القاهرة ـ شدد وزير الدفاع والإنتاج الحربي في مصر الفريق أول عبدالفتاح السيسي، على أن بلاده ستستمر صامدة في مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن ما يحدث لن يهزّ مصر وشعبها، داعيا المصريين إلى ألاّ يخافوا أبدا ما دام الجيش المصري موجودا مهددا من يعتدي عليهم بأنه لن يبق على وجه الأرض.
ويأتي تصريح السيسي بينما صعدت مصر الضغط على جماعة الاخوان المسلمين حيث احتجزت قوات الأمن 38 شخصا على الأقل من أنصارها للاشتباه في انتمائهم الى منظمة ارهابية بعد يوم من اعلان الحكومة جماعة الاخوان جماعة ارهابية.
وقال السيسي خلال كلمته في مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 148 من معهد ضباط الصف المعلمين “لا تدعوا الأحداث الإرهابية الغاشمة تؤثر فيكم، أو في روحكم المعنوية، فنحن على الحق المبين، أردتم الحرية والاستقرار، وهذا لن يأتي بسهولة، ولا بد لكم من الثقة في الله، وفي أنفسكم، وفي جيشكم والشرطة المدنية، وبأننا قادرون على العبور بمصر نحو الاستقرار والأمن والتقدم”.
وكان السيسي يشير الى الهجوم الإرهابي على المقر الأمني في المنصورة.
والثلاثاء، أدى انفجار سيارة مفخخة على مقر مديرية الأمن في المنصورة، عاصمة محافظة الدقهلية شمال القاهرة إلى مقتل 15 شخصا بينهم 8 من رجال الشرطة وجرح 120 آخرين.
وتتهم السلطات المصرية جماعة الاخوان بأنها على صلة بالتنظيمات الاسلامية المسلحة وبأنها هي التي تحرض على الهجمات ضد الجيش والشرطة وتمولها.
وقالت حكومة الببلاوي ان تفجير المنصورة يعد “تصعيدا خطيرا لعنف الجماعة ضد مصر والمصريين، وذلك في اعلان واضح من جماعة الاخوان المسلمين أنها ما زالت كما كانت لا تعرف إلا العنف أداة لتحقيق أهدافها”.
واضافت ان “الجماعة جاوزت كل الحدود المتصورة في جريمة المنصورة لأنها تحاول يائسة اعادة عجلة الزمن إلى الوراء وايقاف” تنفيذ خارطة الطريق “بدءا من الاستفتاء الذي يؤسس” لدولة “ديموقراطية جديدة”.
وشددت على انه “لا عودة إلى الماضي تحت أي ظرف ولا يمكن لمصر الدولة ولا لمصر الشعب أن ترضخ لإرهاب جماعة الإخوان المسلمين، حتى وإن فاقت جرائمها كل الحدود الأخلاقية والدينية والإنسانية”.
ويدين عدد هائل من المصريين للسيسي بتخليصهم من نظام حكم اسلامي لم يمر عليه وقت طويل حتى كشر عن انيابه وابنان عن نزعته التسلطية خدمة لمشروعه الإسلاموي المرفوض من قطاعات واسعة من المصريين.
وكان وزير الدفاع المصري الفريق اول عبدالفتاح السيسي قد أقدم في يوليو/ تموز 2013 على عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي بطلب من جموع الشعب المصري التي خرجت للشارع احتجاجا على نظام الحكم الإخواني الذي بدا وأنه ركز أكثر طيلة سنة من حكم مرسي على دعم هيمنة الإخوان على الدولة المصرية وتجاهل مطالب الشعب الحقيقية التي أسقط بموجبها نظام سلفه حسني مبارك.
وقال السيسي للمصريين داعيا اياهم الى الاطمئنان على المستقبل إنه “لا يوجد قلق أو خوف، فنحن فداكم، والجيش المصري فداء لمصر والمصريين، ومن يمسكم لن نتركه على وجه الأرض، هدفنا البناء والتعمير والرخاء وليس القتل ولا الترويع ولا إيذاء المصريين”.
والخميس، قال مسؤولو أمن إن قوات الشرطة احتجزت 38 شخصا على الأقل من أنصارها للاشتباه في انتمائهم الى منظمة ارهابية بعد يوم من اعلان الحكومة جماعة الاخوان جماعة ارهابية.
