اهتمت الصحف الإماراتية الصادرة صباح اليوم، في مقالاتها الافتتاحية بـ ” مؤشرات الانتخابات الليبية ” مؤكدةً أن ليبيا تسير في الاتجاه الصحيح، وقطعت فيه أشواطًا مقدرة ومبشرة في آن لكن مشوار بناء الدولة طويل وشاق ويحتاج صبرًا وتحملًا سواء من جانب الشعب أو قيادته السياسية من أجل ” ليبيا المستقبل”.
وتحت عنوان “مؤشرات الانتخابات الليبية”، قالت صحيفة “الخليج”، “إن نتائج الانتخابات التشريعية الليبية تشير وفق ما أعلن عنها حتى الآن إلى “فرملة” اندفاع التيارات الإسلامية، و تحقيق “التحالف الوطني” للقوى الوطنية والليبرالية فوزًا بينًا في حين كانت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات تشير إلى حتمال انضمام طرابلس لركب تونس والقاهرة والرباط، بحيث يكتمل عقد شمال إفريقيا إسلاميًا، بما يعنيه ذلك من تغيير في البيئة السياسية العربية أو في جزء منها على الأقل باتجاه هيمنة الأفكار التي تستند في غالبيتها إلى ما يمثله “الإخوان” من عقيدة وفكر وبرنامج.
ورأت أن الاتجاه لتثبيت فوز “التحالف الوطني” من شأنه أن يقطع هذا الحبل الذي كان منتظرًا له أن يربط أقصى شرق شمال إفريقيا، بأقصى غربها كما أنه جاء ليعطي مؤشرًا في المقابل مفاده أن القوى الوطنية والليبرالية العربية، لديها القدرة على العمل في اتجاهات مختلفة.
وأكدت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أن نتائج الانتخابات الليبية، تصلح لأن تكون مؤشرًا على انتخابات مقبلة قد تجري في دول عربية وعلى قدرة القوى الوطنية والقومية والليبرالية، على استرداد زخمها ودورها ، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية المصرية السابقة، وما حققه حمدين صباحي مثلًا من نتائج تحمل مؤشرات مستقبلية على مسارات مختلفة غير السائد من بروز تيار واحد.
من جانبها أكدت صحيفة “البيان” أن المستحقات التي تنتظر جميع الليبيين بعد الوفاء بملف الانتخابات كثيرة ومتعددة الأوجه، و أن عمودها الفقري قطعا ملف الأمن الشائك الذي عانت منه البلاد هونًا خلال فترة ما بعد إسقاط نظام القذافي فما سال من دماء زكية وطاهرة وبريئة إبان الحرب مع النظام السابق تكفي وزيادة داعية جميع الليبيين إلى التكاتف والعمل يدًا واحدة في سبيل استتباب الأمن.
وتحت عنوان “ليبيا نجاح اقتراع والطريق طويل” أوضحت أن ساعات لا أكثر ويكشف الستار عن النتائج النهائية للانتخابات في ليبيا والتي أظهرت نتائجها الجزئية تقدمًا أو ربما اكتساحًا على ما تتناقله الأنباء للتحالف الوطني بقيادة رئيس الوزراء السابق “محمود جبريل” ،لكن يبقى الأهم أن البلاد وبإنجازها خطوة الاقتراع تكون قد خطت وتخطت في الوقت ذاته أولى عقبات التحول إلى المسار الديمقراطي المنشود بعد أكثر من أربعة عقود من حكم ديكتاتوري متسلط.
وقالت “نعم من الطبيعي أن تختار صناديق الاقتراع تكتلًا ما لقيادة البلاد في أولى مراحل ما بعد القذافي ، لكن المتطلب وبضرورة ربما أن يأتي برلمان ليبيا الجديد ممثلًا لكل طوائف المجتمع وفئاته دون أي عزل أو إقصاء لأحد لأن ليبيا الغد التي يحلم بها الجميع لن يبنيها أحد بمفرده إذ لابد من تكاتف الأيادي جميعها ونبذ الفرقة والعصبيات القبلية والجهوية”.
وأضافت أن الاقتصاد يبقى أيضًا معضلة أساسية إذ لا أمن بلا اقتصاد، فالموارد الليبية تحتاج العقول المدبرة لتخرج الخيرات من باطن الأرض، إلى ظاهرها، ليحس المواطن أنه قد جنى ولو بعض مغانم من ثورة كلفته الكثير.
وأكدت “البيان” في ختام افتتاحيتها أن ملفي استكمال مؤسسات الدولة والاقتصاد الأهم خلال المرحلة المقبلة فيما يبقى اتفاق الليبيين على دستور جديد يمثل الجميع.
اترك تعليقاً