يقول المثل الشعبى الليبى (بيت الزر أمهدّوم) .. حيث يُقال هذا المثل عندما يجتمع البعض من الوجهاء والحكماء من أجل تقريب وجهات النظر بين الزوجين اللذين زادت بينهما الخلافات مما دعت الضرورة للتدخل من قبل أطراف أخرى أو إحلال الوفاق والمصالحة والتقريب بين زوجين متخاصمين لأن أحدهما يرفض العودة للطرف الآخر، حيث يحاول أحد الحكماء المُخضرمين أن يضغط على الميعاد بضرورة عودة كل منها للآخر وهنا تتوتر الأمور ويرفع أحد الحكماء صوته عالياً بقوله (يا وجوه الخير بيت الزر أمهدوم) أى ، حتى ولو رجع أحد الزوجين الرافض لإعادة المياه إلى مجاريها والأمور كما كانت لن يستقر وضعهما حسب ما سمعناه من كل واحد منهما على حده ، وهنا يطلب أحد المشائخ الأجلاء الكلمة ويوضح بقوله أن الزوجة لديها أسبابها الجوهرية ، فيقاطعه آخر بقوله غناوة علم (إللى ما بلاه أتحمل ** تقديعك على عيبا خطا) وهو من طرف الزوج لا شك فى ذلك مُدافعاً عنه أى كأنه يقول أن الزوجة لن تتحمل الإبتعاد عن زوجها وكأنه متأكد من ذلك ، يرد أحد من أهل الزوجة بقوله (إن غاب ما عليه سوال ** وإن جاء كى مرزوق عندنا) ) أى يُلمّح بقوله إن إبنكم لم تعد له قيمة عند إبنتنا فهو زواج لم يكن موفقاً ولا مقبولاً من صاحبة الأمرنفسها (أحصلنا فيكم والله غالب) !! ويرد الآخر نحن لم نضربكم على أيديكم وإذا كان الأمر كذلك ردوا علينا هدايانا وما صرفناهم على إبنتكم !! ، ويشتدد الجدل بين الحكماء ويكرر الذى فتح الميعاد قائلاً ألم أقل لكم (بيت الزر أمهدوم) أى أن البيت سيُهدم لا محالة ويومها ستجدون أنفسكم أمام ميعاد آخر وهكذا !! وعليه يتطلب الأمر من الآن فك الإرتباط نهائياً وكل واحد منهما يذهب لحاله (لا عيب لا سيات) فربما سيجد نصيبه مع طرف آخر وينعم بحياة هادئة وهناك من يفضل البقاء وحيداً دون تدخل طرف آخر يُعكر صفوه وينغص عليه حياته بعد أن ملك أمره فى يده فجمال الديمقراطية الزوجية أن تعيش بداخلك لا أن تعيش فى أحلامها بفضل الغير حيث يصبح ذلك الفضل والجميل (مسمارجحا).
أهلنا فى الزمن الماضى أحياناً تأخذهم العزة بالإثم و كانت لديهم قناعات متوارثة فى الحياة ألإجتماعية ومنها إستخدام ما يسمى (بيت الطاعة) نتيجة لعدم الوعى الثقافى بالأمور الحياتية والإجتماعية وهو فى حقيقته ظلم صارخ يقع على المرأة والتى تفقد فى مايسمى بيت الطاعة حقوقها الإنسانية كإنسانة التى من حقها أن تختار شريك حياتها وأن تنعم بالتوافق معه فى الكثير من الأمور وأن تجد فيه الصفات التى تتمناها فى هذا الشريك الذى لم تجلس معه وتتعرف عليه عن قرب ، ولكن هناك عقليات مٌتحجرة كانت تنظر للمرأة عبارة عن تابع ليس من حقه الإعتراض فعندما ترفض الزوج الذى أُجبرت عليه غصباً عنها ويتم الزواج تحت ضغوط إجتماعية من كل جانب أو زواج مبنى على المصلحة تضطر أحياناً للرفض المطلق للتعايش معه والخلاص منه عندما تكتشف فيه أمور يصعب قبولها وأن هذا الزوج لا يتوافق معها فى أى شئ ، ومن هنا يأتى أمر آخر وهو كرامة الزوج الجاهل المُتخلف حيث يسيطر عليه غروره وأنفته وكبرياؤه بأن يُصر على رأيه ويطلبها فى ما يسمى بيت الطاعة تحقيراً لها وإمتهاناً لشخصيتها وكرامتها ، فإذا كانت قوية وتمتلك الشحاعة للدفاع عن نفسها بقوة وأمرها فى يدها ، فلن ترضخ لتلك التهديديات أو الإغراءات بجميع أنواعها إذا كان الزوج ميسور الحال ويخاف من الإشارة إليه بالبنان من أنه قاصر وغير كامل الرجولة وهو السبب الرئيسى الذى يُذكر فى مجتمعنا فى مثل هذه الحالات عندما تطلب المرأة أن (تخلع زوجها) بالرغم من أن هناك أسباب كثيرة تعرفها المرأة أكثر من الرجل . سامحونى على الإطالة ولكن الموضوع يتطلب مدخلاً وإننى أعلم أن هناك قراء أعزاء يفضلون الوصول للهدف بطريقة سريعة ومباشرة.
