، حيث أرسلت 40 دولة شحنات إغاثة حتى يوم الخميس الماضي،
ووصلت المرحلة الأولى من طائرات الإغاثة من الولايات المتحدة تحمل قنينات أكسجين وأقنعة N95 ومعدات اختبارات تشخيصية سريعة إلى دلهي، يوم الجمعة.
كما وصلت طائرة عسكرية ألمانية مزودة بـ120 جهاز تنفس صناعي إلى الهند يوم السبت، وأكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن البلاد سترسل مزيدا من أجهزة التنفس إلى الهند “قريبا جدا”.
ومع كل ذلك، ترددت الحكومة المركزية في فرض إغلاق وطني، إذ وصفه رئيس الوزراء مودي بأنه سيكون “الملاذ الأخير”، كما يخشى زعماء البلاد من التأثير الاقتصادي، بعد أن أدى الإغلاق العام الماضي إلى انخفاض إنتاج الهند بنسبة قياسية بلغت 24% في أبريل -يونيو مقارنة بالعام السابق.
وتسبب الإغلاق الوطني الذي استمر 68 يوما في العام الماضي في قيام ملايين العمال داخل الهند إلى العودة لقراهم الأصلية بعد أن وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل ونفدت أموالهم كذلك.
وذكرت صحيفة “إنديان إكسبرس” الهندية، أن فريقا من الاستشاريين بخصوص كوفيد-19، يقدم النصح للحكومة، يضغط بشدة من أجل إغلاق على مستوى البلاد للمساعدة في التخفيف من الموجة الثانية المدمرة.
وقال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن الإغلاق “الفوري” مدة “أسابيع قليلة” قد يكسر سلسلة انتقال العدوى في الهند.
يُشار إلى أن رئيس الوزراء مودي تعرض لانتقادات لأنه سمح لملايين الناس بالتجمع في المهرجانات الدينية والتجمعات السياسية الضخمة في مارس وأبريل، مع الحد الأدنى من التباعد الاجتماعي والقليل جدا من نسبة ارتداء الأقنعة.
اترك تعليقاً