الدول منظومة منظمة مترابطة تقوم بتحقيق الضرورات والحاجات لمواطنيها ثم تنتقل الى احلامهم لتحقق جزءا منها فهي منظومات اجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية ولكن هذه الدول لابد لها من قواعد قيمية واخلاقية ضمن عقيدة يؤمن بها المجتمع ويعتبرها اساس وجوده وتعمل الدولة على اعتبارها روحا في جسدها وبها يتحقق الغاية من الوجود.
إن أي خلل في المنظومات التي تدير الدولة سيعرض الدولة ذاتها للفناء وأهلها للضياع فعقيدة المجتمع لابد أن تمثل رواسي تحفظ كيان الدولة ووجودها وغير قابلة للجدل فالدين لابد له من ثوابت تتدرج تلك الثوابت حسب درجة قطعيتها فالنظرة لما يحيط بالمجتمع مثل الإرهاب والتطرف وما يمثله من خطر وهل وجود أحزاب ذات امتداد ديني أو وجود تنظيمات ذات بعد دولي هل هي من مصلحة المجتمع او هل هي من مصلحة الدين بالاساس خاصة في مجتمع بسيط.
لابد أن نبني للدولة اهداف تتمثل في تقديمها للخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية وعدم شغلها بالجدل العقيم فالدين في بلادنا مقدس عند جميع الاطياف وحتى عند من هم ليسوا ملتزمين فالدين محل احترام لديهم فلماذا نرسم خطوطا لنجعلهم بعيدين عنا.
نعم البعض ينادي بفصل الدين عن الدولة وكل له تفسيراته ونحن نؤمن بجعل الدين مقدسا للجميع ففصله عن دولة الخدمات لايعني ابعاده عن حياتنا بل هو علة وجودنا وذلك ربما يبعد بالاساس من يرفعون راياته لتحقيق مكاسب به وكذلك يبعد من يتقربون لاعدائنا بالتطاول على ديننا تحت مسميات الحداثة والتنوير.
لذلك لابد من اقرار ثوابت للدين والوطن تمنع التكفير والتخوين والتلبس بالدين او الاساءة اليه وجعل الدين مقدسا نتقرب به لله افرادا وجماعات وأن يكون علاجا وهاديا في حياتنا وان نهدأ ونستقر فحب الدين تعلمناه من اهلنا واجدادنا ثم تعلمناه على يد مشائخنا دين رحمة وحب دين عدل دين حرية يعلمنا ان لانرضى بذل بل بالعزة والشموخ فقد كرمنا الله فلن نرضى بالدون في حياتنا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً