قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن ليبيا ستعود بجوارها العربي، وعمقِها الإفريقي، وفضائها الأوروبي، همزة وصل للحضارات، وبوتقةً اقتصاديةً تلتقي فيها مصالح العالم بأسره، وسيدرك الجميع عندها حجم الضرر الذي وقع، ليس على مقدرات الشعب الليبي فحسب، بل على مصالح كامل جوارنا وعمقنا وفضاءنا الدولي.
جاء ذلك في كلمة له، اليوم الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 بمدينة نيويورك الأمريكية.
وأضاف المنفي: “الشعب الليبي إذ يقف دقائق الصمت في يوم الشهيد، ذكرى استشهاد عمر المختار بطل المقاومة ضد المستعمر، الذي تعاودنا ذكراه في هذا الشهر، فإنه يستلهم من كفاح أجداده الصبر والإصرار على حقوقه، و من حكمة آباءئهِ المؤسسين التسامحَ لبناء الوطن، وسوف تسطر ذاكرتُهُ الوطنية دواوين المرحلة، تدرس منها للأجيال القادمة مواقف من ساندوه عند حاجته، ومسالك من أساؤوا إليه في محنته، وعبثوا بأمنه وبمقدراته وبنسيجه الاجتماعي”.
وأشار رئيس المجلس الرئاسي إلى أن “التدخل الخارجي السلبي لم يمنح الفرصة لوحدة الليبيين، ولا زال يعيق التقدم السياسي وجسر الهوة والشراكة في الوطن”، مشددًا في الوقت نفسه على أن “المجلس الرئاسي ملتزم بدوره المرسوم، وفق الاتفاق السياسي الليبي باعتباره السلطة العليا في البلاد، ويمثل وحدتها محليًا ودوليًا وقيادة القيادة العليا للجيش الليبي”.
وأضح المنفي أن المجلس الرئاسي يدعم الجهود التي أفضت إلى استئناف النفط والغاز من كافة مناطق ليبيا لما يحققه من مصالح وطنية واستقرار في الأسواق الدولية، مؤكدًا أن “المسؤوليات تحتم على المجلس الرئاسي العمل في مسار وطني متوازن وغير منحاز”.
وبيّن أن المجلس الرئاسي “يحرص على إدارة شفافة وعادلة لعوائد النفط. ثروة كل الليبيين بشكل يحيد المال العام عن الصراع السياسي، ويضمن توظيفه لمصلحة جميع الليبيين بمختلف مناطق البلاد، ويضمن توظيفه لمصلحة جميع الليبيين في مختلف مناطق البلاد، دون تمييز سياسي أو جغرافي، الأمر الذي في حال إنجازه قد يخفف من حدة الصراع الدائر على السلطة التنفيذية، ويوفر بيئة أكثر استقراراً وملاءمة للتحول الديمقراطي المنشود”.
وطالب رئيس المجلس الرئاسي بضرورة عودة الزخم إلى المسار الاقتصادي، وهو أحد المسارات الثلاثة لمؤتمر برلين، مشيراً إلى أن “مخرجاته أُهملت فيما يتعلق بالشفافية والعدالة في إدارة الموارد النفطية، وضبط الإنفاق العام، وتوجيهه لمستحقيه، والحد من سطوة الفساد”.
ولفت المنفي إلى أن :المجلس يتابع بحرص شديد، جولات الحوار بين مجلسي النواب والأعلى للدولة، التي لم تفضِ بعد إلى أي اتفاق حول القاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية”، لكنه شدد على أن المجلس الرئاسي لازال يؤكد أن هذه الحوارات “لا ينبغي أن تستمر من دون حدود زمنية، وأنه على استعداد تام للتدخل من أجل الخروج بالعملية السياسية من طريقها المسدود متى ما استلزم الأمر ذلك”.
وتقدم رئيس المجلس الرئاسي بالشكر للاتحاد الأفريقي على تعاونه من أجل إطلاق المصالحة الوطنية لدعم كافة المسارات للوصول إلى الاستقرار والسلام المنشود.
وأردف المنفي: “ليبيا تنظر بإيجابية لدور الأمم المتحدة رغم تباطئه خلال الفترة الأخيرة، ونتطلع للتعاون مع القيادة الجديدة لبعثتها، ونحثها على مباشرة العمل الجاد للمساعدة في الوصول إلى مخرج من حالة الانسداد السياسي”.
اترك تعليقاً