كانت لى مقالة تحت إسم (أمريكا وسياسة كلكم أولادى ما دمتم فى طاعتى) لم اتطرق فيها لمعنى الطاعة التى أقصدها فى مقالتى وما أريده من خلال تلك العبارة ، ولكن الأمور بدأت تتسارع و يبدو أن بيوت الطاعة التى يٌستدعى إليها ساستنا الجدد برضاهم أو ربما بدون إرادتهم تتطلب الإشارة إليها ليس طعناً ولا قذفاً وإنما نقداً إيجابياً المراد به كرامة ليبيا أولاً وأخيراً وهى فوق كل إعتبار ، إننى أتذكر أنه قد كانت مثل هذه الإستدعاءات أو الأوامر كما يحلو للبعض تسميتها تحدث فى ليبيا فى السابق أيام القذافى عندما كان ينصب خيمته فى الأعياد الدينية وهو أبعد عن الدين كبعد السماء عن الأرض ويصدر تعليماته لمدير مكتبه بأن يبدأ أتباعه وخُدامه الذين يحتقرهم جميعاً بالحضور وتقديم الولاء والطاعة وتقبيل الأيادى فيتوافدون فى طوابير منظمة فى هدوء طلبة المدارس ينشدون ويهتفون (علم يا قائد علمنا بيش إنحقق مستقبلنا) ، نعلم جميعاً وبدون مزايدة أن لا أحد من أولئك الوزراء والساسة من يستطيع أن يقول لا لن أحضر !! بل العكس هناك من يزعل ويأخذ على خاطره لأن إسمه لم يرد فى المطلوبين لتقديم الولاء والطاعة!!
أقول … الشئ بالشئ يذكر فنحن اليوم فى وطننا نعيش مناخاً جديداً يقال عنه الديمقراطية والحرية والأمن والأمان إذا كان ساستنا فعلاً إستطاعوا أن يحققوا جزء من ذلك ، غير أن فترة النظام السابق لم تكن بها ديمقراطية ولا حرية بل ديكتاتورية حمراء ويمكن أن يكون ذلك مبرراً للخوف والإنحاء ، أما اليوم عندما يتهافت ساستنا ورئيس حكومتنا ويتسارع رؤساء كياناتنا السياسية للفوز بالسلام والتحية على ضيف فى وطنهم بأحد الفنادق وهم على رأس هرم السلطة سادة فى وطنهم فما هو تفسير ذلك ؟ !! ونحن نعلم أن إكرام الضيف لا يعنى أن تفقد أمامه هيبتك وتسلم له أمرك ، وإذا كان ذلك من أجل تقديم الشكر والعرفان فليس هناك أى مشكلة فالأمر له طقوس وأعراف دبلوماسية يمكن لساستنا أن يسألوا أهل الذكر إذا كانوا لا يعلمون ـ أما إذا كان سعادة الضيف فى يده زمام الأمر فى ليبيا فليعلم ساساتنا أولاً قبل غيرهم بأن زمام الأمر فى يد الليبيين الذين هم على إستعداد للقتال مرة أخرى من أجل كرامة وحرية ليبيا.
