وصف عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر، منح الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة بالإنجاز المهم وخطوة للتقدم بالبلاد إلى مراحل الاستقرار بعد سنوات عجاف من الأداء السيئ للحكومات المتعاقبة الذي ألحق أضرارا كارثية بالدولة الليبية ترقى إلى مستوى الجرائم المتعمدة، إذ لا يوجد ما قد يُدّعى بأنها أخطاء في التقديرات لأن من يتحمل مسؤولية ائتمانه على أرواح المواطنين لا يُقبل منه عذر عند إزهاقها مع سبق الإصرار.
وقال الشاطر في حديث خص به “عين ليبيا” في معرض تقييمه لجلسات مجلس النواب خلال الأيام الثلاثة، إن المجلس أصاب عصفورين بحجرة واحدة: الهدف الأول منح الثقة لحكومة المهندس عبد الحميد الدبيبة وهو استحقاق وطني بامتياز لا يحتمل الانتظار والهدف الثاني التئام مجلس النواب بعد أربع سنوات تقريبا من الاختفاء بفعل التشظي ما ساهم في خلق مشاكل سياسية وإدارية واقتصادية وخدمية بالغة الخطورة على الاستقرار في الدولة الليبية وهو المسؤول عنها بكاملها وتبعاتها.
و أضاف: “الآن تُشمّر حكومة الوحدة الوطنية على سواعد العمل للإيفاء بقدر المستطاع والممكن من وعودها في حين يتجه مجلس النواب إلى ترميم الشروخ التي أصابته خلال السنوات الماضية كي لا تتحول مسألة التئام المجلس الأخيرة إلى منح الثقة لعقيلة صالح ليستمر في قيادته الانفرادية له وهو ما يعتبر السبب الرئيس في ما صار إليه المجلس من حال سيئ انتج انكسارات وتمزق في النسيج الاجتماعي وضرب مفهوم ومطلب ليبيا الدولة الواحدة الموحدة في الصميم”.
وتابع الشاطر: “أمامنا سيناريوهات كثيرة للمرحلة القادمة.. ففي حين يأمل الشعب الليبي في أن تكون الحكومة الجديدة فأل خير على البلاد فإن البعض لن يتورع عن خلق مشاكل لها ومنها مسألة عدم تضمين اتفاق جنيف الأخير في الإعلان الدستوري ما يعني أن الذين مارسوا هذه اللعبة عند إنجاز اتفاق الصخيرات فإنهم سيمارسونها مرة أخرى لتبقى بعض المناصب الهامة وبالذات في المؤسسة العسكرية محل خلاف وجدال قد يؤدي إلى عودة سيناريو الانقسام”.
وأشار الشاطر إلى أن منصب وزير الدفاع سيحتل مساحة واسعة من الجدل والخلاف وقال: “كذلك لا أرى إمكانية توحيد المؤسسة العسكرية على الإطلاق بترضية حفتر بمنصب في المؤسسة العسكرية الموحدة فهذا لن يكون حلا وإنما قنبلة تنفجر لتبدد مساعي توحيد مؤسسات الدولة”.
واختتم عضو الأعلى للدولة تصريحه بالقول: “الأسابيع القادمة ستكون حبلى بالأحداث وربما المفاجآت.. لا أريد أن أشيع الإحباط ولكني حذرت وأحذر بأن الخطاب الناعم من الذين عرقلوا تنفيذ الاتفاق السياسي سيمارسون نفس الأسلوب لجر تيار الثورة إلى رمال ناعمة متحركة تبتلعها”.
اترك تعليقاً