استبشرنا خيرا بتكوين حكومة الوحدة الوطنية وبالاتفاقيات التي جرت بين أطراف الصراع السياسي على الحكم وبالنتائج التي شملت تشكيل حكومة واحدة وتوحيد جميع مؤسسات الدولة الليبية التي حاول ويحاول النشاز الشّاذين سياسيا من أبناء الوطن غير ذلك فذلك كله يدعوا للتفائل بنهاية فترة زمنية لا تسُرُّ أي وطني.
بالرغم من كل تلك الجهود لتوحيد الوطن بعد تمزيقه سياسيا واجتماعيا يخرج علينا وعلى الدوام حفتر (مسمار جحا) ليحاول الحفاظ على مسمار الفرقة الذي ما انفك يدقّه إعلاميا وعمليا في جميع أنحاء الوطن من خلال هجماته على العديد من المدن الليبية شرقا وجنوبا وغربا طبعا الحجة والتهمة جاهزة ليُلبسها من يشاء فأي مخالف أو معارض لنهجه الهمجي المفرط في استخدام القوة بدلا من العقل والحكمة ولكن يقول العرب فاقد الشيء لا يعطيه، فأنّى له الحكمة، فالتهمة اليوم للمعارض هي الإرهاب فكانت ولازالت دائما تهمة رائجة في السوق السياسي المحلي والعالمي ولولا دعم الدول الصديقة الصادقة الحريصة على استقرار ليبيا في تحجيم وتقويض أحلام مسمار جحا لكان له اليوم شأنٌ آخر.
وها هو اليوم يقوم بتحريك قواته للسيطرة على منفذ ليبيا الجزائر لإثارة القلاقل وشد انتباه المجتمعون في ألمانيا لكيلا يُنسى ويكون له حظًّاً في منصب يجنيه من أعماله العبثية كما سبق وإن فعل الشيء نفسه في سنة 2019 حين اتفق جميع الأطراف لحضور مؤتمر وطني في مدينة غدامس يجتمع فيه الفرقاء الليبيين لتحديد عمليتي الإنتخابات وإحلال السلام ليُفشله ويقضي جزئيا أو يعمل على تأخير حلم الليبيين في تجاوز هذه المرحلة الحرجة من خلال عملياته وهجومه البربري على الغرب الليبي فإلى متى السكوت عن هذه التصرفات الحمقاء؟.
أليس رئيس المجلس الرئاسي هو القائد الأعلى للجيش الليبي فلماذا إذا السكوت على هذا التهور والتحدي الصارخ لسلطاته؟ ولماذا التخلي عن مسؤولياته وصلاحياته لرجل متهور لا يهمه إلا نفسه وغنيمته؟ لماذا لا يتخذ القائد الأعلى قرار مفصلي لا يقبل القسمة لتقويض صلاحيات هذا الذي يفرّق حين يجتمع الليبيون ويعلن الحرب حين يجنح الليبيون بجميع أطيافهم للسلام؟ أهو الضعف والهوان وعدم القدرة على اتخاذ قرارات مهمة لحماية الوطن والقضاء على عوامل الإنقسام وعدم الإستقرار أم ماذ؟!!!.
إن مصلحة الوطن تتطلب جرأة وقوة في اتخاذ القرارات وقبل ذلك تنفيذها واقعا، إن مصلحة الوطن لا تقبل التفاوض مع المتهورين خاصة وأن هناك دول لديها القدرة بشكل كامل للمساعدة في بناء الدولة وتوحيدها، إن مصلحة الوطن لا تقبل مجاملة أحد، إن مصلحة الوطن تعلوا ولا يُعلى عليها فمتى نعي ذلك؟.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً