يوم السبت الموافق 14/7/2012م إلتقى السيد وليام بيرنز / نائب وزير الخارجية الأمريكى رئيس الحكومة الإنتقالية السيد الكيب وأوضح بيرنز فى لقائه الصحفى بعد أن أنهى العديد من اللقاءات الثنائية وأطمئن على الوضع العام فى ليبيا وهى مجرد شكليات سياسية فهم يعلمون عن الوضع الليبى كل شئ ولا داعى لكى يستفسروا عن ذلك (لأن البذّار يعلم ما خرج من بين يديه) ، وبعد أن قام بتقييم الأمور.. قال .. فى أنفة الأمريكيين أن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية ومصلحة ليبيا واحدة !! وذلك من أجل مستقبل ليبيا !! ولم يذكر صراحة مصلحة أمريكا أولاً وهو الأمر الذى جاء به إلى ليبيا وهو بيت القصيد.
أقول … لا شك أن العالم بأسره يعلم جيداً أن أمريكا لها مصالحها فى ليبيا وهذا الأمر يعرفه الليبيون جميعاً حتى أطفال المدارس الإبتدائية وإذا كانت تهمهم مصلحة ليبيا وشعبها فهو أمر يأتى فى آخر إهتماماتهم فلا داعى من السيد نائب وزير الخارجية الأمريكى بأن يهين كرامة الليبيين ويتلاعب بعواطفهم ويدغدغها ، فمصلحتكم يا سيادة نائب وزير الخارجية ستأخذونها من أى حكومة ليبية قادمة أو من أى تكتل سياسى حاكم غصباً عنهم رضوا أم لم يرضوا فليس من سمع كمن رأى فما باليد حيلة فكل منا يعلم قدرات الآخر ولا ننكر عليكم قدراتكم الخارقة فى مدى تغلغلكم فى برنامجنا السياسى الجديد ومدى مساعداتكم لنا لكى نستظل بظلكم فلم يعد هناك ظل إلا ظلكم حتى ولو كان الدخول فى ظلكم ثمنه المهانة وقلة القيمة.
إن مرجعيتنا الحقيقية هى شعبنا الليبى العظيم الذى خرج مُنهكاً من حرب طاحنة أطاح فيها برأس القذافى الذى طالما قدمتم له المساعدات اللوجستيه والحماية السياسية الدولية أنتم الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من الجرائم اللاإنسانية التى كان يرتكبها فى حق شعبه وفى حق الشعوب الأخرى ، لقد فقد شعبنا فى تلك الحرب عشرات الآلاف من الشهداء وآلاف الجرحى وقد طال الخراب والدمار معظم المدن والقرى الليبية وهناك أحقاد وكراهية وثارات ستحتاج لسنيين من التصالح والتواصل حتى ترجع المحبة والوئام بين الليبيين ، وقد فقدنا المليارات سرقة ونهباً طيلة الأشهر الماضية فى ظل مجلس إنتقالى لا حيلة له ولا قوة أختير أعضائه بالمحاباة والشللية وخداع الليبيين ، ناهيك عن المليارات التى ستٌدفع من إيراداتنا لسنوات قادمة ثمناً لما قدمه لنا الناتو وكل من شارك برغيف خبز مساعدة لنا فى تلك المرحلة الراهنة وأول من سيُطالبنا بأتعابهم ومستحقاتهم المضاعفة أضعافاً !! أنتم أمريكا لاشك فى ذلك ، فنحن لسنا سٌذجاً لكى نتحدى أحداً وخصوصاً أمريكا فوقوفها معنا يوماً ما ليس على سواد عيوننا كما يقال أو إنسانية بالمجان أو شفقة أو رحمة ،، وإلا فها هى سوريا وما يقوم به الأسد من مجازر أمام عيون أمريكا (الزرقاء) التى أصيبت بالعمى فيا ساستنا الجدد الكرام لقد جاء اليوم الذى تطلب فيه أمريكا الثمن شئنا أم أبينا وقد أتتكم لكى تطمئن على من يسدد الديون وحصتها المحسوبة سلفاً من النفط وأن تٌلقى بظلالها عليكم وعلى برامجكم القادمة وأن تحاول الإيحاء للشعب الليبى بأنكم تابعون لها بجميع أيدولوجياتكم و تؤثر عليكم وأن تُلوح لكم بعصاها الطويله .. إما وإلا . . فأحذروها.
