في الوقت الذي تواصل فيه الوكالات الأمنية الأميركية مراقبتها على نحو متزايد لمواقع تويتر وفايسبوك وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن أية تهديدات محتملة، قال اثنان من المسافرين الأوروبيين إنهما لم يتمكنا مؤخراً من دخول الولايات المتحدة نظراً لافتقار هذا النظام الأمني لإحدى الصفات الهامة ألا وهي روح الدعابة.
وذكرت في هذا السياق اليوم صحيفة “النيويورك تايمز” الأميركية أن هذين المسافرين وهما ليغ بريان واميلي بونتينغ قد ألقي القبض عليهما فجأة لدى وصولهما مطار لوس أنجلوس الدولي مساء الاثنين الماضي، وتم استجوابهما من قِبل عملاء من وزارة الأمن الداخلي، ثم صدر قرار بإعادتهما على متن طائرة من حيث قدموا من أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك كله حدث نتيجة الدعابة التي أطلقها بريان على تويتر وقال فيها إنه ذاهب لتدمير أميركا – أثناء الرحلة – في اشارة واضحة منه إلى ولعه بالحفلات – وكذلك المزحة التي وضعها على الموقع بخصوص نيته نبش قبر مارلين مونرو.
وفي سياق تصريحات أدلى بها لصحيفة الدايلي ميل البريطانية، قال بريان الذي يحمل الجنسية الإيرلندية ويبلغ من العمر 26 عاماً :” تعامل معي عملاء وزارة الأمن الداخلي وكأني إرهابي”. وتابع ” وقال لي أحد العملاء لقد أفسدت حقاً بتلك التدوينة”.
وبحسب صور تم أخذها لوثيقة يقال إنها من وزارة الأمن الداخلي، وقامت بنشرها الدايلي ميل ونقلتها عنها بعدها صحيفة ذا صن، فإنه قد تم التحقيق مع بريان بموجب التدوينات التي نشرها على حسابه الخاص على موقع التدوين المصغر تويتر. ولم يتسن، وفقاً لما ذكرته النيويورك تايمز، أن يتم التحقق بصورة مستقلة من صحة تلك الوثيقة.
ثم أفادت الصحيفة بأن وزارة الأمن الداخلي وغيرها من الوكالات الفيدرالية بدأت تأخذ خلال الآونة الأخيرة مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تحسين سبل مراقبتهم لوسائل الإعلام الاجتماعية. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في وثيقة تم الكشف عنها هذا الشهر إنه يطلب المساعدة من المطورين بخصوص تطبيق يرمي إلى مسح وتجميع معلومات من مجموعة متنوعة من المواقع العامة ومن بيانات حكومية خاصة بملف الارهاب.
ووفقاً لما ورد بتلك الوثيقة، فإن هذا التطبيق سيحظى بالقدرة الفورية على فحص ومراقبة كلمات رئيسة وجمل في كل التدوينات العلنية المتاحة عبر موقع تويتر وأي منتديات أو مواقع تواصل اجتماعي متاحة ( مثل فايسبوك أو ماي سبيس أو مواقع أخرى ).
وقد أبدى سلاح الجو رغبته في تحقيق الأهداف الأمنية نفسها. وسبق لكبير العلماء المتخصصين في شؤون سلاح الجو، دكتور مارك مايبيري، أن أوضح مطلع الشهر الماضي أنه يرغب في الاطلاع على ما بداخل عقول وقلوب الأشخاص عبر نوع من أنواع الرادارات الاجتماعية التي قد تحذر بشكل مبكر من تحركات العدو والاستخبارات التكتيكية الأخرى.
وأصدرت وزارة الأمن الداخلي قبل عدة أيام معلومات متعلقة ببرنامجها الخاص بمراقبة ردود فعل الناس على المقترحات الحكومية الكبرى التي تحظى بآثار وتداعيات على أمن الوطن عام 2009، وتعاملت أيضاً مع مخاوف الخصوصية المتعلقة بعمليات المسح التي تقوم بها حالياً لمواقع التواصل الاجتماعي.
ولم يتضح، وفقاً للصحيفة، ما إن كان قد تبين أن تدوينات بريان المازحة على تويتر جزء من هذا البرنامج أم لا. وأفادت الوثيقة التي أعدتها الوزارة بخصوص حالة بريان بأنه قد أضيف لتلك القائمة التي تعرف بقائمة “المراقبة ليوم واحد”، التي جعلته عرضة لاستجوابات أخرى.
اترك تعليقاً