انتقد عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر مسار الحوار السياسي الذي تُنظمه بعثة الأمم المتحدة واصفا إياه بأنه مسار غير مستقيم وهو أشبه بكلمة حق يراد بها باطل.
وقال في حديث خاص لشبكة “عين ليبيا”: “بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هي لدعم الشعب الليبي وتيسير التفاهم بين الأشقاء والشركاء في الوطن فإذا بها تتحول إلى تسيير اللقاءات وفق رؤيتها للمسألة الليبية.. ورؤيتها لا تستمد من تحسس الواقع الليبي وملامسته على أرض الواقع وإنما هي تخضع للضغوط التي تمارس عليها من قِبل الدول التي تريد أن تكون ليبيا لها وحدها وليس للشعب الليبي في محاولة استعمارها بغطاء من الأمم المتحدة وقرارات من مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف الشاطر: “البعثة الأممية ترى الواقع بوضوح تام ولكنها تتجاهله. وتسوّق لإنجازاتها في تحقيق نجاحات للتفاهمات بين الأطراف الليبية وفي الحقيقة هي تفاهمات أملتها البعثة أو رضخت لها وبصم عليها حضور اختارت البعثة أن يكون أغلبية أعضاء الحوار لا يمثلون إلا أنفسهم ولا سلطان لهم أو قدرة على تنفيذ مخرجات الحوار”.
واستطرد قائلاً: “أستغرب أن ترحب السيدة ستيفاني وليامز بالتئام مجل النواب في مدينة طنجة المغربية وفي نفس الوقت ترسل لهم رسالة أمر بضرورة الموافقة على مخرجات حوار تونس الذي فقد جغرافيته وأصبح حوارا افتراضيا”.
وأشار عضو المجلس الأعلى للدولة إلى أن هذه الرسالة جانبها السلوك الدبلوماسي الرصين واللباقة في مخاطبة جسم تشريعي منتخب له السيادة الكاملة في تشكيل الحكومة وليست للملمة أفراد من خارجه ليتم التدليس على الشعب الليبي بأن أطرافا ليبية قررت ولا تدرك أن هناك جموع شعبية ترفض أن تُسرق إرادتها في عز النهار، وفق قوله.
ولفت إلى أن رسالة ستيفاني وليامز موجهة لمجلس منتخب من الشعب الليبي ولا تريده أن يناقش ثم يقبل أو يعدل أو يرفض ولكن تريده أن يوافق فقط، وهذا اعتداء وسلبا لاختصاصاته وسرقة في عز النهار لإرادة الشعب الليبي في اختيار من يحكمه.
وتابع الشاطر يقول: “البعثة الأممية لكي تتجنب حق المناقشة والاعتراض تُفضل أن يكون التصويت على المجلس الرئاسي الذي ستختاره امتثالا لرغبة أطراف دولية وإقليمية عن بُعد عبر التواصل الافتراضي (الزووم) وبالتالي فإنه سينتج حكومة افتراضية لا نصيب لها من الصدقية بحيث يثق فيها الشعب الليبي وبالتالي يتقبلها ومن ثم يسمح لها بممارسة أعمالها”.
وأردف: “أنا أدرك أن البعثة الأممية تحاول أن تتجنب اشتعال حرب جديدة ولكنها لا تدرك أنها تسهل لها الظروف لأن تشتعل”.
واستطرد قائلا: “لطالما نبهنا أن الحل القابل للتنفيذ لن يكون إلا عبر الشعب الليبي ووسيلته في ذلك انتخابات لمجلس نواب جديد تُوكل له إعادة تشكيل المشهد السياسي بحكومة تتمتع بالشرعية وقادرة على الخروج بالبلاد من التشتت والانهيار”.
واختتم عضو المجلس الأعلى للدولة حديثه بالقول: “أنا أخشى أن ما تقوم به البعثة الأممية سيعمق الاختلافات ولن يصل بالدولة الليبية إلا إلى المزيد من المعاناة والتوتر والاقتتال.. وقد بدأت طبول الحرب تقرع”.
اترك تعليقاً