يذكرنى نائب وزير الخارجية الأمريكى بأغنية أحد المطربين المصريين التى تقول (أمريكا شيكا بيكا .. تلعبك على الشناكل .. وتخلى عاليك وطيكا) فإما الرضوخ للمطالب وإما فتح أبواب جهنم من كل مكان من خلال حدودنا المفتوحة ، أو التحكم فى أرصدتنا المجمده ،أو التلويح بالبند السابع الذى لا زال سارياً علينا ، أو بذر الفتن بين العشائر الليبية ،أو نشر الإشاعات الكاذبة للوصول إلى أهداف معينة ، هذه سياسة أمريكا لا تحتاح إلى نشطاء سياسيين جٌدد يطّلون علينا عبر القنوات الفضائية (العامة والخاصة) ومنها مدفوع الفواتير من قبل أمنا وعزيزتنا أمريكا !! لكى يُحللوا تصرفاتها أو خبراء إقتصاديين ليحددوا مطالبها ، فلا شك أن زيارة مسؤوليها المفاجئة وطرح ما يريدون بالشفرة لمن يفهم مطالبها أو التصريح العلنى لمن لا يدرك ذلك ، وخصوصاً أولئك الذين عاشوا يوماً ما بين أحضانها لعشرات السنين وهم الأقدر على تلبية الطلبات وإعداد الوجبات السياسية الخفيفة وأحياناً الدسمة فلها أحبارها وخبرائها ممن يفهمون سياستها على الطاير كما يقال!
أمريكا لم تكذّب خبر ولم تنتظر طويلاً حيال سماعها بتراشق الإخوة والأهل والأحبة والأقارب من أبناء ليبيا الذين تعاهدوا يوماً على حمايتها والذود عنها وتحريرها من دكتاتورية القذافى ، ولكن أمريكا لها رأى آخر فمصلحتها ومصلحة أولادها الذين تثق فيهم فوق كل إعتبار فربما يصل التوتر الذى إستشعرته إلى أن يكشف أوراق كل منهما الأخر وهناك ستكون الكارثة لأن أمريكا أعلم بهما واحداً واحداً ومُطلعة على الماضى بخيره وشره وما حصل فيه من إتصالات وإجتماعات وتعهدات وتوقيعات على أوراق بيضاء سواءً معها أو مع نظام القذافى سابقاً ، فقبل أن تتفاقم الأمور ويزداد التوتر بين التكتلات السياسية الجديدة فى ليبيا سارعت أمريكا بالتدخل لفك الإشتباك بين (أولادها) وخصوصاً أولادها الحقيقيين وليسوا بالتبنى ، فيا سيادة وليام بيرنز لا تنسى أن الليبيين ليسوا أولئك البسطاء السذج كما كان يروج لكم القذافى بأنه زعيم بدون شعب ويردد دائماً وينعت شعبه الطيب بالجاهل والغبى.
أيها الساسة الجدد ، أطووا صفحات الماضى التى تتعلق بالعلاقات الخفيه بنظام القذافى يوم كان البعض منكم يعمل معه ومع أبنائه وبعلاقاتكم بأمريكا وغيرها من أجل أوضاع طارئة كانت تتطلب تلك العلاقات ، اليوم جاءت بكم الأقدار لكى تقودوا ليبيا فى المستقبل القريب ووصلتم ديمقراطياً عن طريق صناديق الإقتراع مهما كانت الوسيلة والدعاية الإنتخابية التى أستخدمت من قبل كل حزب فهى معركة ويقول المثل الشعبى (إللى تغلب بيه ألعب بيه) فقد إستطاع الأكثر ذكاءً أن يلعب بطريقته التى يُقنع بها أغلبية الشعب الليبى ربما مؤقتاً وصوتوا له حتى إشعار آخر ، فأتركوا المواجهة وأسعوا إلى التصالح والحوار من أجل تحقيق الوعود التى قطعتموها على أنفسكم وليكن همكم التعجيل بالأمن والأمان والإستقرار أولاً قبل التنمية ، ولا تجعلوا من أمريكا (الأب الروحى) الذى لا يُعقد الميعاد بدونه ولا يتخذ قرار إلا بموافقته ولا تُشد الرحال إلا له … فليبيا مسؤوليتكم لا تتركوها تٌسرق من بين أيديكم وتسلموها للسيدة أمريكا على طبق من فضة وهنا ستفقدون ثقة الشعب الليبى ويومها ستسقط ليبيا بين أحضان المتربصين بها وأنتم ستكونون فى مقدمة الخاسرين ويومها لن تحميكم أمريكا من غضبة الشعب الليبى ولكم فى القذافى عبرة لمن يعتبر.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً