دائما أحاول ألا أتكلم عن الأموات وخاصة في المناسبات التي تتخذها البلاد أعياد وطنية، فِي مثل هذه المناسبات يخرج علينا المتشدقين والنافخين في العير عبر قنوات ممولة تصف حال الوطن بالمفكر والقائد والصائم وأب الشهداء وجده أول شهيد على الأراضي الليبية ويرجع نسبه إلى آل البيت وجده الأول موسى الكاظم الذي يبحث عن دعم إيراني يرجع له السلطان المسلوب!! والآخر يتغنى بقتل اليهودي العميل والشهادة تجمع الجميع في الآخرة.
وتمزق الوطن في الأوله
هذه هي ليبيا خارج المعادلات والمسلمات الحسابية وتعاني حالة نفسية يصعب على المجتمع الدولي حل عقدها، لا تنصف المعطي المتفاني الذي يشعر بالوطنية ولكنها تكرم اللئيم والخائن والكسول بالعطايا والمزايا والمناصب.
فالجميع يعلم ان الجنوب وما به منذ الاستقلال ينتج ويعطي الشهائد والفخر ،دون أن يتميز عن الاخرين بالمناصب أو حتى التعامل معه كمدينة او منطقة كبيرة معطاءة ،أكبر وأفضل المهندسين والأطباء وغيرها من حملة الشهائد العليا الذين اثبتوا جدارتهم داخل سوق العمل بشهادة الجميع كان للجنوب الأثر في ذلك، رغم فقدان الجنوب لأهم المرافق التعليمية والصحية وهو يزخر بالماء والنفط وسلة للغذاء.
هذا هو الجنوب المهدد بالاجتياح الأجنبي ليس حباً في الصحراء والرمال ولا عشقاً لمبادئ وأخلاق أهل الجنوب السمحاء، بل لخدمة أجندة خارجية تمزق وتفتت وتسرق.
هذا الاختراق للسيادة الليبية وجب الرد عليها بألف من العشرة مليون قطعة سلاح موجودة بليبيا حسب تقارير العالمية، ومن الصعب تجد رجالاً بعدد الهائل لكمية السلاح الذي يستخدم في الأيدي الغلط حتى وصلنا إلى هذه المراحل المتقدمة من التشرذم، وأيضا مما أدى الى وصول الجنوب الى الحالة التي بها الآن.
لا يمكن أن يدعم الجنوب الآن بالسلاح فقط ،فالأهم هو دعم صمود الجنوب بالدعم المادي والمعنوي والأطقم الطبية والإسعافات وايضاً الغذاء والوقود، إذا أردنا أن نعيش بأمن وسلم في الشمال علينا أن نقد أنفسنا وندافع عن الجنوب خط الدفاع عن وجودنا قولاً وفعلاً فمجرد سقوط الجنوب تذهب ليبيا باكملها الى مرحلة النسيان، وحتى اذا استعدنا الجنوب من أيدي المحتل فلابد علينا ان نستعيد رجل الجنوب ونرفع من هيبته حتى لا يصطدم المسؤول الليبي عند أول زيارة له للجنوب بلغات ولهجات وأعراف وأخلاق لاتمت لأهل ليبيا بصلة ،ويفتح علينا أبواب للرقم الوطني من جديد أو تهديد بغلق الماء والنفط ،عندها نردد أن القهر خرج من الجنوب والفخر يتكلم باسم الجنوب!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً