في تطور بارز بالمعارك في السودان التي بدأت قبل أكثر من عام وأدخلت البلاد في أزمة سياسية وإنسانية واقتصادية كبيرة، بدأ الجيش تحركات عسكرية، الخميس، تقدم خلالها عبر عدد من الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث، نحو أهداف لقوات الدعم السريع.
ونقلت وسائل إعلام عالمية، أن”عملية عسكرية واسعة النطاق وغير مسبوقة، بدأت منذ الساعة الثانية من فجر اليوم بالتوقيت المحلي”، مضيفة أن “المشهد العملياتي في العاصمة تغيّر”. وهناك “اشتباكات ضارية مع قوات الدعم السريع في محاور الخرطوم وبحري وأم درمان”.
وذكرت مصادر عسكرية لقناة الحرة، أن “الجيش السوداني يتحدث عن انفتاح بري بغرض السيطرة على مقرات وطرق استراتيجية وتفتيت تجمعات قوات الدعم السريع”. كما أفادت المصادر، بسماع دوي انفجارات عنيفة مع تحليق مكثف للطيران الحربي بالخرطوم.
وحذر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الأحد، من أن الوضع في السودان “يائس” والمجتمع الدولي “لا يلاحظ ذلك” “فالعالم منشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة”.
بدورها، قالت وزارة الصحة في السودان إن عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن وباء الكوليرا ارتفع بالتزامن مع زيادة تفشي الملاريا خصوصا في العاصمة الخرطوم.
وقال مركز عمليات الطوارئ بوزارة الصحة في بيان إنه تم تسجيل 282 إصابة جديدة بالكوليرا منها 95 حالة في كسلا، و72 حالة في نهر النيل، و57 إصابة في القضارف، و19 حالة في البحر الأحمر، و11 إصابة في سنار.
وأشار البيان إلى أن إجمالي عدد الإصابات التراكمي بالكوليرا في البلاد ارتفع إلى 13922 حالة، تشمل 433 حالة وفاة.
وذكرت وزارة الصحة بولاية نهر النيل شمالي السودان أنه تم تسجيل 121 حالة جديدة بالكوليرا ليرتفع عدد الإصابات بالوباء إلى 3811 حالة تشمل 91 حالة وفاة، في حين بلغ عدد المرضى في مراكز العزل 184 مريضا.
وبدأ تفشي وباء الكوليرا في السودان منذ 12 أغسطس الماضي، بعد اجتياح سيول جارفة وأمطار غزيرة لمناطق واسعة وسط مخاوف من أن تصبح المياه الراكدة بيئة خصبة لتكاثر نواقل الأوبئة والأمراض.
ويوم الاثنين، قررت السلطات المحلية في الدبة تعطيل الدراسة وإغلاق الأسواق وأماكن بيع الأطعمة في محاولة للحد من تفشي الوباء على نطاق أوسع.
إلى ذلك، كشف مركز عمليات الطوارئ عن زيادة في إصابات الملاريا خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، خصوصا في الخرطوم. وأفاد بأن عدد الحالات التراكمية لحمى الضنك بلغ 314 حالة بعد تسجيل 12 حالة جديدة في 8 محليات تتوزع على 4 ولايات.
ومنذ أبريل 2023، تدور حرب طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق، محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وخلّفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، في حين يواجه حوالي 26 مليون سوداني انعداما حادا في الأمن الغذائي.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأربعاء،أن الحرب في السودان أدت إلى “ارتفاع معدلات الجوع” لملايين الأشخاص.
وقالت جويس مسويا، القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة: “لقد أدت الحرب الوحشية في السودان إلى ارتفاع معدلات الجوع وانعدام الأمن الغذائي الحاد لملايين الأشخاص”.
وأُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الواقع في إقليم دارفور قرب مدينة الفاشر، حيث شنّت قوات الدعم السريع، نهاية الأسبوع الماضي، هجوما “واسع النطاق” بعد حصار استم لعدة أشهر.
اترك تعليقاً