لاشك أن حصاد النظام السابق هو مانعيشه الآن، فلم تكن هناك دولة ومؤسسات وتخطيط ورؤية بعيدة المدى، للتطور ولاستيعاب الأجيال القادمة، ولم تكن هناك مؤسسة للحكم كان يمكن أن تكون بديلاً للفوضى القائمة، واهم غائب عنا اليوم هو قدرتنا على سماع بعضنا البعض ، وتحكيم العقل ، فالذين ثاروا معنا علي النظام السابق ارادوا ان يغيب القذافي وحزبه عن العاصمة ، ويحلوا هم وأحزابهم بديلا عنه وبنفس الاوضاع التى كانت سببا للثورة ، ولاشك أن للثورة اسبابها ، التي اشعلت نيرانها ونثرت في الأرجاء جمرها ورمادها ، وكنا نعتقد ان اول اهداف الثورة هو معالجة دواعيها ، ولكن وبكل اسف تجاوزها البعض ، وعند قيام اهل الحقوق بالحديث عن المطالب والحقوق ، غضب البعض من أهل الثورة والحكام الجدد ، ولعلنا نعلم علم اليقين ان القذافي مارس ديكتاتورية مطلقة ، وكانت المركزية الحديدية أحد أدواتها ، ولاشك ايضا أن عصابات تكونت في العاصمة استغلت الاوضاع ، وجعلت كل الوطن ومقدراته بالعاصمة ، وتلك العصابات ليست بالكامل من طرابلس ، بل هي من كل ارجاء ليبيا ، ولكنها كانت عصابات المصالح الخاصة التى صنعها النظام ، وكانت لاتعرف إلا مصالحها ، وبعد قيام ثورة فبراير ، والتوجه الى الانتخابات كان الحلم اكبر من عقول بعضنا ، فتم النظر الى المطالب باستهزاء وعدم اكتراث ، فعلى سبيل المثال مطالب الشرق والجنوب وربما حتى بعض مناطق الغرب ، فى ضرورة الغاء المركزية ، وتوزيع عادل للتنمية ، وتقديم الخدمات لكل انحاء ليبيا ، تم الاستهزاء بها ، والرد عليها ردود لاتنم عن فهم لمعاناة تلك المناطق ، فلابد ان نتذكر انه في اربعين سنة كان ايفاد الطلبة للدراسات العليا يرتكز بنسبة لاتقل عن 90% بالغرب الليبي ، وهذه النسبة ثابتة في السفارات وفي الاستثمارات الخارجية ، وايضا في ميزانيات التنمية ، بغض النظر عن الحقائق على الارض فيما يخص التنمية ، ولعل ناطحة السحاب التى وضع اساسها جلود سنة 1978 ، تذكرنا بالجدية ، وكذلك صيانة شارع سوريا الذى ظل مقفلا عشرون عاما ، وكذلك خمسين ألف متر مكعب يوميا من المجاري تلوث شواطئ البحر في بنغازي ، كافية وتغني عن كل كلام وهي صفحة من كتاب ، وكان أساس كل ذلك تركيز كل الاجراءات بطرابلس ، وكذلك الغاء مهام فرع المصرف المركزي ، وايلولة كل شئ الى العاصمة ، الا شهادة الدفن ، والتى كان ميسرا الحصول عليه ، ولايزال حتى اليوم من بلدية بنغازي ، كل هذه الاوضاع رفعت الاصوات ، تنادي بالحقوق وهي لاتتحدث عن سلب حقوق احد ، نحن نطالب بحقوقنا في تنمية متوازنة لنا نصيب فيها ، وخدمات تقينا عبوس موظف بالعاصمة ، يتهمنا بالتخلف ، واننا نتسول عند بابه العالي ، صحيح ان البعض لم يكن ودودا او حتى لطيفا في مطالبه ، ولكن كان يجب ان ننظر بحكمة لكل المطالب ، فماذا لو اعدنا العمل بقانون توزيع الثروات ، الصادر عام 1958 ، ولنتجاوز اسمه الى قانون توزيع التنمية ، وجعل النسب لكل مناطق ليبيا ملزمة للدولة والحكومة ، عند التخطيط ولتكن بنسبة السكان ، مع مراعاة الجغرافيا ، وماذا يحدث من خراب لو اعدنا الصلاحيات لفرع المصرف المركزي بالمناطق الشرقية ، وكذلك انشاء فرع للمنطقة الجنوبية ، فحتى سنة 1986 لانعرف المركزي بالعاصمة ، بل كانت كل الاجراءات تتم في بنغازي ، اما اليوم فنحن تحت رحمة موظف او موظفة فاسدة بالعاصمة ، تبتزنا لأجل اجراء اداري بسيط ، وماذا يحدث من دمار لو تم تحديد المحافظات واعطائها صلاحيات موسعة ، ما سيحدث فقط ستستقر الدولة ، وتصمت نعرات وتفاهات العنصريين والقبليين ، وستغيب مطالب الانفصال التى دفع الناس الى تبنيها لما يجدونه ، من بعض النخب الفاسدة التى لاتدرك واقعنا ، ومعاناتنا ، ولعل ماسمعناه في ازمة النفط الاخيرة ، والتى تعبر عن ازمة عميقة في المفاهيم ، وجهوية مقيتة ، وكأن بنغازي ليست جزءا من الوطن وكأن نقل مؤسسة النفط الى بنغازي حيث مقرها الاصيل ، هو اصعب من نقلها الى تل آبيب ، نقول لإخوتنا في العاصمة المجيدة المقيدة بفلول المليشيات ويتصدر مشهدها بعض المتطرفين ايضا الجهويين ، الذين يتسمون بالنخب المتعالية ، و يمارسون ضد الشرق والجنوب عنصرية مقيته ، وتعالي بدون مبررات حقيقية ، اننا شركاؤكم في الوطن ، وان خيارنا هو ليبيا الوطن ، ولكننا لن نرضي بغير العدالة والمساواة ، والحقوق الكاملة ، فنحن نملك معكم العاصمة فتعقلوا وتعالوا معنا الي كلمة حق وعدل لأجل الوطن ولا تتسببوا في تمزيق الوطن .