ويمنح هذا التحرك السلطات مجالا أوسع للحملة على الجماعة التي دفعت مرسي الى سدة الرئاسة قبل 18 شهرا لكنها اتجهت الى العمل السري منذ قيام الجيش بعزله في يوليو/تموز.
ومن بين المحتجزين 16 شخصا في محافظة الشرقية بدلتا النيل. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن المعتقلين متهمون “بالترويج لفكر جماعة الإخوان المسلمين وتوزيع منشورات خاصة بها والتحريض على العنف ضد الجيش والشرطة”.
لكن مسؤولين في النيابة العامة قالوا إنهم لن يوجهوا اتهامات لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين إذا أحيلوا إليها بتهم الانتماء لجماعة إرهابية لأنه لم يصلهم بعد التكييف القانوني لذلك.
وقال رئيس النيابة الكلية في كفر الشيخ المستشار فاروق السيد قال “لم يصل إلينا بعد أي شيء خاص باتهام أعضاء الجماعة بناء على قرار مجلس الوزراء”.
وقالت مصادر أمنية إن إجمالي من اعتقلوا في أنحاء البلاد باتهامات الارهاب بلغ 38 شخصا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف للتلفزيون المصري الخميس إن كل من يشارك في احتجاجات جماعة الإخوان المسلمين سيعاقب بالسجن خمس سنوات. وأضاف أن الحكم يمكن أن يكون الإعدام لمن يقودون التنظيم.
وأعلنت الحكومة الاخوان المسلمين جماعة إرهابية الأربعاء ردا على هجوم انتحاري استهدف مديرية امن الدقهلية شمالي القاهرة فجر الثلاثاء قتل فيه 16 شخصا واتهمت الجماعة بتنفيذه. ونددت الجماعة بالهجوم.
وطبقا لما ورد في قرار الحكومة الاربعاء يمكن توجيه الاتهامات بالارهاب لأي شخص يمول أو يروج لفكر جماعة الاخوان شفاهة أو كتابة. وتطبيقا للقرار توقف إصدار صحيفة الحرية والعدالة الناطقة باسم الجماعة.
واتهمت الدولة جماعة الاخوان المسلمين باللجوء الى العنف منذ قيام الجيش بعزل مرسي. ومنذ ذلك الحين توالت الهجمات على رجال الأمن أغلبها في شمال سيناء وبلغ عدد ضحاياها نحو 350 قتيلا.
كما يأتي تصريح السيسي بعد يوم من تداول وسائل إعلام مصرية ودولية ما قالت إنه بيان لأحد القيادات السلفية الموريتانية المتشددة يحث فيه “الجهاديين” في سناء على خوض حرب مفتوحة مع الجيش المصري، الذي وصفه بأنه “كافر”.
والاربعاء، قال أبو المنذر الشنقيطي أن حملة الجيش المصري الأمنية في سيناء تخدم “المشروع الصهيوني”، قائلا إن “الجهاد في سيناء هو الطريق إلى تحرير القدس”.
ودعا الشنقيطي الذي قدمته مصادر إعلامية مصرية على أنه “زعيم روحي لتنظيم التوحيد والجهاد في سيناء، وأحد أكبر مفتي السلفية الجهادية في العالم” في بيان نشرته مواقع “جهادية” إلى حمل السلاح ومواجهة الشرطة والجيش المصريين، واصفا أفراد القوات المسلحة المصرية بـ”الكفرة” و”الساعين لمحاربتهم شريعة الله ومنعهم الناس من تحكيمها، بعدما ساهموا في عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي”.
وزعم الشنقيطي أن “الجهاديين” في سيناء من خلال حربهم مع الجيش المصري “يقومون بواجب شرعي وفريضة ربانية وإنها الوسيلة الوحيدة للخلاص من هيمنة أعداء الإسلام”.
وكانت الحكومة المصرية قد كلفت في وقت سابق من الاسبوع الجاري القوات المسلحة وقوات الشرطة بحماية المنشآت العامة على أن تتولى الشرطة حماية الجامعات وضمان سلامة الطلاب من إرهاب جماعة الإخوان.
وجاء اعتداء المنصورة قبل ثلاثة اسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد وهو الخطوة الاولى في خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري بعد عزل الرئيس المنتمي الى الاخوان محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو والتي تقضي كذلك بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية خلال الشهور الستة المقبلة.
اترك تعليقاً