أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية عن “تفاجئها بكلام وأسلوب رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، شكلا ومضمونا”.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن أنطوان قسطنطين، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية، قوله إن “الرئيس عون رئيس الجمهورية وانطلاقا من صلاحياته ومن حرصه على تسهيل وتسريع عملية التشكيل لا سيما في ضوء الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، أرسل إلى رئيس الحكومة المكلف ورقة تنص فقط على منهجية تشكيل الحكومة وتتضمن 4 أعمدة يؤدي اتباعها إلى تشكيل حكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.
وأوضح أن “العمود الأول يتضمن الوزارات على أساس 18 او 19 او 20 وزيرا، أما العمود الثاني: توزيع الوزارات على المذاهب عملاً بنص المادة 95 من الدستور، العمود الثالث: مرجعية تسمية الوزير، بعدما أفصح رئيس الحكومة المكلف أن ثمة من سمى وزراءه، على ما تظهره أصلا التشكيلة التي أبرزها الرئيس المكلف. العمود الرابع: الأسماء بعد إتمام الاتفاق على المذهب ومرجعية التسمية”.
وأضاف: “من المؤسف أن يصدر عن دولة الرئيس المكلف، منفعلا، إعلان تشكيلة حكومية عرضها هو في 9 كانون الأول 2020، ولكنها أصلا لم تحظ بموافقة رئيس الجمهورية كي تكتمل عناصر التأليف الجوهرية”، مشيرا إلى أن “الورقة المنهجية يعرفها الرئيس الحريري جيدا، وهو سبق أن شكل حكومتين على أساسها في عهد الرئيس عون. هذه المرة، اختلف أسلوبه، إذ كان يكتفي بكل زيارة للقصر الجمهوري بتقديم تشكيلة حكومية في غالب الأحيان ناقصة، وفي كل الأحيان لا تظهر فيها مرجعية التسمية”.
وأكد قسطنطين أن “رئيس الجمهورية حريص على تشكيل حكومة وفقا للدستور وكل كلام ورد على لسان رئيس الحكومة المكلف وقبله رؤساء الحكومات السابقين حول أن رئيس الجمهورية لا يشكل بل يصدر هو كلام مخالف للميثاق والدستور وغير مقبول، ذلك أن توقيعه لإصدار مرسوم التأليف هو إنشائي وليس إعلانيا”، لافتا إلى أن “الأزمة حكومية فلا يجوز تحويلها الى أزمة حكم ونظام إلا إذا كانت هناك نية مسبقة بعدم تشكيل حكومة لأسباب غير معروفة ولن نتكهن بشأنها”.
وأعلن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، في وقت سابق الاثنين، عن رفضه للتشكيلة الحكومية التي أرسلها له الرئيس اللبناني ميشال عون، مشيرا إلى أنها “مخالفة للدستور”.
وقال الحريري: “عون أرسل لي تشكيلة حكومية يحصل فيها فريقه السياسي على الثلث المعطل، وهذه مخالفة للدستور اللبناني”.
وأضاف: “تقدمت منذ 100 يوم بتشكيلة حكومية للرئيس عون، وسأوزع للإعلام الاسماء الواردة فيها”.
يأتي ذلك في حين، أعلن الحريري الخميس الماضي، وعقب اجتماعه بالرئيس عون، أن “الأولوية هي تشكيل الحكومة لوقف الانهيار الاقتصادي واستئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي”.
وقال في مؤتمر صحفي أنه “يوجد تغيير الآن”، مؤكدا أنه بحث مع الرئيس كيفية استعادة ثقة المجتمع الدولي.
وأشار إلى أن “الهدف الأساسي من أي حكومة هي وقف الانهيار الذي نواجهه اليوم، والمضي قدما لوقف الانهيار واستعادة ثقة المجتمع الدولي”.
ولفت الحريري إلى أنه سيجتمع مع عون مجددا لبحث الأسماء التي قدمها “قبل أسابيع” للحكومة، لكن “إذا لم يكن بمقدور عون الموافقة عليها فإنه عندئذ سيدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة”.
اترك تعليقاً