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
وكائن نقل المركزى ومؤسسة النفط الى بنغازى سوف يحل جميع مشاكل ليبيا…
كلامك صحيح 100%. المركزية = الاستبداد والعنصرية والدكتاتورية. وهي باب للشر والسرقة والخيانة. ولذلك جميع الدول الديموقراطية ، والمتحررة حقا ، والمتطورة ، والتي فيها حكم القانون والعدل والتنافس الشريف بين مواطنيها هي دول لا مركزية. نظام الحكومة المركزية كفر ؛ أما نظام الحكومة اللامركزية فهو الطريق المستقيم. المفروض يتم تقسيم ليبيا الى 10 أقاليم كاملة لا مركزية في جميع الامور من المالية الى الجباية الى الصرف الى جميع الخدمات. في كل اقليم حكومة لا مركزية منتخبة + مجلس تشريعي للاقليم منتخب + حاكم للاقليم منتخب من المواطنين مباشرة. أم ا الحكومة المركزية فتكون مسئولة فقط على الجيش + السياسة الخارجية + الأمن القطري العابر لأمن الأقاليم + ادارة الموارد السيادية كالنفط + الجمارك + الذهب. وتقسيم المال المتحصل عليه من الموارد السيادية على مواطني ليبيا بالكامل حسب عدد السكان. ويستلم كل اقليم نصيبه من ثروة الموارد السيادية كاملة كل عام وله كامل الحرية في انفاقها كيف يشاء داخل الاقليم. والحديث يطول قليلا في بعض التفاصيل. والكلمة الأخيرة هي أن كل من ينادي بنظام الحكم اللامركزي فهو مواطن صالح ومتعلم ومؤمن بالله والقرآن. وكل من ينادي بنظام الحكم المركزي فهو سارق بن سارق بن فاسد بن عميل بن ………كل الصفات السيئة في البشر. وماذا بعد الحق …… إلاّ الضلال.
عندي سؤال بالله عليكم اين المركزية التي تحكوا عنها …. لقد قمتوا بالبحث عن المركزية في طرابلس وعند اَهلها فوجدت … انعدام السيولة والدواء والعلاج وجوزات السفر والأضاحي و انعدام الامن والامان و النظافة وانعدام الجيش والشرطة فعن اي مركزية تتحدثون ….ان كُنتُم تتحدثون عن المليشيات و المختلسين و بائعي الوطن من الخفافيش و الفئران شياطين الانس لقد أتوا من جميع أنحاء البلاد و تمركزوا في طرابلس ان كانت هذه المركزية التي تتحدثون عنها انا معكم المفروض ان ترجع من حيث جاءت …ان كانت مركزية اخري بالله تعلمونا بها
مشكلة الشرق الليبي مزدوجة وليست المركزية بالأساس، المشكلة ان المجتمع قبلي يتأفف من المهن، ليس له إنضباطية في العمل وهذه ثقافة عربية أصيلة، حتى التجارة في الشرق الليبي يقوم بها من هاجر من المنطقة الغربية إلى شرقها، الجميع يريد ان يكون موظف في الدولة لا أحد يفكر في بناء مصنع أو فتح ورشة أو القيام بمشروع فهذه مهن وضيعة عند المجتمع القبلي، نقل جميع مؤسسات الدولة إلى بنغازي لن تحل المشكلة ومثال على ذلك نقل الضمان الإجماعي إلى بنغازي اليوم تراكمت ألاف ملفات ضم الخدمة والموافقة على المرتبات بسبب سؤ الإدارة، ثم ان تحريك إقتصاد المدينة لا يكون بمؤسسات الدولة بل بالمؤسسات الخاصة الصغيرة والمتوسطة وخير دليل مصراته في ليبيا وإسطنبول في تركيا وهامبورج وإسن في ألمانيا
يا جماعة : الرجل يتحدّث عمّا يجب أن يكون ؛ وليس عمّا هو كائن. وأنا كذلك هكذا. // وتعليق الاستاذ عيسى بغني ليس له علاقة بموضوع المركزية او اللامركزية. بل له علاقة بالتخلف الاجتماعي العام للمجتمع الليبي. وهو محق في ذلك. // غير أنه تلزم الاشارة الى أنه في المجتمعات المتخلفة من جميع النواحي تقع على الحكومة مسئولية قيادة التطور والبناء الاجتماعي في البلاد. وأنا أعتقد أن ذلك يكون ميسورا وناجحا أكثر عندما يكون الحكم في البلد حكما لا مركزيا كاملا. عندئذ تكون الحكومة قريبة من المواطنين ، وتأخذ المنافسة الشريفة بين قيادات النخبة والمتعلمين في الاقاليم في احداث تنمية اجتماعية وغيرها. الحكم المركزي يقوم على ميدأ ( أهل مكة أدرى بشعابها ). وتتحقق فيه شفافية أكبر ، ومصارحة أكبر، ورقابة شعبية أكبر. والشعوب كالشجرة تنمو بالتدريج ، وكالطفل تتعلم بالتدريج . والشعوب الآوربية كانت أكبر مسرح للقتل والظلم والاستبداد من منطقتنا. ولكنهم استفادوا من أخطائهم ، وصبروا على بعضهم ، وأهم شيء عملوه هو أنهم طبّقوا نظام القانون والعدل في حياتهم. وهو ما دعى اليه الاسلام منذ 1400 سنة.