في بلادنا ينسلخ الناس عن وطنيتهم رويداً رويداً، لحظة بلحظة، وحتى من تقدموا الصفوف منادين بالحرية والديمقراطية، بل وكانوا مستعدين لبذل الأرواح، وصلوا إلى أوضاع لا يمكن تصديقها، البعض صار ينظر إلى ضرورة الحكم العسكري ، فنحن شعب لاينفع معه الا العصا ، ونحن بطبيعتنا هكذا كما وصفنا ابن خلدون منذ قرون ، اما البعض الاخر صار ينشد السلامة ، فدرس الجثث الملقاة بالقمامة ، درس قاس ، نسيه النظام السابق وابدع فيه احفاده ، وكذا سفاهة السفهاء لا تأخذ في الاعتبار احترام سن ولامقام ، ومن المؤكد ان اوضاعنا تزداد سوءا كل يوم ، فقد غاب زيد وجاء زيد ، وغاب اعبيد وجاء اعبيد ، وانتشر البارونات فى العاصمة وفي غيرها بأسماء رسمية ، وغير رسمية ، وفي وطننا المنكوب ايضا تري دولة الرئيس _ كما يحب ان يدعي وتحب كذلك حرمه المصون _ لا نتاج لأفعاله إلا مزيدا من التدهور في أوضاعنا ، اما الفريق الاخر فبعضه وطني حقيقتا ، صار يتنقل بين المرئيات ليصدع رؤوسنا برئيه وكأن النضال كلام في كلام ، والبعض الآخر جائنا غازيا من جبال تورا بورا عبر لندن ، يوقد نيران الفتن بمناسبة وبدون مناسبة .
إن ما وصل اليه الحال عجيب غريب ، حالة إحباط عامة غير عادية حالة عدم اكتراث عند الوطنيين ، فعندما تتحدث عن احتمالية ضياع الوطن يراك البعض لاتفهم الاوضاع الدولية ، حتى صار البعض يطالب بالطليان علنا ، وخصومهم يطالبون بالفرنسيس او حتى الروس ، حالة من العهر ربما يمنعنا من ذكر الاسماء الخوف ، بل الخوف القاتل … ننعم كلماتنا ببعض المفردات التى علها تنقذنا من الموت ، على ضفاف لانعرف أسمائها ولا عناوينها.
صار المشهد مليئا بجروح متعفنة ، كأن تشهد احد المجرمين كان بالامس يحرض على اعراض بناتنا ، ويصف الصفوف لإبادتنا في بنغازي ، ثم اليوم هو يتصدر المشاهد في هذه المدينة المنكوبة ، وبلا حياء يناصره بعض الجهلة والعنصريين والقبليين (القعرة معاك ياقائد ) وآخرين تسامحت معهم ثورة فبراير ، وكانوا أول المنشقين عن النظام ، وهم اليوم ينظرون للقائد الرؤوف الرحيم ، لأن عقولهم لاتستطيع الربط بين مافعله هذا القائد المجرم الذى لايقل سفالة عن هتلر وستالين وبين حصاد تلك السنين التى اهلك فيها الحرث والنسل ، والتى نعاني اليوم لهيبها .
صحيح مليئة بالاحزان ايامنا ، لكنها حبلي بالاحداث وبنيران الغضب ، و ستكون بمذاق آخر في لحظة الانفجار العظيم ، فإنها لاتبقي ولاتذر ، ستكون احداث حارقة ماحقة ، فاحذروا غضبة الشعب ، فقد كانت فبراير متعقلة ، ولن تصبر الجموع على هذا الذل الممنهج ، وإن غدا لناظره قريب .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
الأخطاء الإملائية كثيرة في المقال .
هو انت ابوك مدرس لغة عربية …..؟ وجعاتك الإملاء والا المقال ….؟