تعاني ليبيا منذ أربع سنوات تقريبا وهو زمن الإطاحة بالقذافي إنحدارٌ وتدني على جميع المستويات إلى وقتنا هذا مما أدخل البلاد في صراعات سياسية غُذّيت بصراعات أخرى عسكرية في حالة وفي أخرى صراعات عسرية يخوضها ثلة من أجل الحفاظ على الثورة ضد من يحاولون إجهاضها ويغذي هذا الصراع دول أجنبية بغطاءات شتى وأخرى عربية كشفت عن وجهها القبيح بالدعم المباشر بالأسلحة لتُذكي حرب الإخوة ولتساهم وتدعم شق الصف الواحد والدولة الواحدة منفقة أموالا كثيرة ومتعاونة مع ليبيين ؟؟؟ ليكونوا لها اليد التي تخرب به ديارهم!!!
ما يهمنا في هذا المقام من يدّعون السياسة من الليبيين فهم من يوجه إليهم الإتهام في إسعار الحرب الدائرة في ليبيا فالذي في داخل البلد منهم ليس بأحسن عقلا وتدبيرا من الذي بخارجه. فنجد العديد من الممارسين للعمل السياسي هم أبعد عنه واقعا، كان من المفترض أنهم يعملون ليل نهار من أجل وضع قواع سليمة لبناء دولة العدل والمساواة التي نطمح لتحقيها جميعا من قبيل تأسيس برلمان حياديّ على أسس وطنية يضع فيها مصلحة الوطن وحقن دماء أبنائه وجمع الليبيين في مقام متقدم لا يقبل التأخير والمساومة، كذلك التعجيل بإصدار دستور وطني يراعى فيه مصالح الشعب والوطن ويُسد به ذرائع من يتربصون بالوطن من أبنائه المصلحيين أو من غيرهم.
ولكن الذي نراه أن أغلب الممثلين من أعضاء المؤتمر أو البرلمان يمثلون مع تقديرنا للوطنيين منهم والذين ربما كانت العراقيل التي وضعت أمامهم أقوى مما هو متوقع، ولكن الأغلبية للأسف لم تستطع وربما لم تضع جادّة تحقيق الأوليات الوطنية فرأيناها تمثل مصالحها وتجري وراء تحقيق أغراضا شخصية لا ترقى إلى مستوى المرحلة من تكوين ووضع الأسس لبناء وطن، فتراهم يتصارعون فيما بينهم في خلافات جانبية جهوية تذهب ذهاب الرياح بجهودهم.
نجد أن كثيرا من السياسيين لا هم لهم إلا أن يكونوا على الواجهة دائما وبأي ثمن فتراهم يصرّحون بتصريحات تبعد ولا تقرب تفرق ولا تُجمع تسعّر نار الفتنة ولا تطفئها، يتجولون في رحلات مكوكية بين الدول مطالبين بالتدخل لضرب خصومهم السياسيين بأذرعهم العسكرية ومن يقف في طريق تحقيق أهدافهم المشبوهة، يختلقون ويزورون الحقائق لتلك الدول فالمهم عندهم هزيمة خصومهم ولو كانوا إخوانهم فلا أُخوّة للدين ولا للوطن عندهم فالأخوّة عندهم هي مصلحتهم !!! فلا صوت يعلوا فوق صوت المصلحة !!!
يتأجج الصراع بين أبناء الوطن، يتأجج الصراع ويوفر له السياسيين المناخ الملائم من دعم مادي وعسكري والغطاء السياسي وكأنهم يحاربون من أجل استرداد المسجد الأقصى ولكنهم دون ذلك بكثير. نسي أو تناسى هؤلآء أن القاتل والمقتول والمنتصر والمهزوم هم إخوة في الدين يربطهم إختلاط في الأنساب ويجمعهم وطن واحد. يستغل السياسيين أصحاب المصالح الذين لا مبادئ لهم قنوات مرئية تنشر الفتن وتدعم القتل والدمار وتزيد الإنتقام والحقد بين الإخوة بأكاذيبها غالبا !!! يستغلون طيبة الليبيين أحيانا، وقلة وعمق تحليلهم للأوضاع أحيانا أخرى، وقلة صبرهم وإيمانهم بأن التغيير لا يأتي بين عشية وضحاها، وكرها للدين بتشويه ممنهج تارة، وجهويّة تسد رائحتها النتنة أنف كل وطني غيور في كثير من الأحيان، لو كان لهؤلآء مبادئ؟ لو كان هؤلآء وطنيين حقا، لو كان هؤلآء يخافون الله لسخّروا إمكانياتهم لسد تلك الثغرات ومحاولة إصلاح ما أُفسد.
متى يعي سياسيين أن التفرد بالحكم أمر غير صحيح وغير مرغوب فيه وأن إلغاء الأطراف المعارضة أمر لا يمكن تحقيقه أبدا ؟؟؟!!! فهل يستيقظ السياسيين أو من بيده أمرٌ ويضعوا أيديهم في أيدي بعضهم ويخرجوا الوطن مما هو فيه ؟؟؟
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً