قوم عاد هم قوم من العرب، سكنوا في منطقة الأحقاف في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة تقع بين عُمان واليمن.
كان قوم عاد أقوياء وأصحاب قوة بدنية وحضارة متطورة، وكانوا يبنون القصور والمصانع العظيمة، ويزرعون الأراضي، ويمتلكون الأنهار والينابيع.
لكنهم كانوا قومًا ظالمين وتجبروا وطغوا وكفروا بالله تعالى، وعبدوا الأصنام بدلًا منه.
أرسل الله تعالى إلى قوم عاد نبيًا منهم اسمه هود، لكي يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الأصنام.
لكن قوم عاد كذبوا هودًا، ورفضوا دعوته، وسخروا منه.
فغضب الله تعالى من قوم عاد، وعذبهم بعاصفة قوية شديدة البرودة، استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام، فأهلكتهم جميعًا، ولم ينج منهم أحد.
وردت قصة قوم عاد في القرآن الكريم في سورة فُصّلت، قال الله تعالى:
{فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}
وفي سورة الأعراف، قال الله تعالى:
{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْم اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْم لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وفي سورة الفجر، قال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ}
وفي سورة الحاقّة، قال الله تعالى:
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيۡهِمۡ سَبۡعَ لَيَالٖ وَثَمَٰنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومٗاۖ فَتَرَى ٱلۡقَوۡمَ فِيهَا صَرۡعَىٰ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٍ خَاوِيَةٖ}
أي: أرسل الله-تبارك وتعالى- على هؤلاء المجرمين الرّيح التي لا يمكنها التخلف عن أمره، فبقيت تستأصل شأفتهم، وتخمد أنفاسهم، سَبْعَ لَيالٍ وَثمانية أيّامٍ متتابعة ومتوالية حتى قطعت دابرهم، ودمّرتهم تدميراً.
العظة من قصّة قوم عاد:-
- أن الله تعالى لا يُضيع حقّ أحد، وأن من ظلم نفسه وطغى وتجبّر وكفَر بالله تعالى، فسوف يُعاقب عقابًا شديدًا.
- أن الإيمان بالله تعالى هو أعظم نعمة يمكن أن ينعم بها الإنسان، وأن من أراد النجاة من عذاب الله تعالى، فعليه أن يؤمن به تعالى وحده، ويتبع رسله.
- أن الكفر بالله تعالى هو طريق الهلاك، وأن من سار على طريق الكفر، فسوف يُهلك في الدنيا والآخرة.
- أن الصبر على الدعوة إلى الله تعالى هو من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وأن من صبر على دعوته، فسوف ينصره الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
اترك تعليقاً