يقول المثل الشعبى (بكّى ولدك قبل ما إبكّيك) ، لقد مضت أشهر عديدة بعد التحرير الكامل للتراب الليبى من براثن ذلك الدكتاتور الذى حكم ليبيا بالحديد والنار والسجون والظلم والقهر والإقصاء ، وكانت أحوال الليبيين على مدى أربعة عقود متفاوتة ، ولو أردنا أن نتحدث بشفافية لقلنا أن أغلب أهل المنطقة الوسطى وسبها أكثر الليبيين إلتصاقاً بالطاغية حيث أوحى لهم أنهم الأهل والمقربون وإخوة الجد كما كان يُردد وكان دائماً يحاول جاهداً بذر الفتنة بينهم وبين بقية الليبيين ولا ننكر أن هناك الكثير ممن ظُلمو بتلك المنطقة ودخلوا السجون كغيرهم من الليبيين ، غير أن منهم من إحتضن ذلك الفرعون وإحتضنه نتيجة لمعتقدات واهيه وإستفاد منه مادياُ حتى أن فى تلك المنطقة كانوا يقدرون الأرصدة الشخصية (بالأمتار) والمتر يعنى مليون دينار فإن نسوا ذلك فنحن لا زلنا نتذكر والدليل أن معظم السفارات الليبية لا تخلوا من أبناء تلك المناطق ومن فى حكمها ، لقد صفقوا وهتفوا لسنوات ولا يلوم عليهم أحد فى ذلك فكل شئ بثمنه ، ومنهم من وضع العمامة (الخضراء) على رأسه وإرتدى الجلباب الأخضر وردد العبارة الكفرية حتى 20 أكتوبر 2011م إلى أن شاهد بأم عينه الطاغية مضرجاً فى دمائه وهو يستجدى الثوار الأشاوس من مصراته والزاوية والزنتان والجبل الغربى وبرقه ، وما أن تحررت ليبيا وقُتل الطاغية حتى بدأ أولئك التبع يتقاطرون على الثوار يُسجلون أنفسهم بأنهم مع الثورة ، ونسوا أن هناك مؤرخين وإعلاميين وصحفيين من جميع أنحاء العالم وهناك ليبيون يسجلون حركة التاريخ يوم بيوم وساعة بساعة ونسوا أن ثوار المنطقة الشرقية تحركوا إلى مدن الغرب لكى يساعدوا فى تحريرها بعد أن حرروا برقه ، هذه المواقف التاريخية تم رصدها وتوثيقها بالصور ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك سوى جاحد أو فى نفسه مرض أو تابع لطاغية العصر الحديث.
وللأسف بمجرد أن تحررت طرابلس وبعدها بدأت باقى المدن والقرى والمناطق تتحرر بواسطة أبنائها الثوار غصباً عن أولئك التبع الموالين للنظام السابق وهم الذين نهبوا ثروات ليبيا على مدى أربعة عقود وهم الذين قلوبهم مع الثورة وبنادقهم مع الطاغية إلى يومنا هذا يتحينون الفرصة للإنقضاض على المدن المحررة ومؤسسات الدولة التى لا زالت فى طور البناء يحيكون المؤامرات وينتهجون الأعمال والتصرفات الخسيسة التى ربوا عليها من خطف وتعذيب وقتل ممنهج.
نحن نقرأ ونتابع أيها السادة ولا تظنوا أن البيانات التى نقرأها حيث تُرسل إلى مواقعنا الوطنيه وغيرها من المواقع ووسائل الإعلام تمر علينا مرور الكرام .. لا ,والف لا … فأنتم مكشوفون كشمس الظهر وأن ما تقومون به من دسائس ومؤامرات لا تخفى علينا فرائحتكم النتنة تفوح من بياناتكم حتى ولو كانت تتصف بالإستجدائية والتوسلية وتدعى التسامح والمصالحة وعبارة عفى الله عما سلف ، فحتى لو غيرتم دمائكم الملوثة سيكتشف الثوار الشرفاء أنه من فصيلة الطاغية ولو بعد حين!!
أقول وبكل صراحة …. لقد إرتكب المجلس الإنتقالى أكبر غلطة فى تاريخه المؤقت وهى مساومة ما يسمى (أشباه الثوار) ومقايضتهم بالأموال التى لايستحقونها بمجرد إقفال شارع أو زنقه أو تهديد مبنى وزارة حيث شعروا أو إستشعروا من خلال ذلك ضعفكم وقلة حيلتكم ، كيف بالله عليكم تُصرفون أموال الشهداء وعائلاتهم وحقوقهم المشروعة وأموال المفقودين والجرحى وتضخونها فى حسابات ؟؟!! لمن لا يستحق ، حتى أننا لم نعد نفرّق بين الثائر الحقيقى وأتباع الطاغية الذين وصل الأمر بهم أن يُعالجوا على حساب وزارة الصحة فى دول الجوار نتيجة لإختراق اللجان المرافقة للجرحى والتغلغل فى السفارات التى لا زالت تحت سيطرتهم ولم يتمكن وزير الخارجية الجديد أن يُحرك منهم أحداً ، لقد إختلط الحبل بالنابل أيها المجلس الذى إختطلت عليه الأمور فلم يعد يستشعر الحق من الباطل وقد زاد الطين بله تكليف حكومة تكنوقراط عاش أعضائها معظم حياتهم خارج الوطن وكانوا جزءّ ممن إستفادوا من الطاغية إيفاداً أو عملاً بما يسمى (المكاتب الشعبية) ولا شك أنه نالهم من اللهط شيئاً فتكلفة السنة الدراسية الواحدة تصل إلى (100) ألف دولار على حساب نظام الطاغية معظمهم إستفادوا إلا ما رحم ربى ولا تنطلى علينا الخطابات واللقاءات والندوات فى القنوات الفضائية فهناك من تواجد أكثر من 15 سنة على حساب ليبيا وميزانيتها !!! ، والغريب أن هذه الحكومة نسّت أنها حكومة أزمة لا أكثر ولا أقل وللأسف باشرت فى تعيين الأحبة والأقارب وإيفاد أبنائهم وأقاربهم وهى ثقافة الماضى لا شك فى ذلك معتمدة على الدعم الخارحى الغربى والعربى وحماية بعض المليشيات.
