إيران تغضب على استحياء من لقاء آشتون بناشطات

الجيش: اشتون انتهكت القواعد الدبلوماسية
الجيش: اشتون انتهكت القواعد الدبلوماسية

في خطوة وصفت بأنها لذر الرماد في عيون المحافظين المتشددين الذين يزعجهم تحسن العلاقات الايرانية الأوروبية على يد الرئيس المعتدل حسن روحاني، قدمت الخارجية الإيرانية الإثنين رسالة احتجاج للسفارة النمساوية في طهران، اعترضت فيها على لقاء منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، مع عدد من النساء الناشطات في مجال حقوق الإنسان.

ورفضت وزارة الخارجية النمساوية التعليق على ما اعتبرته المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، لقاء آشتون بالناشطات بأنه “جرى دون التنسيق مع الجهات المعنية”، مشيرة إلى أن هذه الخطوة من قبل آشتون “ستزيد من سوء ظن الشعب الإيراني حيال تعاطي الغرب مع إيران، كما أن ذلك يأتي في إطار التعامل السياسي الانتقائي والمزدوج لقضية حقوق الإنسان”.

وقالت مصادر دبلوماسية إن الخارجية الايرانية كانت أحيطت علماً باللقاء ولم تعلق عليه الا بعد بروز احتجاجات عليه.

وفي السياق ذاته، انتقدت صحف إيرانية محافظة، لقاء آشتون السبت مع ناشطات، من بينهن الناشطة الحقوقية نركـَس محمدي ووالدة ستار بهشتي المدون الإيراني الذي توفي في السجن بسبب التعذيب في أواخر 2012.

وندد مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري، بهذه اللقاءات مع “أشخاص سيئي الصيت” على حد وصفه. ونقلت وكالة فارس عن جزائري قوله “إنه انتهاك للقواعد الدبلوماسية واستعداد للتدخل في شؤوننا في المستقبل”.

وتزامنت زيارة آشتون لطهران التي بدأتها السبت مع اليوم العالمي للمرأة، لتبحث مع المسؤولين الإيرانيين ملف حقوق المرأة الإيرانية.

وأطلقت منظمات حقوق إنسان إيرانية، مع وصول آشتون حملة طالبت بالإفراج عن سجينات الرأي مريم شفي بور وسبع ناشطات تم إيداعهن في سجن إيفين الشهير، بسبب نشاطاتهن السياسية.

ورأى مراقبون أن اللقاء البرتوكولي في السفارة النمساوية مع معتقلات سابقات ووالدة (ضحية) معتقل سابق في سجون الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، جاء لتهدئة الشخصيات التشريعية التي تستفز اشتون في سياستها الخارجية والرافضين لسياستها خصوصا حيال الملف النووي الايراني على الرغم من النجاح النسبي في بناء ثقة مؤقتة بين القوى الكبرى وايران.

وتساءل محافظون متشددون لماذا لم تلتق اشتون ضحايا الأسلحة الكيمياوية وأمهات الشهداء اذا كانت حريصة على حقوق الانسان.

وطلبت امينة وهاب زادة التي توصف بأنها احدى ضحايا الاسلحة الكيمياوية عقد لقاء مع اشتون لاستعراض بعض جوانب القضايا المتعلقة بحقوق الانسان معها.

ودعت وهاب زادة الى عقد لقاء مع اشتون قبل توجهها الى اوروبا مضيفة ان الهدف من اللقاء هو استعراض وضع ضحايا الاسلحة الكيماوية الذين يعانون الامراض منذ سنين عدة بسبب الاسلحة الكيماوية التي قدمتها بعض الدول الاوروبية لاسيما المانيا الى رئيس النظام العراقي السابق لاستخدامها في الحرب مع ايران، بحسب ما أفادت قناة العالم التي نقلت أيضاً أن اشتون تلقت دعوة قبل مغادرتها وتجاهلتها، لزيارة‌ مقابر “الشهداء الايرانيين”.

وقالت هؤلاء الوالدات في الرسالة الموجهة لاشتون والتي بثتها قناة العالم “ان ايران قد ذاقت مذاق الحرية الذي تتحدثين عنه ولا تريد هذه الحرية”.

وقد أظهر معظم الصحف الإيرانية موقفا ايجابيا من زيارة آشتون وهي الأولى لممثل خارجية الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من ست سنوات. وعنونت صحيفة إيران الحكومية “إيران وأوروبا تدخلان مرحلة التعاون”، فيما كررت صحف أخرى “رسالة النوايا الحسنة من دول الاتحاد الأوروبي الـ28″ التي وجهتها آشتون إلى الرئيس حسن روحاني.

وبدأت طهران والدول الكبرى مفاوضات صعبة حول الملف النووي بعد ابرام اتفاق مرحلي بدأ تطبيقه في 20 كانون الثاني/يناير ينص على تجميد لستة أشهر لبعض الأنشطة النووية الحساسة مقابل رفع جزئي للعقوبات الغربية. وبقيت آشتون حذرة في ما يتعلق بفرص التوصل الى اتفاق شامل مؤكدة ان المفاوضات شاقة و”لا ضمان للنجاح”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً