ضربت أزمة إمدادات الأكسجين الطبي لمرضى كورونا المستجد، دولا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث قال الأطباء إن النقص أدى إلى وفيات كان يمكن تجنبها. ويتطلب إرساء منشاة للأكسجين الطبي 12 أسبوعا، فيما يستغرق تحويل أنظمة تصنيع الأكسجين إلى شبكة طبية وقتا أقل من ذلك.
ولكن دولا مثل البرازيل ونيجيريا وحتى في الدول ذات الكثافة السكانية المنخفضة، لم تقرر معالجة نقص الإمدادات إلا في الشهر الماضي، بعد أن اكتظت المستشفيات وبدأ المرضى يموتون.
في حالة من القلق يراقب الأطباء في نيجيريا حركة نقل اسطوانات الغاز في شوارع لاغوس المزدحمة، وتلجأ عائلات يائسة في العالم حتى للسوق السوداء من أجل التزود بالأكسجين، بينما لا تتحرك الحكومات إلا بعد اكتظاظ المستشفيات وموت المصابين بالعشرات.
في ولاية أمازناس البرازيلية ألقي القبض على زوجين محتالين،، بصدد إعادة بيع اسطوانات إطفاء الحرائق مطلية، لتبدو مثل اسطوانات الأكسجين الطبي، وفي بيرو خرج الناس في طوابير طويلة من أجل الحصول على اسطوانات أكسجين للأقارب المرضى.
أما في مصر وباكستان فلم تتحرك حكومتا البلدين لمعالجة الأزمة، إلا بعد وفاة 4 مصريين الشهر الماضي و6باكستانيين في ديسمبر.
وفي كامبالا عاصمة أوغندا اضطر الناس إلى استعمال اسطوانات أكسجين أتى عليها الصدأ، فتسبب ذلك في وفتة مريضين على الأقل، وفي هذا الخصوص اعتبرت صحيفة مونيتور أن الفساد كان السبب وراء وجود إخلالات في مستشفى العاصمة.
ويقول د.جون أدابي أبيا من منظمة الصحة العالمية، إن 2600 مركز أكسجين في إفريقيا جنوب الصحراء و69 محطة أكسجين عاملة تلبي أقل من نصف الحاجة، وهو ما أدى إلى وقوع وفيات كان يمكن تجنبها، خاصة بسبب الالتهاب الرئوي.وفقا لقناة يورونيوز.
وتقول المنظمة إن ما يقرب من 20 مليار دولار من أموال البنك الدولي المخصصة لمكافحة وباء كورونا المستجد، والموجهة لأفقر دول العالم لم يتم صرفها بعد.
وتنظر عديد البلدان إلى إمدادات الأكسجين على أنها أكثر القطاعات ربحية، وليس لاعتبارات صحية، لذلك لم تكن محط اهتمام المانحين الدوليين، وتتطلب مصانع الأكسجين فنيين وبنية تحتية جيدة، وتعاني الدول النامية نقصا في ذلك.
ويقدر خبراء الصحة أن نصف مليون مريض في الدول النامية يحتاجون إلى أكثر من مليون اسطوانة أكسجين يوميا، والدول التي لديها صناعات تعدين يمكنها تحويل أنظمتها إلى إنتاج الأكسجين الطبي بحسب منظمة الصحة العالمية، وفي إبريل الماضي أعادت الهيئة التجارية في الهند تعديل استعمال اسطوانات التخزين الصناعية، بسبب النقص الحاصل في المستشفيات، وهو ما مكن من إنقاذ آلاف الأرواح.
اترك تعليقاً