طالبت المحكمة الجنائية ليبيا مجدداً بتسليمها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، والملاحق بتهم جرائم ضد الإنسانية. وجددت المحكمة من مقرها في لاهاي “طلبها من ليبيا أن تلتزم بطلب نقل وتسليم (سيف الإسلام) فوراً إلى المحكمة”، بحسب نص القرار. وهذه المرة الثانية التي تطالب فيها المحكمة طرابلس بتسليمها سيف الإسلام، بعد أن رفضت طلباً أولياً قدمته ليبيا في 23 يناير بإرجاء نقل سيف الإسلام لتتم محاكمته في طرابلس.
وأعلنت ليبيا آنذاك أنها ستطعن في صلاحية قرار المحكمة الجنائية الدولية، لكنها لم تعلن ذلك بعد، بحسب المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله لوكالة فرانس برس، مشيراً إلى أن القضاة قرروا أن المستندات الليبية ستظل سرية.
وصرحت المحكمة الجنائية “في أي غياب، أي تبرير لإرجاء تنفيذ الطلب، يتعين على الحكومة الليبية أن تقرر الالتزام بطلب النقل”. كما على ليبيا “البدء بإجراءات الاستعداد لتسليم سيف الإسلام إلى المحكمة دون تأخير”.
يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت في 27 يونيو 2011 مذكرة توقيف بحق سيف الإسلام الذي يشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية منذ 15 فبراير 2011 خلال قمع الثورة الشعبية في ليبيا التي تحولت إلى حرب أهلية. وأوقف سيف الإسلام في 19 نوفمبر في جنوب ليبيا، وهو معتقل حالياً في الزنتان (180 كلم جنوب غرب طرابلس).
وفي وقت لاحق أمس، أكد مكتب الدفاع لدى المحكمة الجنائية الدولية أمس أن سيف الإسلام تعرض للاعتداء الجسدي أثناء اعتقاله في الزنتان جنوب طرابلس. وقال كزافييه-جان كيتا مستشار مكتب الدفاع في المحكمة والمكلف ضمان حقوق المتهمين إن “نجل القذافي تعرض للاعتداء الجسدي”.
من جانب آخر، أصدرت الشرطة الدولية (انتربول) أمس مذكرتي اعتقال بحق مسؤولين بارزين في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي, للاشتباه بارتكابهما عمليات تعذيب وخطف. وجاء في بيان أصدرته الانتربول التي مقرها فرنسا، إن ليبيا طلبت المساعدة في اعتقال مسؤولين قالت إنهما وزير الداخلية السابق السنوسي العزيري (63 عاما) ونائبه السابق ناصر المبارك (60 عاما).
وتردد انهما فرا من ليبيا خلال الثورة التي أدت العام الماضي إلى الإطاحة بنظام القذافي. ويتهم الاثنان “بارتكاب مجموعة من المخالفات من بينها القيام باعتقالات غير قانونية ، والحرمان غير المبرر من الحرية الشخصية والتعذيب”. وكان الانتربول اصدر مذكرات اعتقال بحق عدد آخر من المسؤولين الليبيين ومن بينهم نجلا القذافي ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي (62 عاما) الذي يحتجز حاليا في موريتانيا.
وقال مسؤول بارز في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس في طرابلس “إنهما مطلوبان في جرائم ضد الإنسانية، وقد فرا من ليبيا”، مضيفا أن مكان تواجدهما لا يزال غير معروف.
وقال إن العزيري عمل فترة طويلة في الأمن القومي وفر عبر مدينة بنغازي شرق ليبيا في فبراير العام الماضي بعد اندلاع الثورة التي ادت الى الاطاحة بالنظام السابق. أما مبارك الذي عمل في وزارة الداخلية، فقد فر بعد أن استولى الثوار على العاصمة.
اترك تعليقاً