المال الفاسد هو عدو الديمقراطية ومقيد للحرية منذ أن عرف الإنسان معنى التداول السلمي للسلطة كمفهوم للديمقراطية حتى أصبح المال الفاسد حليف لكل عملية انتخابية.. لا يوجد انتخاب شفاف ونزيه مع وجود مال فاسد لدى زمرة واحدة في المجتمع وباقي الشعب يزخر تحت انانين المصائب يوميا حتى وصل إلى حد كبير للطبقة المثقفين والمبدعين أصحاب الرأسمال العلمي والثقافي والمالي.. لتصبح الشهائد ورق لا يأكل ولا تغني من جوع.. الجاهل هو من يتحكم بالبلاد عبر انتخابات أو ميلشيات!
ما لفت انتباهي عن موضوع الانتخابات هو تصريح وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الفرجاني صاحبة مشروع وحزب وهدف معين وهو الحزب الذي يريد السلطة بقوة الحروب والصراعات.. ولأنها امرأة فقدت السلطة وتحالفت مع الرجال في الوقت الخطأ فإن المجرم في حق نفسه أو حق غيره لا يأخذ على تصريحاته.
ولكن خرج علينا الأستاذ عبدالحميد النعمي المرشح السابق للوزارة وألمح إلى شراء الأصوات عبر الأرقام الوطنية.. وهذا يبعث عن الخوف فإذا المواطن الذي لا يجد قوت يومه ولا يجد شيء أصلا يبشر بالخير بل الدمار والأوضاع التي تسوء يوما بعد يوم عليه، وتنفتح بالمال والخير الوفير على أصحاب المعالي والسلطة أكثر فأكثر.
فهنا يصل حال المواطن الى البيع.. البيع.. يبع المرء كل شيء من أجل أن يعيش أو يتعالج او… إلخ.
لم يفكر السياسي المخضرم الذي يفخر انه أوصل المواطن الى مرحلة الشفقة والترجي من أجل أن يبع صوته وحقه في بطاقة العملة الصعبة ومدخراته ومجوهرات عائلته… إلخ من أن يبع نفسه ووطنه إلى المحتل الأجنبي.. تحتل الأوطان بكل سهولة عندما تنكسر إرادة الشعوب وتصل إلى مرحلة الغثيان وفقدان الذاكرة والصعوبة في التنفس لأن الأكسجين تريد الحكومة أن تسجنه في خزينة المصرف الذي سيمكن الصديق الكبير من تسليمه إلى التجار الوهميين على أنه اعتماد خاص للشعب.
من هنا عرفنا أن الهواء أصبح لا يرى إلا عند الهاوية الذي يتمسك بأعلى منصب في الدولة ويريد انتخابات تفصل على مقاسه ويكبر المجلس أكبر والذي يخرج من الباب يستقبل من الشباك المجلس على أنه عضو أعلى جديد ويصرف من خزينة الشعب المكلوم… ويبقى أعلى في أعلى ومجالس تعلى… تعلى واحنا انطاطي انطاطي.
ندعو الله عز وجل على الهاوية وعلى أشكاله من محبي السلطة بريح صرصار عاتية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً