بعيد سقوط نظامي بن على ومبارك في احداث أطلق عليها الربيع العربي، اتيح لقطر كما الامارات والاردن وبعض الدول العربية، التدخل بكل ثقلها بالأزمة الليبية، في محاولة بان توهم الاخرين بانها دولة إقليمية، فكان لها الراي النافذ، وبمساعدة فرنسا تم إحالة الملف الليبي من الجامعة العربية الى مجلس الامن الذي لم يتوانى في فرض عقوبات اقتصادية وحظر جوي لطيرانها الحربي ووضعها تحت الفصل السابع، ما أدى الى سقوط النظام بعد 5 أشهر من المعاناة، وصلت الى حد منع وصول السلع التموينية الى الشعب الليبي, وتدمير القوة العسكرية للبلد, التي كانت تحمي تراب الوطن ولم تستطع اية قوة إقليمية الاقتراب من الأجواء او الشطآن الوطنية.
سُحب البساط من تحت قطر بعد ان ادت دورها على أكمل وجه، فالوضع الدولي المتأزم في حاجة ماسة الى وجود الكبار، فالصغار يبقون صغارا وان حاولوا الظهور بأنهم كبارا يتمتعون برجاحة العقل والسؤدد، كيف لهؤلاء بان يكونوا كذلك وهم يفتقرون الى ابسط معايير الديمقراطية، فلا انتخابات برلمانية ولا رئاسية، بل امير يعتبر ظل الرب في الارض.
تنعقد هذه الايام بالدوحة جلسات تشاورية في محاولة من اميرها للم شمل القبائل الليبية! بعد ان شهدت البلاد وعلى مدى خمسة اعوام حروب ضارية بين مكونات المجتمع الذي اخذ فيه دور القبيلة يتلاشى وان بدا للبعض بان المشايخ والاعيان يمكن ان يكون لهم دور في اعادة اللحمة الوطنية الى بلد انهكته تدخلات قطر والامارات ومن تبقى من السلاجقة الذين يسعون الى إحياء دولة بني عثمان التي اصبحت كالبعير الاجرب، اتخذها الغرب مطية لتنفيذ اجنداته، بعد ان منّوها بالانضمام الى ركب الدول المتحضرة.
اللقاءات جاءت بدعوة ممن يعتبرون أنفسهم زعماء ليبيين آوتهم قطر ونصرتهم وسخرت جميع امكانياتها في سبيل احكام سيطرتهم على الاوضاع في ليبيا، وقد تحقق لهم ذلك على مدى ما يقرب من العامين بعد عملية همجية على مطار العاصمة والمناطق المحيطة به خلّف دمارا واسعا وزهق ارواح بشرية ولم تسلم الحيوانات الاليفة من اجرامهم، بعد ان لفظتهم الجماهير في الانتخابات البرلمانية يونيو 2014.فلم ينالوا المقاعد التي تؤهلهم لحكم البلد بل يمثلون اقلية ممقوتة.
المؤسف له حقا ان تنطلي هذه الخدع والالاعيب على اناس يعتبرون أنفسهم يمثلون مدنا “وصفها المجرمون بانها مدن مهزومة-حرم اناسها من تقلد اية مناصب مهمة خلال الفترة الماضية” ضاقت مختلف صنوف العذاب، ان محاولة القفز على ما حدث يعتبر ضربا من الخيال، فالتصالح بين مكونات الشعب يجب الا يتولاه من أجرموا في حق الشعب، بل يجب ان تودع اسماء هؤلاء في مذكرات استنسابية لدى محكمة الجنايات الدولية، لينالوا جزاء ما اقترفوه.
لسان حال هؤلاء المجرمون وهم يرون اليوم نجمهم قاب قوسين او أدنى من الافول، بفعل ردة فعل الجماهير في كل المناطق على افعالهم الشنيعة، وتلاحمها مع قوى الجيش الوطني، التي اصبحت تحكم السيطرة على بنغازي، والتوجه الى مناطق اخرى لتحريرها، يقول بانه على قطر التي كانت سببا في تسلطهم بان تسعى الى ايجاد مخرج آمن لهم…. “اللي شبكنا ايخلصنا”. فهل يتحقق لهم ذلك؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً