قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن التهديدات الإسرائيلية المتكررة لتغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك من خلال المطالبة بالسماح بأداء كامل الصلوات والطقوس التوراتية في المسجد الأقصى، وتحديد موقع لكنيس داخل المسجد الأقصى، وإعلان “الحق المتساوي” لجميع الأديان في الأقصى، إضافة إلى تصاعد النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى جانب عمليات القتل اليومية المدانة والتي كان آخرها استشهاد شابين في قرية كفر دان، سيكون لها عواقب خطيرة على الجميع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن أبو ردينة قوله، إن جميع هذه القضايا المعقدة، تؤسس لمرحلة جديدة متوترة ومضطربة، ستكون بلا شك مرحلة تاريخية مختلفة، لذلك على الاحتلال أن يدرك جيداً بأن القدس ستبقى دوماً هي مفتاح الأمن والسلام، وهي الشرط التاريخي الوحيد للحفاظ على الاستقرار في هذه المنطقة المشتعلة اصلاً.
وأشار إلى أن الاختبار الحقيقي للإدارة الاميركية، هو موقفها من سياسة وتوجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية المتطرفة، وموقفها من تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار رقم 2334، خاصة تصريحات الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته انتوني بلينكن التي تقول إن “الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين، وأنها ستحافظ على التزامها بتعزيز تدابير متساوية من الحرية والعدالة والأمن والازدهار للاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”، مؤكدا أنه حان الوقت لتحويل هذه الأقوال إلى حقيقة على الأرض قبل فوات الأوان، محذرا من أن مثل هذه السياسات الخطيرة إذا لم يتم وقفها بضغط أميركي جدي، فإن ذلك سيؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.
وفي سياقٍ ذي صلة، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية الشيخ حاتم البكري، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين، كثفوا من حملات التحريض على المسجد الأقصى المبارك، مع ازدياد وتيرة الاقتحامات خلال شهر كانون الأول من العام الماضي.
وأضاف أن الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى 22 مرة، ومنع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف 51 وقتا خلال الشهر الفائت.
ورصد التقرير الذي تعده العلاقات العامة بالوزارة، قيام سلطات الاحتلال بتعليق لافتات عند مدخل “باب المغاربة” في المسجد الأقصى تشجع على اقتحام المستوطنين لباحاته وقبة الصخرة، في انتهاك فاضح للوضع القائم في الحرم، بعد إزالة قوات الاحتلال لافتة قديمة كانت قد وضعتها الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية منذ عشرات السنوات وتحظر على اليهود الدخول إلى “الأقصى”.
وكُتب على إحدى اللافتات الجديدة التي تشجع على خرق الوضع القائم في الحرم، “مديرية الصاعدين إلى جبل الهيكل ترحب بالحجاج”.
ولفت التقرير إلى أن سلطات الاحتلال شدَّدت حصارها على المسجد الأقصى، ودققت في هويات الداخلين إليه من المصليين وأرجعت عددا منهم، في الوقت الذي سمحت فيه لقطعان المستوطنين باقتحامه بحرية تامة وبحراسة مشددة، لأداء طقوسهم التلمودية التي امتدت إلى ساحة البراق وساحة الغزالي، وفي الأنفاق أسفل حائط البراق.
وأوضح أن الاحتلال واصل بناء المصعد الكهربائي التهويدي في الحرم الابراهيمي، وإنشاء مسار سياحي للمصعد الكهربائي، إضافة لأعمال دهان بساحات الحرم الخارجية ومتنزه البلدية، واقتحم 300 جنديا مصلى الإسحاقية، وأجرى الاحتلال مناورات داخل الحرم الإبراهيمي وساحاته لجنوده، وقاموا بإشعال النار داخل ساحاته، خلال الشهر المنصرم.
وفي إطار استهداف المساجد والاراضي الوقفية، اعتدى مستوطنون وجنود الاحتلال على الأرض الوقفية في تل إرميدة بالخليل، واقتحمت قوات الاحتلال مسجد النبي لوط في بني نعيم.
اترك تعليقاً