الصراع على السلطة في ليبيا وفي العالم العربي وخاصة بعد ثورات الربيع العربي يرونه كثيرون بأنه ليست مشكلة سياسية او اقتصاديّة أو مالية او اجتماعية او امنية وانما محاولة تفرد مجموعة معينة بالسلطة. يعتبر الصراع على السلطة بليبيا هو نتيجة اصرار مجموعة تسلطية واستبدادية واقصائية ومنفردة وهي ليست نخب سياسية. هذه المجموعات سوء المبنية على ايديولوجيات دنية او حزبية او قبلية او جهوية او ملشياوية وبدعم من عدة جهات محلية ودولية، جميعهم لديهم الرغبة الجامحة في الوصول والاستحواذ على الحكم وابعاد الخصوم على قاعدة الغاية تبرّر الوسيلة. هذا باختصار هو الصراع على السلطة في ليبيا ومثيله في المجتمعات العربية والتي يتحكم فيها منطق القبلية والجهوية وشراء الذمم بعيد عن أي مفهوم للديموقراطية حتى وان كانت انتخابات.
بعد أيام سيكون هناك مؤتمر تحضير بتونس للمؤتمر الوطني الجامع الليبي ولا نعرف لماذا بتونس وليبيا كبيرة وواسعة ويمكن ان تحتضنه أي مدينة. تونس وشعبها يقفون وراء حل سلمي بليبيا ولكن ليبيا قادرة على احتضان هذا المؤتمر التحضيري حيث ستكون به رسالة قوية لمن يفكرون في افشال المؤتمر الوطني الجامع الليبي. إذا كان هذا المؤتمر التحضيري بليبيا سيعطي دفعة وغيرة وحس بالوطن للمجتمعين فهذا جيد وليس حس بالفندق من خمس نجوم وماذا سيكون بالغداء بعد الجلسة. كذلك من سيذهبون لهذا المؤتمر التحضيري وكيفية الاختيار ولا نريد تدوير عجلة الوجوه المستبدة على الكراسي الان واخرون ساهموا في دمار ليبيا وشلة ثالثه لها طبائع جهوية وقبلية وعنصريون.. الاختيار يتم وفق الكفاءة والوطنية والعمل من اجل الوطن ليس الا. نتمنى ألا نري الوجوه الحالية المتربعة على حناجر الليبيين بحجة اتفاق الصخيرات والبرلمان ومجلس الدولة وحكومات فاشلة وطغاة صنعناهم بأنفسنا واعيان قبيلة زعيط ومندوبي الحزب الفلاني او المجموعات والتي تدعي انها تتبع وزارة الداخلية او الدفاع.
هذا المؤتمر الوطني الجامع الليبي يجب ألا يكون مؤتمر للحوار وان يكون قصير وليس مثل مؤتمر الحوار الوطني باليمن والذي استمر أكثر من 6 أشهر وبعدها دخلت اليمن في حرب لا نهاية لها رغم ان ثقافة الشعب اليمين الحزبية والبرلمانية أحسن بكثير من ثقافة الشعب الليبي.
عندما قراءة اليوم النظام الأساسي للمؤتمر الوطني الجامع الليبي وبه عدة فصول ويشكل من 140 عضو من مختلف بقاع ليبيا وموزعة على 5 كيانات وهي الكيانات المنتخبة والكيانات الاجتماعية والكيانات السياسية والنخب الفاعلة ولجان المصالحة والكيانات الأمنية والعسكرية. يتضح من هذا كله هو ترضية لمن هم متواجدين على ارض الواقع ويزعمون انهم يحكمون ليبيا سوء من منطق القبيلة او القوة او الحكومات المتراكمة بأجسامها التشريعية والتنفيذية ومؤسستهم المزدوجة في شرق وغرب ليبيا. أذا اجتمعوا هؤلاء جميعهم ونتمنى منهم ان يحترموا مخرجات هذا المؤتمر الوطني الجامع والذي تم تحديدها في اختصاصات هذا المؤتمر وهي:
- اختيار مجلس رئاسي مؤقت
- تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقته واختيار أعضائها من ذوي الكفاءة والخبرة والنزاهة
- اختيار قيادة عسكرية موحدة
- يكون المؤتمر الوطني الجامع هو السلطة التشريعية الى حين انتخاب السلطة التشريعية وفق احكام الدستور الدائم
هذه هي اهداف المؤتمر الوطني الجامع الليبي وهو جسم اخر الى جانب البرلمان ومجلس الدولة واللتان لا نعرف ماذا سيحل بهم وهل سيتم حلهم وابعاد من يتربعون على صدور الليبيين من خلال هاذين الجسمين والى الابد.
ما هو رأي في هذا المؤتمر ورويتي الى أهدافه وتنفيذ كل مقرراته؟
- فكرة معقولة وليست جيدة حيث تدوير الوجوه القديمة والتي ستتلاعب بهذا المنصب وتخلق بيئة جديدة من الصعب ازالتها وخاصة ان من سيتم ترشيحهم لهذا المؤتمر الجامع ليس هناك أي بند ينص نزاهة هؤلاء وولائهم للوطن. يجب الحدر من هؤلاء!!!
