تشهد المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم السبت بين بايرن ميونيخ الالماني وتشلسي الانكليزي على استاد “اليانز ارينا” في ميونيخ صراع الاجيال بين مدربي الفريق البافاري “الثعلب العجوز” وصاحب الخبرة يوب هاينكيس، والفريق اللندني “الذئب الشاب” الايطالي دي ماتيو الذي بدأ يصنع لنفسه اسما في اوروبا.
على مستوى الخبرة فالافضلية بدون ادنى منازع لهاينكيس المدرب العجوز (67 عاما) الذي سبق له التتويج باللقب لاعبا ومدربا. هذا الهداف المحنك احرز كل الالقاب الممكنة مع بوروسيا مونشنغلادباخ والمنتخب الالماني عندما كان عمر منافسه الايطالي 5 اعوام.
ويملك هاينكيس الرحالة خبرة كبيرة في مسيرته التدريبية التي بدأها ببوروسيا مونشنغلادباخ مرورا باتلتيك بلباو وريال مدريد الاسبانيين وبنفيكا البرتغالي وباير ليفركوزن الالماني وصولا الى بايرن ميونيخ، حيث خاض 149 مباراة في الكؤوس الاوروبية ابرزها تتويجه بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا مع ريال مدريد عام 1998.
في المقابل، احرز دي ماتيو بعض الالقاب بالوان تشلسي عندما لعب في صفوفه من 1996 الى 2002 حيث لم ينس انصار النادي اللندني حتى الان قتالية لاعب الوسط الايطالي الذي لم يكن موفقا مع منتخب بلاده حيث لعب 34 مباراة دولية طيلة مسيرته الاحترافية.
وبدأت خبرته كمدرب مع ميلتون كيينيس دونس الانكليزي من الدرجة الثالثة ثم اشرف على تدريب وست بروميتش البيون في البريمير ليغ، قبل ان يبرز الى الساحة من خلال تعيينه مدربا بالوكالة للنادي اللندني في شباط/فبراير الماضي خلفا للبرتغالي اندري فياش بواش. تفوقه على برشلونة الاسباني حامل اللقب في دور الاربعة جعله في واجهة الساحة التدريبية.
اما فيما يخص قوة الشخصيةن كلاهما قادر على التزام الهدوء في أي حالة، ويتفاديان معا التصريحات المدوية، خلافا للأسلوب الاستفزازي لمدرب النادي الملكي البرتغالي جوزيه مورينيو.
مع مر السنين، محا المدرب الألماني طبعه العصبي وتحول الى شخص هادىء وبمثابة “المدرب الاب” للفريق، والذي منذ استلامه الصيف الماضي مهام الادارة الفنية لبايرن ميونيخ للمرة الثالثة في مسيرته التدريبية، نجح في بث الثقة التي كانت تغيب عن لاعبي الفريق في الايام الاخيرة لسلفه الهولندي لويس فان غال.
ويبقى ابرز مثال المهاجم الدولي الفرنسي فرانك ريبيري الذي كان شبه غائب خلال الفترة التدريبية للاخيرة قبل ان يصبح عنصرا فعالا في التشكيلة بقدوم هاينكيس وقدم احد افضل مواسمه منذ انتقاله الى صفوفه عام 2007 قادما من مرسيليا الفرنسي. كما يتميز هاينكيس بصفة المدرب الذي يعرف كيف يحمي لاعبيه في الأوقات الصعبة كما حصل في المشاداة بين ريبيري والمهاجم الدولي الهولندي اريين روبن الشهر الماضي.
من جهته، أعاد دي ماتيو الهدوء والثقة الى غرف ملابس البلوز بعد الاضطرابات التي شهدتها ابان فترة فياش-بواش الذي كان غاضبا من مخضرمي الفريق امثال فرانك لامبارد. دي ماتيو متواضع بطبعه لكنه يبدي ثقة كبيرة عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية. فهو لا يتردد في الحسم في اختياراته الرياضية الى حد انها قد تعرضه الى النقد. فخلال ذهاب الدور ربع النهائي للمسابقة امام مضيفه بنفيكا البرتغالي عندما فاز 1-صفر، دفع دي ماتيو بتشكيلة غير متوقعة ضمت لاعبين نادرا ما لعبوا هذا الموسم بينهم الدولي العاجي سالومون كالو (مسجل هدف الفوز). ضد برشلونة، اعتمد استراتيجية دفاعية محكمة ومنضبطة على الطريقة الإيطالية بعيدا عن الاستعراض وهي الخطة التي كانت لا محالة ادت الى السخرية والنقد لو أنها لم تؤت ثمارها.
وستحدد المباراة النهائية مستقبل المدربين خصوصا بالنسبة الى دي ماتيو. اذا كان بامكان دي ماتيو أن يفخر بمحصلة ايجابية للغاية من خلال الفوز بكأس الاتحاد الانكليزي وانجاز التفوق على برشلونة في دور الاربعة، فان المدرب الايطالي فشل في تصحيح الوضع في الدوري. كان تشلسي يحتل المركز الخامس في البريمير ليغ لدى استلامه مهام تدريبه خلفا لفياش بواش، وهو انهى الموسم في المركز السادس وبات مستقبله مع الفريق يتوقف على نجاحه في التتويج بلقب مسابقة دوري ابطال اوروبا غدا السبت. في المقابل، من غير الواضح كيف سيقرر مالك النادي اللندني الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الانفصال عن الرجل الذي قد يحقق حلمه المتمثل في التتويج بلقب المسابقة الاوروبية العريقة.
بالنسبة الى هاينكس، سيشكل اخفاق بايرن ميونيخ في التتويج مرة جديدة ضربة نفسية اكثر منها تعاقدية. وكان هاينكيس اعلن في آذار/مارس الماضي “لدي عقد وأنا أعمل بفكرة انني سأبقى حتى نهايته، مؤكدا انه غير “منزعج تماما” من الشائعات التي تتحدث عن رحيل مبكر بعد خروج الفريق خالي الوفاض من المسابقات المحلية. اضافة الى ذلك، من الصعب تخيل أن يقوم صديقه رئيس النادي البافاري أولي هونيس باقالته مرة أخرى، وهو الذي لا يزال يصف اقالته للمرة الاولى عام 1991 “بأكبر خطأ”. اما كارل هاينتس رومينيغيه فيكرر القول: “إذا كان يريد، يوب يمكن ان يبقى الى ما بعد نهاية عقده الحالي”.
اترك تعليقاً