وصلت تعزيزات عسكرية للقوات النظامية السورية بعد منتصف ليل الاثنين الى مدينة الرستن في محافظة حمص (وسط)، حسبما افاد ناشطون، وذلك قبل وقت قصير من انتهاء المهلة المحددة من الامم المتحدة لوقف اطلاق النار وسحب الدبابات من الشوارع.
وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان صدر قرابة الثانية فجرا ان “تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت الى المناطق الشرقية من مدينة الرستن التي تم تطويقها بشكل كامل”، من دون ان توضح ما اذا كانت التعزيزات تتضمن دبابات او آليات ثقيلة.
ومدينة الرستن محاصرة منذ اشهر وهي تتعرض لقصف شبه يومي تسبب بحركة نزوح واسعة وبسقوط عشرات القتلى.
كما افادت اللجان عن قصف مدفعي على مدينة تلكلخ في محافظة حمص القريبة من الحدود اللبنانية بعد منتصف الليل.
وذكر مجلس قيادة الثورة في حماة في عرض مفصل لاخبار الاثنين ان قوات النظام اقدمت الاحد على قصف قرية حيالين في محافظة حماة بقذائف دبابة، مشيرة الى حصول حملة مداهمات في القرية.
ونظمت مساء الاثنين، كما باتت العادة كل مساء، تظاهرات مناهضة للنظام في مدينتي حماة (وسط) وحلب (شمال)، بحسب ما ظهر في اشرطة فيديو نشرها ناشطون على شبكة الانترنت.
وافاد الناشطون في تعليقاتهم على المقاطع المصورة ان التظاهرات خرجت مساء “نصرة لمدينة اللطامنة” في ريف حماة حيث قتل الاثنين 35 شخصا في قصف من قوات النظام.
ولوح المتظاهرون بالاعلام السورية العائدة لما بعد الاستقلال وقبل حزب البعث. ومن الشعارات التي رفعت في تظاهرة في حي طريق حلب القديم في حماة “دبابات في عهد الدابي، طائرات في عهد انان، النووي في عهد من؟”، في اشارة الى مهمة رئيس فريق المراقبين العرب احمد مصطفى الدابي وخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.
وتدعو خطة انان الى وقف القتال تحت اشراف الامم المتحدة، وسحب القوات الحكومية والاسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث والسماح بالتظاهر السلمي.
ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين نداء اخيرا الى النظام السوري لوقف الهجمات على المدنيين قبل ساعات على انتهاء مهلة سحب القوات النظامية واسلحتها الثقيلة من مدن البلاد. علما ان لا موعد علنيا معلنا لدخول المهلة موضع التنفيذ الثلاثاء.
وكان من المقرر أن تبدأ سوريا سحب قواتها من المدن بحلول يوم الثلاثاء لتمهد الطريق امام هدنة تبدأ بعد 48 ساعة.
لكن الرئيس السوري بشار الاسد طالب يوم الاحد بضمانات مكتوبة من مقاتلي المعارضة لوقف القتال والقاء السلاح وهو ما رفضه المقاتلون على الفور.
ولم تظهر القوات الحكومية يوم الاثنين أي علامات على انها تبدأ في الانسحاب.
وقال نشطاء بالمعارضة ان 150 شخصا قتلوا في منطقة سهل الروج في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد في اليومين الماضيين غالبيتهم لاقوا حتفهم في قصف بالدبابات وطائرات الهليكوبتر وان اخرين اعتقلوا وقتلوا بالرصاص.
ويقول نشطاء معارضون للاسد ان الجيش يحاول استعادة السيطرة على مساحات من الاراضي في محافظة ادلب من المعارضين باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر وطرد القرويين المذعورين شمالا وغربا الى الحدود التركية.
من جانب آخر، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء في الصين حيث يقوم بزيارة ان اطلاق النار من الجانب السوري على مخيم للاجئين في تركيا يشكل “انتهاكا واضحا” للحدود بين البلدين.
وصرح اردوغان امام صحافيين في بكين “لقد حصل انتهاك واضح للحدود، وتم التحقق منه… وسنتخذ بالطبع الاجراءات اللازمة”، حسبما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول.
وتابع اردوغان ان بلاده “ستستخدم كل حقوقها بموجب القانون الدولي” دون ان يحدد ما اذا كانت تركيا تعتزم اقامة مناطق عازلة او ممرات انسانية، كما اوردت الصحف التركية.
وتساءل اردوغان “ماذا على تركيا ان تفعل في حال انتهاك الحدود؟ تركيا ستتصرف طبعا كغيرها من الدول بموجب القانون الدولي. هذا حقنا بموجب القانون الدولي”.
وتصاعدت حدة التوتر الاثنين على الحدود بين تركيا وسوريا حيث ادى اطلاق نار من الجانب السوري الى سقوط جرحى في الاراضي التركية، وذلك عشية زيارة لانان الذي من المقرر ان يتفقد الثلاثاء مخيمات للاجئين السوريين في جنوب تركيا.
واصيب اربعة لاجئين سوريين واثنان من الاتراك هما شرطي ومترجمة في مخيم للاجئين قريب من مدينة كيليس (جنوب شرق) باطلاق نار من الجانب السوري، حسبما افاد الحاكم المحلي.
وهذه هي المرة الاولى التي يؤدي فيها اطلاق نار من الجانب السوري الى سقوط جرحى في الاراضي التركية منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في اذار/مارس 2011.
اترك تعليقاً