دعت الملكة رانيا العبدالله، قرينة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، قائلة: يجب على هذه الحرب أن تنتهي الآن، وعلى الرهائن والمعتقلين من كلا الطرفين أن يعودوا إلى بيوتهم.
وقالت الملكة رانيا إن الرواية الفلسطينية للصراع سُلبت ودُفعت إلى الهامش على مر عقود، وتم اختزال الشعب الفلسطيني إلى أعداء في رواية لطرف آخر، بحيث يمكن استباحته دون عواقب.
وأضافت الملكة رانيا، في خطابها خلال مؤتمر “قمة الويب” المُنعقدة في قطر، الثلاثاء: “يهوي مقياس الإنسانية إلى مستويات جديدة”، مع استمرار الحرب لأكثر من 120 يومًا، موضحة: “رأى الملايين حول العالم للمرة الأولى ما يعنيه أن تكون فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب على غزة… تحولت الصور الملونة التي كانت تعج بها حساباتنا إلى مشاهد أحادية اللون: أكفان بيضاء، أنقاض رمادية وشاشات بيضاء وسوداء تتوسطها تحذيرات من قسوة المحتوى”.
وأكدت الملكة رانيا أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي لم يبدأ من حرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول، “لكن القصة الأكبر امتدت لسنوات أطول من أعمار معظمنا: خمسة وسبعون عامًا. لم ينعم الفلسطينيون خلالها يومًا بالسلام”.
وتابعت: “يأتي العنف على صورة حصار مطبق يمتد لأكثر من 17 عامًا، أو عقود من عمليات القتل اليومية… يأتي على شكل نقاط تفتيش أو جدار عازل أو عنف من مستوطنين مسلحين أو اعتقالات بلا سبب وإهانات لا تنتهي تحت وقع احتلال عسكري”.
واعتبرت الملكة رانيا أن “الحرب في غزة، والتي تبث للعالم مباشرة، أظهرت بشكل واضح الاختلال في موازين القوى”.
وقالت إن تداعيات الحرب الدائرة في غزة وحالة التضامن مع الفلسطينين حول العالم تعد “لحظة مأساوية ولحظة تحول بالنسبة لشعب فلسطين في آن واحد، ففي ذات الوقت الذي تنهار حياتهم من حولهم، يتنادى الناس من كل مكان ليشعروا بمعاناتهم”. وأكدت أن هذا التضامن “يجب أن لا يكون أمرًا عابرًا. فالملايين ممن رفعوا أصواتهم يجب ألا يسمحوا بتراجع قصة فلسطين إلى الهامش مرة أخرى”.
وأشارت الملكة رانيا إلى انتقادات الفلسطينيين لبعض منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها “تقوض من حدودهم الافتراضية”، قائلة: “سواء على الإنترنت أو أرض الواقع، لم تخدم المعايير المبهمة الفلسطينيين يومًا”.
اترك تعليقاً