- اشراك كل الكيانات مهم وابعاد الجهويين والقبلين اهم من هذا كله حيث هؤلاء هم من يعرقل قيام الدولة المدنية وكذلك الأحزاب الدنية والأشخاص العنصريين
- لم يتم اشراك القوى الفاعلة على الأرض وهي المليشيات ولم يتم التطرق لها نهائيا في هذا المقترح وكيفية التعامل معها وردعها في حالة وقوفها ضد هذا المشروع الجامع. اري ان يتم توضيح هذا للشارع الليبي وبأسرع وقت في حالة وقوف هذه المليشيات ضد هذا المؤتمر ومحاولة ابتزازه والسيطرة عليهما هو الحل؟
- مقر المؤتمر يجب ألا يكون ببنغازي او طرابلس واقترح أن يكون غدامس او بغريان او بالبيضاء او بالكفرة او بمرزق او بالجفارة حيث بعيد عن المليشيات وكذلك مناطق طبيعتها جميلة ويمكن توفير الحماية لهم من الأمم المتحدة وليس من أي مليشيات محلية وهي ضريبة بسيطة ومساندة من المجتمع الدولي
- في اول بيان رسمي لهذا المؤتمر الجامع يجب اصدار تعميم وانذار للدول والتي تتدخل في الشأن الليبي سوء بأرسال السلاح او غسيل الأموال او توطين الارهابين بأن الدولة الليبية ستلاحقهم من خلال القانون وعلى المجتمع الدولي يجب أن يساعد ولا يهدم.
كذلك وحسب راي يجب أن يركز المؤتمر الوطني الجامع الليبي على الاتي
- إيجاد حل سياسي واقتصادي واجتماعي والعمل على هذه الخطوط المتوازية
- توحيد جميع المؤسسات سوء المدنية او العسكرية او المالية بكل ليبيا
- البداء في وضع خارطة طريق واضحة لنزع السلاح من الليبيين جميعا والغير منظمين للجيش الوطني الليبي او الشرطة او أي اجسام امنية اخري تخضع للحكومة المدنية القادمة
- البداء في وضع خارطة طريق لكل المنظمين للمجموعات المسلحة وكيفية دمجهم في المجتمع الليبي سوء بالرجوع لسابق أعمالهم او انضمامهم للجيش والشرطة او أي قوات امنية اخري وكأفراد فقط وكذلك دعم من لا يريد الانضمام سوء بإيجاد عمل له وتأهيله او اكمال دراسته او مساعدته وتأهيله اجتماعيا وأسريا لكي يكون فرد من ضمن افراد المجتمع الليبي
- البداء في المصالحة الوطنية ومن خلال هذا المؤتمر الجامع
- إرساء مبدا ليبيا دولة واحدة والشروع في تطوير هذا الوطن اجتماعيا واقتصاديا وعلميا ومهنيا
- البداء في فكرة توزيع وتوطين مؤسسات الدولة السيادية بكل مدن ليبيا وفتح فروع لها لإرساء مبدا المساواة والعادلة في توزيع الثروات والخدمات
- إطلاق سراح كل السجناء السياسيين سوء من النظام السابق او ممن تم سجنهم بعد 2014م وبكل ربوع ليبيا
- ارسال دعوة خاصة لليبيين المقيمين بالخارج وخاصة المهنيين وغير المهنيين منهم واللاجئين بأن يساهموا في بناء دولتهم ليبيا
جميعنا يحلم بأن تكون ليبيا دولة ذات سيادة وطنية ويعيش بها جميع الليبيين وبمختلف اعراقهم حياة كريمة ومزدهرة وينعمون بثرواتها وبنفس المعايير والمساواة سوء بشرق وجنوب وغرب ليبيا. توزيع هذه الثروات وبالتساوي ودون تهميش واقصاء لاي من أبناء هذا الشعب، وهو الغاية والطموح والذي يريده أبناء هذا الوطن حيث عان الجميع من الفقر والقهر والحرمان لعدة قرون ولم يهنا هذا الشعب الي اليوم.
إذا هذا المؤتمر الوطني الجامع الليبي سيحل هذه المشاكل ويقلل من معاناة المواطن ويرجع لليبيا والليبيين كرامتهم وهيبتهم ودولتهم، فسوف يجد كل الترحاب والتأييد من جميع الليبيين. إذا 140 عضو تخاذلوا ووضعوا القبيلة والمنطقة والمدينة والحزب والأيديولوجية والطمع في توالي المناصب هو من اولياتهم ، فسوف لن يجدوا أحد يساندهم او يقف معهم وسوف يثورون عليهم . هؤلاء 140 عضوا هي الفرصة الأخيرة لهؤلاء لتصحيح ما فعلوه بهذا الوطن والمواطن. كذلك على المجتمع الدولي والدولة المهتمة بالشأن الليبي مسؤوليات كبيرة حيث ساهموا في الإطاحة بنظام دكتاتوري وتركوا ليبيا والليبيين لقمة سهلة للصراع على السلطة من قبل مجموعات يؤيدونهم في العلن والسر ولا أحد يعرف ما هو هدف بعض هذه الدول في استمرار الحالة الليبية على هذه الحالة. على المجتمع الدولي ان يساند ويقف مع الليبيين في تحقيق اهداف هذا المؤتمر الوطني الجامع الليبي وأن يذهب بعيد بتحقيق أهدافه وبكل الطرق الى أن يتم انتخاب اجسام ووجوه جديدة والتخلص ممن يتربعون على صدور الليبيين خلال الثماني سنوات الماضية.
ليبيا قادمة بعون الله
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً