الحوثيون ينصّبون بالقوة مديرا جديدا لمكتب الرئاسة

نسف مقومات الدولة
نسف مقومات الدولة

قامت اللجنة الثورية التابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين بتنصيب محمود الجنيد ممثل الجماعة بمؤتمر الحوار مديراً لمكتب الرئاسة خلفاً لأحمد بن مبارك بعد اقتحامه في صنعاء.

وأوضحت مصادر يمنية مطلعة لوكالة خبر للأنباء، أن الجنيد داوم الأحد في مكتب رئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أن الجماعة أصدرت قراراً بتعيين أربعة آخرين لم تفصح عن أسمائهم ومهامهم في مكتب رئاسة الجمهورية. يُذكر أن الجنيد كان ممثلاً للجماعة بمؤتمر الحوار الوطني الشامل.

واختطف الحوثيون في وقت سابق مدير المكتب الرسمي الدكتور أحمد عوض بن مبارك. وأعلنت اللجان الشعبية التابعة للجماعة، في 17 يناير/كانون الثاني إيقافها بن مبارك. واعتبرت في بيان أن ذلك “خطوة اضطرارية لقطع الطريق أمام أي محاولة انقلاب على اتفاق السلم والشراكة.

وبات الحوثيون يسيطرون على زمام الأمور في البلاد بعد فرضهم الإقامة الجبرية على الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة وأعضاء، واستكملوا سيطرتهم بحل البرلمان وإنشاء مجلس “وطني” بديلاً عنه.

ويرى مراقبون للشأن اليمني أن جماعة أنصار الله الشيعية نسفت كافة ركائز الدولة اليمنية وتحاول فرض خارطة سياسية بقوة السلاح تلغي مقومات الدولة القديمة، في ظل وجود شريحة كبيرة من القوى الرافضة للانقلاب الحوثي.

ومن جانبه اكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاحد “رفضه انقلاب” الحوثيين على “الشرعية الدستورية في اليمن” محذرا من تزايد اعمال العنف في هذا البلد.

ودعا العربي في بيان الى “ضرورة احترام الشرعية في اليمن” مؤكدا “رفضه التام لما أقدمت عليه جماعة الحوثيين من خطوات تصعيدية أحادية الجانب”.

واعتبر الامين العام للجامعة العربية ان “إصدار ما يسمى بالإعلان الدستوري هو بمثابة انقلاب على الشرعية الدستورية ومحاولة لفرض إرادة تلك الجماعة بقوة السلاح على الشعب اليمني ومؤسساته الشرعية”.

وحذّر العربي من “خطورة تمادي جماعة الحوثيين في خطواتها التصعيدية، والتي من شأنها أن تؤدي إلى انهيار العملية السياسية وزيادة حالة الانقسام وأعمال العنف، كما انها تُهدّد وعلى نحو مباشر أمن اليمن واستقراره ووحدته، وتُعرّض السلم والأمن الإقليمي والدولي لأفدح المخاطر”.

وطالب “بالإفراج الفوري عن الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته وكبار المسؤولين اليمنيين ورفع الإقامة الجبرية المفروضة عليهم”.

ودعا العربي “جميع الأطراف اليمنية الى التجاوب مع جهود” موفد الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر ومع مبادرة مجلس التعاون الخليجي.

واعلن الحوثيون السبت تشكيل لجنة امنية عليا لادارة شؤون البلاد حتى تشكيل المجلس الرئاسي، تضم وزراء سابقين لضمان سيطرتهم على البلاد بعد اعلانهم حل البرلمان وانشاء مجلس رئاسي في خطوة وصفها المعارضون لها “بالانقلاب”.

ودافع زعيم حركة انصار الله الشيعية عبدالملك الحوثي السبت عن تشكيل اللجنة وقال انه يخدم مصالح جميع اليمنيين ودول الخليج.

وقال “ان الذي حصل خطوة تاريخية وضرورية لمواجهة الفراغ الذي اراده الاخرون للالتفاف على الشعب”.

وقال عبدالملك ان تشكيل اللجنة تم للقضاء على تهديد القاعدة التي لها وجود قوي في شرق وجنوب اليمن. واكد ان الحوثيين “حريصون على استقرار بلد لا يكون خاضعا للقاعدة مع ما تمثله القاعدة من خطر”.

وعبرت العديد من المحافظات اليمنية عن رفضها الواسع لانقلاب الحوثيين، مؤكدين عزمهم التصدي لكل محاولات هدم الدولة في اليمن. وفي هذا الاطار اعلنت محافظة شبوة عبر لقاء حاشد دعا له محافظ المحافظة أحمد علي باحاج ممثلة في قيادات السلطة المحلية والمجلس المحلي وأعضاء المكتب التنفيذي مع أبناء محافظة شبوة بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم القبلية والسياسية والشبابيةً برفضهم الكامل لما يسمى (بالإعلان الدستوري) وما يترتب عليه من إجراءات صاحبته أو لاحقه له ويؤكدون رفضها وعدم التعاطي والتعامل معها تأكيداً لقناعات أبناء المحافظة تجاهه.

واعتبرت محافظة شبوة أن ما حصل “هو إعلان انقلابي ضد الشرعية الدستورية وثورتي سبتمبر وأكتوبر والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ومحاولة بائسة للعودة بالتاريخ الى الخلف.

كما أعلن أبناء شبوة في بيان أن الحفاظ على الأمن والسكينة وحماية الممتلكات العامة والخاصة هي مسؤولية جماعية يتحملها جميع أبناء المحافظة، وأكد المجتمعون على ضرورة التنسيق التام والتواصل المستمر بين كل مكونات المحافظة من سلطة وقوى الحراك والقوى السياسية والشبابية والشخصيات الاجتماعية لمتابعة كل ما يستجد للخروج بمواقف موحدة تجاهها .

وفي ذات السياق انتفض الآلاف من أبناء محافظة إب في مسيرة ضد انقلاب مليشيا الحوثي وإعلانها الذي وصفوه بغير الدستوري وانقلاب ضد الثورات اليمنية وضد الوحدة الوطنية.

وانطلقت المسيرة من ساحة خليج الحرية وجابت عدد من الشوارع رافعين شعارات تطالب مليشيا بالرحيل من المحافظة والوطن وسرعة التراجع عن خطواتها التي وصفوها بالانتحارية وضد مصالح الشعب اليمني الثائر.

وأكد المشاركون في المسيرة تمسكهم بمخرجات الحوار الوطني ورفضهم للتعامل مع سلطة الانقلاب والتي وصفوها أيضا بالعنصرية.

وعلى المستوى الإقليمي أعرب مجلس التعاون الخليجي السبت عن رفضه المطلق للانقلاب الذي أقدمت عليه جماعة الحوثي الجمعة في اليمن، معتبرا الاعلان الدستوري نسفا كاملا للعملية السياسية السلمية التي شاركت فيها كل القوى السياسية اليمنية واستخفافاً بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته وتحقيق تطلعات الشعب اليمني.

واكد مجلس التعاون استمرار وقوفه إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، واعتبر ان اصدار ما يسمى بـ “الإعلان الدستوري” انقلابا على الشرعية لتعارضه مع القرارات الدولية المتعلقة باليمن، ويتنافى مع ما نصت عليه المبادرة الخليجية، التي تم تبنيها من قبل المجتمع الدولي، وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني من حلول سياسية تم التوصل اليها عبر التوافق الشامل بين القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني والتي تم تأييدها دوليا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً