استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبا المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي، اليوم الأربعاء، وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري العيد ربيقة، رفقة السفير الجزائري لدى ليبيا سليمان شنين، بحضور وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، وذلك على هامش فعاليات إحياء الذكرى الـ65 لمعركة إيسين التاريخية.
ونقل الوزير الجزائري للمجلس الرئاسي في مستهل اللقاء، تحيات رئيس الجمهورية الجزائري عبدالمجيد تبون، والشعب الجزائري، معبراً عن عمق العلاقة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وقال رئيس المجلس الرئاسي خلال اللقاء، إن ذكرى معركة إيسين تُعد تخليداً للتاريخ النضالي المشترك بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً أن إحيائها إنصاف للعلاقات الأخوية بين الليبيين والجزائريين، وبدور الشعب الليبي في دعم الثورة الجزائرية.
ووصل ربيقة مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس صباح الأربعاء، حيث كان في استقباله وزير الداخلية المكلف والحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، إلى جانب مسؤولين ساميين بالدولة وسفير الجزائر بليبيا سليمان شنين.
وغرس وزير المجاهدين الجزائري رفقة التومي شجرة سميت “إيسين” في ميدان الجزائر تخليدا للذكرى الخامسة والستين لمعركة إيسين.
وأعلنت وزارة المجاهدين الجزائرية في بيان تنظيم اليوم الأربعاء ندوة تاريخية تحمل عنوان “معركة إيسين”، رمز التضامن بين الشعبين الجزائري والليبي بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
ووقعت معركة إيسين يوم 4 أكتوبر 1957 بقرية إيسين في جنوب بلدة غات الليبية، بدأت مقدمات هذه المعركة بعد كمين نصبه المجاهدون الجزائريون لقافلة تموين فرنسية بمدينة جانت الجزائرية وانسحبوا إلى الأراضي الليبية، فقام جيش الاحتلال الفرنسي بملاحقتهم داخل التراب الليبي وقام في 3 أكتوبر1957 بقصف قرية إيسين الحدودية بين الجزائر وليبيا بالطائرات ردا على العملية التي قام بها المجاهدون الجزائريون انطلاقاً من الأراضي الليبية، على إثر ذلك تدخل الجيش الليبي ضد الجيش الفرنسي ووقعت معركة إيسين.
وعن هذه المعركة قال المؤرخ الجزائري محمد العربي الزبيري إن معركة قرية إيسين في جنوب غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر “فتحت باب الكفاح ضد المستعمر الفرنسي في جنوب شرق الجزائر” وساهمت في فك الحصار على الشمال بعد اشتداد القتال به.
من جانبه أشاد الأستاذ في علم التاريخ بجامعة تيبازة محمد مودوع، بحسب ما نُشِر في جريدة الشعب الجزائرية بتاريخ 02 أكتوبر 2019م، بالدور الإيجابي الذي لعبه الشعب الليبي وليبيا في احتضان الثورة المجيدة.
وأوضح في منتدى الذاكرة بيومية المجاهد بمناسبة إحياء للذكرى 62 لمعركة إيسين، أن موقف ليبيا الداعم للثورة الجزائرية جاء استنادا إلى رفض الملك محمد إدريس السنوسي التوقيع على اتفاقية إجازة شرعية الاستعمار الفرنسي للجزائر الأمر الذي جعل منه ومن الشعب الليبي عدوا لفرنسا وداعما للمقاومات الجزائرية خاصة في معركة إيسين.
وبيّن أستاذ التاريخ أن شجاعة وموقف الليبيين الداعم للثورة الجزائرية، كان له دور بارز في نشاط وتحفيز الثورة وخاصة في الجنوب وأصبح الجنوب الليبي ممرا أمنا للمؤن والسلاح ضد الاستعمار.
اترك تعليقاً