اليوم أيها الساسة الحقيقيون لقد بدأوا يتجرأون عليكم علناً و(على عينك يا تاجر) وبدأتم تستلمون الرسائل شديدة اللجهة ويجسّون نبضكم الخافت والبطئ فما حدث من إعتداء على مطار طرابلس وتطويقه من قبل ميليشيا عصابية لا يمكن أن تكون وطنية أو لديها إنتماء وطنى وهو يعنى الكثير لو كنتم تعلمون أو تُدركون وهى رسالة إستخفافية تدل على الإستهانة بكم وبمدى مقدرتكم على مسك زمام الأمور ، وإستخفافاً كذلك بثوار طرابلس ، فنحن نعلم أن من يتطاول عليك فى مدينتك قادراً على دخول بيتك والإعتداء على عرضك ، ثوار طرابلس ومحيطها معنيون اليوم بما يحدث فى مطار طرابلس ، ولا تنسوا أن الطاغية كان دائماً يقلل من قيمة أهل طرابلس وينظر إليهم بأنهم ليسوا رجال حرب ولا يستطيعون حماية طرابلس ولا حماية أنفسهم والدليل على ذلك تطويق مطار طرابلس دون إستئذان وكأن طرابلس ليست العاصمة ولا يوجد بها سكان أو ثوار ، فإهانة طرابلس إهانة لكل الليبيين الأحرار.
أقول لكل من يتشدقون اليوم بأنهم ثوار وأبطال ويصدرون البيانات التهديدية والتخويفيه والعدائية … نحن نعرف البير وغطاه … ولا تحاولوا أن يكون لكم مكان فى سفينة الثوار وإذا نسيتم مليونيات الطاغيه فنحن لا زلنا نتذكر ذلك جيداً وإذا حلمتم بأنكم ستعودون إلى حكم ليبيا فهذا الحلم وهمى ولن يكون أبداً مهما حاولتم من الخارج من نشر البيانات أو دس السم فى العسل ونحن على يقين أن الأفعى لا تُفرز إلا سماً زُعافاً وأن نار الحقد والكراهية تحتاج إلى وقت طويل ولسنوات لكى يُشفى منها صاحبها.
أهلنا فى مصراته والزاوية والزنتان وأهلنا الأمازيغ الأصول العريقة ، اليوم لم يعد الأمر سراُ فهناك إختراقات وتحركات يقوم بها أتباع النظام وهذه الأمور وللأسف نتيجة ضعف المجلس بالدرجة الأولى الذى لا يصّرح إلا فى الساعة (25) وفزعته لا تأتى إلا فى اليوم الثانى ، الشعب الليبى يحتاج إلى تريس أشداء ، قلتها أكثر من مرة والإستخفاف برب الأسرة أحياناً بداية لإنهيار الأسرة كما الإستخفاف بأولى الأمرهو بداية لإنهيار الدولة أو الأمة.
السادة رئيس وأعضاء المجلس قلت لكم يوماً (التمر ما إجيبنا مراسيل) أنتم اليوم فى محك خطير وبضعفكم هذا ستصل ليبيا لا قدر الله إلى حرب أهلية لا محالة وستتجزأ وستتناحر على النفط حتى يصل الدم للركبة كما يقال ، أنا لست متشائماً ولكننى واقعياً فأتباع القذافى بدأوا ينخرون فى جسم المجلس والحكومة وحتى الثوار أنفسهم .. , والمثل الشعبى يقول (إللى يعضك فطّنك لسنونك) أيها الساسة الجدد لا تستكينوا للإبتسامات الصفرار ولا تركنوا إلى أصحاب النفوس المريضة وأعلموا أن الذى يكرهك ما يحبك أبداً وأن هناك من يظهر لكم الدعم وهو يضمر الشر متحيناً لفرصة يتمناها كل ساعة فقد بدأوا يحيكون المؤامرات فإما الوقوف بحزم وقوة وإما ترك الساحة لمن هو قادر عليها ورحم الله إمرئ عرف قدر نفسه فوقف عندها وحتى لا تنجر ليبيا بسببكم إلى هاوية وكارثة لايعلم الله مداها .. والله على ما أقول شهيد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً