قال الكاتب الصحفي السوداني معتصم الحارث الضوّي، إن الحرب الروسية الأوكرانية بالغة التعقيد لإعادة صياغة الواقع الجيوسياسي الدولي.
وفي سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، أشار الضوّي إلى أن من بين الأهداف الاستراتيجية الأمريكية من تأجيج الحرب الروسية على أوكرانيا، هو إضعاف روسيا ماليا بالعقوبات مما يؤدي تلقائيا لتعطيل مشروعها لتطوير عمليات التنقيب عن الطاقة في منطقة القطب الشمالي مما يرفع أيضا حظوظ أمريكا في ذات المنطقة، وبالتالي يُعزز من تأثيرها المنخفض على سوق الطاقة الأوروبية الدولية.
كما أشار إلى أن من بين هذه الأهداف هو إغراق روسيا في حرب استنزاف طويلة مع أوكرانيا، ودعم هذا التوجه بالضغط على روسيا عبر تعزيز الحضور العسكري في محيط الدول المجاورة لها، ورفع العصا أمام الصين وإلهائها بمساعدة روسيا لتحجيم مكانتها الدولية المتصاعدة، وفي ذات الوقت لإثنائها عن ضم تايوان.
وتتمثل هذه الأهداف أيضاً – بحسب الضوّي -في إضعاف أوروبا اقتصاديا، وإرغامها على المدى الطويل للخضوع لمشروع الغاز والبترول الأمريكي رغم تكاليفه الباهظة لأوروبا، علاوة على إخضاع قرارها السياسي للهيمنة والهدف إعادة أوروبا إلى بيت الطاعة بعد أن تنامت النزعات الاستقلالية في المواقف الخارجية الأوروبية خلال الأعوام الماضية، وخاصة من ألمانيا في عهد ميركل.
وأضاف الضوّي أن الاستراتيجة الأمريكية تهدف إلى توجيه ضربة قاضية لمنظومة BRICS، خاصة وأن أمريكا نجحت في بث الشقاق داخل المنظومة خلال العامين الماضيين، وأضعفتها بشكل ملحوظ.
ونوه الكاتب الصحفي إلى أن إعادة رسم خريطة الطاقة الدولية من ضمن الأهداف الاستراتيجية الأمريكية، ويستدعي تحقيق هذا الهدف الطموح إعادة فنزويلا وإيران إلى مجموعة الدول المصدرة للطاقة مقابل إنهاء أو تخفيف العقوبات الاقتصادية عليهما، وبالتالي تطويع قرارهما السياسي للإرادة الأمريكية، وهذا يحقق في ذات الوقت إملاء ضغط هائل على دول الخليج وآسيا الوسطى التي تعتمد اقتصاداتها بشكل رئيس على تصدير الطاقة.
ولفت الضوّي إلى تحجيم النزعات الخليجية للتقارب مع روسيا، والتي تمثل تهديدا تعدُهُ الإدارة الأمريكية وجوديا لمصالحها، بالإضافة إلى إعادة أمريكا قطبا أوحدا بعد أن تنامت قوة روسيا والصين -وبشكل أقل الهند- وأصبحتا تُهددان السيطرة الأمريكية المطلقة، وتنافسان بصورة متزايدة على العرش.
واختتم الكاتب الصحفي السوداني معتصم الحارث الضوّي بالقول: “هذه حرب بالغة التعقيد لإعادة صياغة الواقع الجيوسياسي الدولي، وهي مغامرة ومقامرة بدأتها أمريكا، ولكنها -كما في أي حرب- لن تتمكن من إنهائها متى شاءت لأن للأطراف الأخرى أيضا ضلع في صيرورتها”.
اترك تعليقاً