قد يفقد الإنسان حكمته وقد يفقد القدرة على اتخاذ القرار المناسب للموقف المناسب في حالات ضعفه العاطفي والعقلي نتيجة مؤثرات داخلية أو خارجية تعترضه ومشاكل تواجهه فتؤثر على قدرته فتهوي به في قاع التخبط وعدم الإتزان في المواقف مع أو ضد الآخرين وهذا أمر قد يلتمس لصاحبه العذر لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بعاملي الغضب والسرور من جرّاء ما تقدم من عوامل ولو أن ذلك قد لا يعتد به خاصة حينما يتعلق الأمر بعلاقته بالناس الذين قد يصيبهم الضرر من جرّاء تصرفاته الغير متزنة التي يقوم بها نتيجة للإضرابات والضغوطات التي قد يعانيها.
ولنأتي الآن إلى بيت القصيد كما أسلفنا قد نلتمس العذر لفرد ما أما أن تقوم دول ورائها وزارات وإدارات وأقسام ومنظمات ومستشارين بهذا التخبط فهذا لعمري قد يجد الإنسان صعوبة في فهمه!!! بدأ الأمر بحملة شرسة مصنوعة مدبرة من قبل السعودية والإمارات على بعض وسائل الإعلام القطرية وعلى قطر ونسب تصريحات أثبتت الأيام والنفي الرسمي لحكومة قطر أنها كانت ملفقة. بالرغم من نفي قطر لكل ذلك وخطابها المتزن في تلك الفترة مع جاراتها إلا أن وسائل إعلام الدولتين استمرت في خطاب الكراهية والتحريض وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على النية المبيتة تجاه قطر؟؟؟
لا يخفى على أحد يبحث عن الحقيقة عداء الإمارات وحساسيتها من كل ما هو إسلامي أو مشروع إسلامي أو حركة إسلامية لأن الحق والباطل لا يلتقيان فقد طالت يدها بالحرب والخديعة السرية والمعلنة كل ما هو إسلامي، لقد دعمت الإمارات ماليا الحرب التي خاضتها فرنسا ضد المسلمين في مالي بل تعدى الأمر إلى أفريقيا الوسطى وما يتعرض له المسلمون من مجازر هناك، في مصر صرح وقتها ولي عهد أبوظبي بأنه مستعد أن يدفع كل ميزانية إمارته في سبيل الإطاحة بالرئيس مرسي كما فعلت السعودية نفس الشيء حين وجه وزير خارجيتها أنذاك الرسالة التي رأيناها في الإعلام إلى سفيره في مصر طالبه فيها بالعمل على الإطاحة بالرئيس مرسي مهما كلف الثمن، صراع نفوذ!!! ولا شك أن الهدف بينهما يختلف.
وفي ليبيا لا يخفى على أحد وإن سكت دعم الإمارات بالسلاح والمال والغذاء ومد يدها لكل من هو ضد أي توجه إسلامي في ليبيا وجعل أرضها مقاما لكل مناهض للإسلام من ليبيا وغيرها من الدول وما التآمر الذي كُشف من خلال الرسائل والوثائق نتيجة إختراق بريد السفير الإماراتي في أمريكا إلا دليلا قاطعا على تورط الإمارات في محاربة الإسلام وتشويه صورة بعض الدول العربية لدى أمريكا فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب ولا أظن ذلك يخفى على أبي ولا غبي… وما كانت السعودية التي عرفت بتعقلها وتوازنها في المواقف أن تتورط في الإفتراءات التي نسبت لأمير قطر والهجمة الشرسة وقطع العلاقات والحصار الذي لا يمت للسياسة والحكمة التي تتبعها السعودية منذ عقود بشيء لولا وقوف الإمارات ورائها!!!
وما تبني ودعم وإستقطاب الإمارات لزعامات وشيوخ الصوفية وتكوين منظمة عالمية بها إلا لمحاربة الإسلام ونشر التضليل وما مؤتمر الشيشان عنا ببعيد ولكنها المحافظة على الحكم والمصالح من يجمع الحكام وليس الدين؟؟؟ ولا شك أنه من المضحك أن تتضمن قائمة إرهاب أعدتها الإمارات والسعودية إسم الشيخ الصادق الغرياني!!! وما هي علاقة الشيخ بالإرهاب؟ الشيخ كان وما زال مناهضا للتحكم في الرقاب من قبل أي طرف كان فالمتحكم برقاب العباد هو الله فقط لا غيره، والشيخ يدعوا ويناصر من يريد تحكيم الإسلام ويحارب الطغاة فالشيخ لا يركن للطغاة ويناهض تدخل الإمارات السافر بالسلاح والمسكوت عنه في ليبيا من قبل شخصيات سياسية لا ترى إلا مصالحها، أما حكاية أنه إخواني لقد قالها الشيخ علنا أنه ليس إخواني ووصل الخلاف بينهم لحد التصريحات وأنه لا يدين لأي جماعة كانت وهو يتبع ما سمّانا به الله قائلا: “هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ” الحج 78، فالله سمّانا مسلمين لا غير، وهذا بكل حال لا يمنع الشيخ من مناصرة الحق إن كان مع الإخوان أو غيرهم ولكن حالهم مع الشيخ هو الحقد والكره لأنه يقف في وجه مشاريعهم ومخططاتهم، إنهم آثروا أن ينفقوا أموالهم في الخراب والحرب على الإسلام والفتن لتكون عليهم حسرة ثم يغلبون.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً