عاد المنتدى الثقافي العربي في بريطانيا لنشاطاته في العام الجديد ٢٠١٩، بعد انتهاء إجازة رأس السنة، مفتتحًا ندواته الثقافية بأمسية شعرية لباقة من الشعراء العرب والأجانب بحضور لفيف من المثقفين.
وأفتتح الأمسية الأستاذ علي الحاج حسين بكلمة رحب فيها بالدكتور رمضان بن زير مدير ومؤسس المنتدى، كما رحب بالشعراء والحاضرين، واستعرض برنامج الندوات القادمة، ثم أعطى الكلمة للدكتورة ملك مصطفى المنظمة للأمسية والتي قامت بتقديم الشعراء.
هذا وشارك بإحياء هذه الأمسية كل من الشاعرة البوسنية صافيتا أوسميجيتش، والشاعرة البلغارية ديمانا ايفانوفا، والشاعر التونسي أحمد زعبار والشاعر السوري الكردي عامر درويش والشاعرة الدكتورة ملك مصطفى.
من هذه الأمسية الشعرية اخترنا لكم هاتين القصيدتين:
قصيدة الدكتورة ملك مصطفى
جرح وطن
استباحوا الوطن
وامتلأت ساحاته بالعويل
وامتلأ قلبي بالرصاص.
تتالت صفعات القدر
على وجوهنا
وجدران بيوتنا
مذابح وهزائم
وخيانات.
وجع ينتشر
يبسط جناحيه كالنسر
أنين تائه بين القبور
فينقبض صدر الليل
على جثث ملقاة فوق بعضها البعض.
آلهة تغط في النوم
بقروا بطون الأمهات واستباحوها
لكلابهم ،
استباحوا عذارى الوطن وصبيانه
وانتهكوا الأسفلت في غياب الشمس
أمام الله وسواد الليل
ينادي الوطن
لا تنادي… لن يسمعك
فعربيك مفتون بفحولته
يتلمسها ويأنس إليها
في بقايا الكأس.
هو مسكون بالقطع والوصل
ضائع في غرف الدهشة
وانبثاق اللحظة
يعتصر شفتيه لتزداد احمرار
ما بين الجمر والخمر
ما بين فتحة الصدر
وما تحت صرتها،
ما بين حدبة الأحدب
وحلمتها.
لا تنادي أيها الوطن
على غائب ضاع في المسافة
واستراحات أكتاف عارية
وتشرد المكان.
غائب يتسكع في الأزقة
بين نهديها وغيبوبة الخجل.
لا تنادي.
وقصيدة الأستاذ الشاعر أحمد زعبار.
ذنب لا ننساه
الحق الحقَّ أقول لكم
الطفل المقتول على الشاطئ
نحن … قتلناه
الولدُ
ضاق به البلدُ
ضاقت به الرّوح
ضاق به الجسدُ
والنفس والبدنُ
الطفل لم يلفظه بحرٌ ….. بلْ فتنُ
إيلانُ
يلفظنا ويلفظهُ
النفطُ والغازُ والسلطانُ و….. الوطنُ
في انتظار أن يتصالح
عليٌّ وعمرْ
الحقَّ الحقَّ أقول لكم
إيلان لم يقتله قضاء
إيلان لم يقتله قدرْ
لم يقتله أن البحر مالح
بل
قاتلهُ
أنَّ الوطنَ مُرْ
نحيا
لأن الموتَ يُخطؤنا
ولا نمشي إلى هدفِ
فإن عشنا مصادفةً
وإن متنا فمِنْ صُدفِ
لنا وطنٌ
نعانقه بمهجتنا
فيلفظنا بلا أسفِ
لأنّا جيفةٌ تُلقى
على الشطآن كالصَّدفِ
لنا وطن
ليس يتسعُ
لغير الموتِ والموتَى
وربٍّ يرهب الناسَ
وشيخٍ يرفع السوطَ
ويحفظ آية الذبح
ويقرأ سورة الفتنة
ما بين مكّة والنجفِ
مات أيلان
سقط الانسان
عاش الحاكم والسلطان
إيلان الصغير
هل مات
أم مات الضمير.
اترك تعليقاً