أعرب المجلس العربي، اليوم الاثنين، عن استنكاره الشديد لاتفاق التطبيع الذي تم الإعلان عن التوصل إليه بين السودان والكيان الإسرائيلي، برعاية أمريكية.
جاء ذلك في بيان صادر عن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، الذي يرأس المجلس المعني بالدفاع عن قيم الثورات العربية وحق الشعوب في اختياراتها.
وعبر المجلس العربي عن استنكاره الشديد للأخبار المتداولة بشأن توصل الحكومة الانتقالية السودانية الى اتفاق للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية.
واعتبر أن هذه الخطوة المستنكرة المتجاوزة لصلاحيات المرحلة الانتقالية لا تُعبر عن إرادة الشعب السوداني المتمسك بعروبته وبارتباطه التاريخي مع القضية الفلسطينية منذ مؤتمر اللاءات الثلاث وقبله.
وأشار إلى أن هذه الخطوة التطبيعية التي تأتي في أعقاب الخيانات السابقة التي أقدمت عليها دول الإمارات والبحرين تأتي في سياق مساعي أمريكية تكتيكية مرتبطة بالانتخابات التي غدت على الأبواب وإستراتيجية مرتبطة بترتيبات تصفية القضية الفلسطينية وتكريس هيمنة دولة إسرائيل على كامل المنطقة وضرب كل نفس تحرري اندماجي في الأمة، وفرض سلام بطعم الاستسلام مبني على التحيل والاكراه والغطرسة والتنكر لابسط قيم المجتمع الدولي ولا علاقة له بالسلام الحقيقي الذي تحتاجه كل شعوب المنطقة.
وأضاف البيان: “إن المجلس العربي، إذ يدعم نضالات الشعب السوداني الرافض لهذه الخطوة، فإنه يعتبر أنه من مسؤولية كل الشعوب العربية اليوم التصدي لمسار التطبيع الذي يتم التفاوض بشأنه علنا وسرا مع عديد الأنظمة العربية الضعيفة في ظل الانهيار الكامل لكل مؤسسات وآليات العمل العربي المشترك.
واعتبر المجلس أن الأمل الوحيد في التصدي لهذه الموجة التطبيعية هو هبة شعبية عربية والتفاف حول فكرة جامعة الشعوب العربية التي يعمل المجلس العربي على تأسيسها بديلا عن جامعة الأنظمة وإطارا جديدا للدفاع عن الثوابت المشتركة وعن الكرامة العربية المهدورة والأمن العربي المشترك المُهدد وللدفاع عن حقوق شعوبنا في السيادة والاستقرار والازدهار وحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية.
يُشار إلى أن “المجلس العربي” هو منظمة غير حكومية تجمع عدة شخصيات عربية بهدف الدفاع عن ثورات “الربيع العربي” وترسيخ الثقافة الديمقراطية بالمنطقة وتبادل التجارب والخبرات في إدارة المراحل الانتقالية.
وتم تأسيس المجلس في 26 يوليو 2014، واتخذ تونس العاصمة مقرا رئيسيا له، مع اتخاذ فروع له في عدة دول.
اترك تعليقاً