هل زوّد الرئيس السوري بشار الأسد فرنسا بمعلومات قادت إلى اعتقال القذافى وقتله، مقابل تخفيف الضغوط على دمشق؟
ذكرت مصادر صحفية غربية أن الرئيس السوري بشار الأسد سهّل عملية القبض على القذافي، وبالتالي مقتله، بعد أن كشف رقم هاتف القذافى المتصل بالأقمار الاصطناعية، وذلك بموجب ما قيل إنها “صفقة عقدها الأسد لقاء تخفيف الضغط الدولي عنه”.
وقالت صحيفتا “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية و”ديلي تليغراف” الإثنين إن الرئيس السوري بشار الأسد ، زوّد فرنسا بمعلومات قادت إلى اعتقال القذافي وقتله، مقابل تخفيف ضغوطها على دمشق.
وأضافت الصحيفتان أن الصفقة التي كان ثمنها رأس القذافي، هدفت إلى تقليص الضغط الدولي على سوريا قدر الإمكان مقابل تخليص الرئيس الفرنسي ساركوزي من تهديدات العقيد المتلاحقة.
وبنت الصحيفتان روياتهما المثيرة على تصريحات رامي العبيدي، المسؤول السابق في المجلس الوطني الانتقالي، الذي قال “إن القذافي حاول الاتصال عبر هاتفه المتصل بالأقمار الصناعية بعدد من أكثر الناس المقربين إليه ممن فروا إلى سوريا تحت حماية الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكدت “ديلي تليغراف” أن جواسيس فرنسيين كانوا ينشطون سرا في مدينة سرت، أين لجأ القذافي، تمكنوا من نصب فخ للعقيد الليبي السابق بعد الحصول على رقم هاتفه الذي يعمل بالأقمار الاصطناعية من الحكومة السورية.
واضافت أن مسؤولا بارزا سابقا في الاستخبارات الليبية أكد أن الرئيس الأسد “باع القذافي في عمل من أعمال الحفاظ على الذات”.
ونسبت الصحيفة إلى رامي العبيدي، الرئيس السابق لجهاز الأمن الخارجي للحركة التي اطاحت بالقذافي، قوله إن فرنسا “كانت العقل المدبر للعملية من خلال توجيه الميليشيات الليبية المسلحة إلى موقع الكمين الذي مكّنها من اعتراض قافلة القذافي بعد هروبه من طرابلس، وكان لديها (فرنسا) اهتمام قليل بطريقة معاملته بعد اعتقاله”.
وأكد المسؤول الأمني الليبي السابق أن المخابرات الفرنسية “لعبت دورا مباشرا في اعتقال القذافي، بما في ذلك قتله وأعطت توجيهات بشأن القبض عليه، غير أنها لم تكترث بطريقة معاملته وما إذا كان سيتعرض للضرب بشكل يسيل دماءه، طالما أُلقي القبض عليه حياً”.
وقال العبيدي إن المخابرت الفرنسية بدأت ترصد محادثات القذافي عبر هاتفه الذي يعمل بالأقمار الاصطناعية وحققت اختراقا حيويا حين اتصل بأحد ابرز مواليه ويُدعى يوسف شاكير وبأحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المقيم في سوريا.
واضاف العبيدي أن المخابرات الفرنسية تمكنت نتيجة هاتين المكالمتين من تحديد موقع القذافي ورصد تحركاته، مؤكدا أن اعتقاله كان “عملية فرنسية صرفة، رغم وجود ضباط استخبارات أتراك وبريطانيين وقوات خاصة بريطانية في سرت”.
وذكرت ديلي تليغراف أنها لم تتمكن من التحقق من هذه المزاعم من مصدر مستقل، غير أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لعب دوراً قيادياً في مهمة منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا، وحشد الضغوط الدولية للتأثير على نظام الرئيس الأسد.
وقالت إن مزاعم العبيدي تلت تصريحات ادلى بها محمود جبريل، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية ويتزعم الآن واحداً من أكبر الأحزاب السياسية في ليبيا، وأكد فيها تورط “عميل أجنبي في العملية التي قُتل فيها القذافي”.
واضافت أن جبريل لم يحدد جنسية العميل الأجنبي، لكن صحيفة ايطالية نقلت عن دبلوماسيين غربيين في طرابلس ترجيحهم بأن يكون فرنسيا، فيما رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية نفي أو تأكيد هذه المزاعم.
وكانت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) قد أكدت أن توافر رقم القذافي الشخصي الفضائي كان هو نقطة التحول في عمليات البحث عنه، اذ بات تحديد مكان وجوده الحقيقي سهلا على قوات الناتو.
اترك تعليقاً