أيها السادة .. اقول … أن بيوت الطاعة قد كثرت وبدأ أصحابها يهلٌون علينا بين يوم وآخر يسبقهم إعلامهم فى القنوات الفضائية المتاحة بأنهم جاءوا من أجل الوفاق بين الساسة الجدد لكى (ياكلوا على قصعة واحدة دون خلافات ) !! وبالرغم من رفض كل ليبى وطنى حر لهذا المبدأ وهذا المفهوم الذى يسلب الكرامة والعزة من الأحرار والشرفاء ، إلا أننا يمكن أن نقبل ببيت طاعة واحد إن أردنا أن نطأطأ الرأس وأن تُسلب إردادتنا فعلينا بالكبير لأن (الكبير ديما كبير) وخصوصاً عندما قرأت فى بعض الوكالات العالمية أن أمريكا هى من خططت للقاءات أصحاب بيوت الطاعة جميعهم بطرابلس وهذا يدل على إهتمامها بنا ورعاية مصالحنا . أستميحكم عذراً مرة أخرى فنحن عصارى ولا نقبل على أنفسنا بأن نُجر مثل النعاج إلى بيوت الطاعة بهذا الشكل ونتفاخر فى لقاءاتنا الصحفيه بقولنا نحن من جئنا هنا بإرادتنا من اجل إحترامنا لسعادة صاحب بيت الطاعة وخوفنا عليه وعلى حياته ، وآخر يقول لقد جاءوا جميعاً لتهنئتنا بتحرير وطننا ونجاح إنتخاباتنا (سلامات يا ليبيا) ، وآخر تركته لا زال يجهز نفسه للكلام وشاهدته وهو يتمتم ويراجع ما يريد قوله فى سره فى طابور بدأ من جناح (سى السيد) وحتى باب فندق الخمسة نجوم بطرابلس!!
وخيراً … أتوجه إلى مشائخنا وحكمائنا وعواقلنا وثوارنا أبطال التحرير الذين قادوا المعركة بإقتدار .. هل تقبلون هذا الأمر ؟؟!! على أبناء ليبيا الذين رفعوا السلاح وليس فى جعبتهم أى أجندات خارجيه سوى ما تحصلوا عليه من ذخيرة يقاتلون بها القذافى ليخلعونه من جذوره سيئة المنبت والصيت ، فعندما كان أولئك الأبطال على الجبهات ، كان هناك من يترددون على دولة صاحب السعادة أيام المعركة ليضخ لهم فى جيوبهم مئات الآلاف من العملة الصعبة !! فنحن شعب كفانا تبعية وأجندات خفية وتسلط من الداخل راح ضحيته الآلاف من أحرار ليبيا تهجيراً وطرداً وحرماناً وإنتهاكاً للحرمات قاومه أبطالنا وحرروا الوطن ، فهل سنتيح الفرصة لساسة جدد ربما بأجندات خفية سيجعلوننا ننحنى غصباً عنا وندخل بيوت طاعة متعددة كل حسب هواهم ومصلحتهم ولهذا أنا كمواطن ليبى سأعيد حساباتى وأراجع نفسى فى تسجيل إسمى كعضو فى أحد هذه الكيانات السياسية التى لا زالت تٌخفى الكثير بين طيات ملفاتها والله على ما أقول شهيد … كما أطالب أحرار ليبيا وشرفائها أن يعتمدوا على انفسهم وأن يكونوا يقضين فربما تُسرق ليبيا من بين أيدهم وهم فى غفلة من أمرهم … والله من وراء القصد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
يارجل قول كلمة خير خيك امنكدها بيوت طاعة شنوا الليبيين قلوا كلمتهم خلاص ابعدين احنا في اكبر بيت طاعه وهو امريكيا الو كنت منصف معاي المفروض ما عندنا شي اسمه ديمقراطيه احنا مسلمون وشريعتنا القرءان الكريم ودستورنا ديننا لكن للاسف كتير من المتقفين والدكاتره الدين درسوا في الخارج يخشون من كلمة تحكيم الشريعه لست ادري هل حبهم لحياة الغرب احدت هدا الخوف فيهم ام حرصهم علي الكراسي الزائله ام هو اسلامهم بالهويه فقط نصيحه اقرء كتاب الله جيدا مع التدبر والخوف من الله عنددها اظن سوف تعلم الحاله التي نحن وصلنا اليها
سيد أبويحيى … الإيمان فى القلب كما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .. والإيمان ليس عملية نسبية ولا يمكننا أن نقول أن فلان مؤمن بنسبة (60%) أو 80(% ) ولا يمكن لإنسان مسلم أن يقيّم إيمان مسلم آخر لأن هذا الأمر إختص به ألله تعالى ، أما القرآن كتاب الله كثير من هم يقرأونه وقليل من هم يفهمونه ، فكم من قارئ للقرآن ليس بإستطاعته التمعن فى آياته بينما عالم ومثقف قادر على تفسيره علمياً وبإستطاعته شرحه لمن حوله ، نسأل الله تعالى الهداية للجميع .