أظهر مسح أجرته “رويترز” ونشرت نتائجه الجمعة 30 مارس أن انتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) ارتفع في مارس الى أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2008 بفعل زيادة الامدادات من العراق وتعافي الانتاج الليبي ما عوض انخفاض الامدادات من ايران.
وبلغ انتاج الدول الاعضاء في أوبك وعددها 12 دولة في المتوسط 31.26 مليون برميل يوميًا ارتفاعًا من 31.16 مليون برميل يوميًا في فبراير الماضي وشمل المسح مصادر من شركات نفطية ومسؤولين في أوبك ومحللين.
وعزز المسح مؤشرات على تراجع الصادرات الايرانية اذ أن بعض المشترين يوقفون أو يقلصون مشترياتهم بسبب العقوبات وساعدت المخاوف بشأن الامدادات الايرانية على رفع أسعار النفط بنسبة 15% هذا العام الى 123 دولارًا للبرميل.
وتضخ أوبك أكثر من مستوى الانتاج الرسمي المستهدف البالغ 30 مليون برميل يوميا لكن أسعار النفط ارتفعت ولم تتزايد المخزونات ويرى البعض أن هذا معناه أن الطلب قد يكون أقوى من المتوقع.
وقال هاري تشيلينجيريان المحلل لدى بي.ان.بي باريبا أوبك رفعت الانتاج بطريقة متعاقبة خلال الاشهر القليلة الماضية وبالرغم من ذلك لم يترجم ذلك الى ارتفاع ملموس لمخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن أدنى مستوياتها في خمسة أعوام.
“هذا يخبرنا أن السوق لا تشهد فائضا من حيث العوامل الاساسية”.
وفي مارس جاءت أكبر زيادة في انتاج أوبك من ليبيا مجددا حيث استمر تعافي الانتاج بعد توقفه خلال الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.
وجاء العراق في المركز الثاني من حيث زيادة الانتاج مع انتعاش صادراته بعد تعطلها في فبراير بسبب سوء الاحوال الجوية بالاضافة الى ارتفاع طاقته التصديرية بعد افتتاح منصة تصدير جديدة على الخليج.
ووفقا لمسوح “رويترز” فإنه بالرغم من تراجع إمدادات ايران الا ان اجمالي انتاج أوبك في مارس هو أعلى انتاج للمنظمة منذ أكتوبر 2008.
وفي ليبيا أظهر المسح ارتفاع الصادرات وطلب المصافي الى 1.4 مليون برميل يوميا بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن فبراير. وبذلك يقترب الانتاج من مستوى ما قبل الحرب البالغ 1.6 مليون برميل يوميا والذي من المتوقع بلوغه في وقت لاحق من العام.
وعزز العراق صادراته مع بدء تشغيل منصة عائمة جديدة على الخليج وهو ما مكنه من رفع الانتاج الى 2.83 مليون برميل يوميا بزيادة 220 ألف برميل يوميا عن فبراير.
ومن المتوقع أن يقدم العراق أكبر زيادة في الطاقة التصديرية في العالم في عام 2012.
وأظهر المسح أن انتاج السعودية ارتفع في مارس الى 9.9 مليون برميل يوميا. وانتقد وزير البترول السعودي علي النعيمي ارتفاع الاسعار في مقال بصحيفة فايننشال تايمز هذا الاسبوع لكنه لم يقدم اشارة الى أن المملكة سترفع الانتاج أكثر من ذلك.
وقالت مصادر في صناعة النفط خارج ايران ان الانتاج الايراني تراجع كثيرا في مارس. وسيبدأ الاتحاد الاوروبي تطبيق حظر على استيراد الخام الايراني في أول يوليو. وذكرت “رويترز” قبل أسبوع أن الصادرات الايرانية تتراجع.
وانخفاض الصادرات الايرانية هذا الشهر هو أول انخفاض كبير منذ أعلن الاتحاد الاوروبي في يناير خططا لحظر الخام الايراني بدءا من يوليو ومنذ فرض عقوبات أمريكية وأوروبية على البنك المركزي الايراني.
واتفقت أوبك خلال اجتماع في ديسمبر على تحديد سقف الانتاج عند 30 مليون برميل يوميا لتضع حدًا للخلاف الذي وقع في وقت سابق من عام 2011 حين عارضت ايران وأعضاء اخرون خطة بقيادة السعودية لرفع سقف انتاج المنظمة .
اترك تعليقاً