بات الوضع الإنساني في قطاع حال غزة في حال سيئة جدا، فالمواد الإغاثية شبه معدومة، والسلطات الإسرائيلية تتحكم بكميات الغذاء و الدواء و الوقود الداخلة إلى القطاع، ولا تسمح إلا بمرور النذر اليسير منها، ما ترك الناس هناك في حال يرثى لها، حتى باتوا مهددين بمجاعة خطيرة.
ولتخفيف هذا الواقع المرير أطلقت الحكومة الإيطالية مبادرة بعنوان “الغذاء من أجل غزة”، أمس الاثنين، بالتنسيق مع منظمات تابعة للأمم المتحدة، بهدف إتاحة وصول أسلس وأوسع للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وبهدف التنسيق للمبادرة التقى أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، في روما كلّا من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) تشو دونيو والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، وخافيير كاستيلانوس نائب الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأشار تاياني إلى أنه سيعرض المبادرة على دول مجموعة السبع وأعضاء الاتحاد الأوروبي وإسرائيل وفلسطين، إضافةً إلى الدول العربية التي تعهدت بمساعدة المدنيين في غزة، كما تم الاتفاق على إنشاء مكتب تنسيق فني مفتوح لجميع الجهات الفاعلة التي ترغب في المساهمة في المبادرة.
وفيما يواصل المجتمع الدولي محاولاته لدرء خطر المجاعة التي تهدد قطاع غزة، نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه السلطات والجيش الاسرائيلي على القطاع منذ خمسة أشهر، يتفق الجميع على أنه لا بديل عن الممرات والمعابر البريّة، كحل أمثل لإدخال المساعدات بطريقة منتظمة وفعالة.
وعلق تاياني على المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على غزة بقوله : “هناك عدد كبير جدا من القتلى المدنيين، نحن نحاول مساعدة الفلسطينيين لكن المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على غزة ليست كافية”.
وأوضح أن إيصال هذه المساعدة ينبغي أن يتم عبر الممر الإنساني المرتقب إقامته من جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة انطلاقا من قبرص، التي تبعد حوالي 370 كيلومترا عن غزة.
وأضاف تاياني : “من الضروري زيادة دخول الشاحنات من معبر رفح، اليوم هناك بضع عشرات من الشاحنات تمر، لكن هذا بالتأكيد ليس كافيا”.
كما حذرت مديرة برنامج الأغذية العالمي في الامم المتحدة، في مؤتمر صحافي مشترك مع المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) والأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر، من أنّ “الوقت ينفذ.. وأن الشعب الجائع في غزة لم يعد قادرا على الانتظار”.
ودعا الأطراف الثلاثة المشاركون في المؤتمر إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر البرية المؤدية الى القطاع، والسماح بإرسال كميات أكبر من المساعدة الإنسانية.
يذكر أن أول سفينة تحمل مساعدات إنسانية كانت قد أبحرت من ميناء لارنكا في قبرص، صباح اليوم الثلاثاء، عبر الممر البحري بين الجزيرة المتوسطية وقطاع غزة، وفق وكالة فرانس برس.
اترك تعليقاً