أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا السبت (7 تموز/ يوليو 2012) إن 101 مركز اقتراع من إجمالي 1554 لم يفتح أبوابه بسبب أعمال تخريب، خصوصاً في شمال البلاد. وقال رئيس المفوضية، نوري العبار، إن “94 بالمائة من مراكز الاقتراع فتحت أبوابها”، موضحاً أن العملية الانتخابية بدأت في 1453 مركزاً.
وفي مدينة بنغازي بشرق البلاد – وهي مهد الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي العام الماضي، التي تسعى حالياً للحصول على مزيد من الحكم الذاتي من الحكومة المؤقتة في طرابلس – اقتحم محتجون مقرات انتخابية وأحرقوا المئات من أوراق الاقتراع.
وقال شهود إن محتجين اقتحموا مقراً انتخابياً بعد وقت قصير من بدء التصويت، وأحرقوا علانية المئات من بطاقات الاقتراع في مسعى لتقويض مصداقية الانتخابات. وونقلت وكالة رويترز عن عامل محلي في مفوضية الانتخابات قوله أن صناديق اقتراع سرقت من مقرين انتخابيين آخرين في بنغازي.
وقال إسماعيل المجبالي، وهو مسؤول محلي في مفوضية الانتخابات، إن رجلاً أصيب بالرصاص في ذراعه عند مقر آخر هاجمه محتجون. وفي العاصمة طرابلس اتسم التصويت بالسلاسة، وتعالت صيحات التكبير داخل مقر انتخابي بإحدى المدارس عندما أدلت أول امرأة بصوتها، بينما كان الضجيج يملأ المكان بسبب ثرثرة الناخبين المصطفين في انتظار دورهم.
وقالت زينب مصري، وهي معلمة تبلغ من العمر 50 عاماً، عن أول تجربة تصويت لها في حياتها: “لا يمكنني وصف هذا الإحساس. دفعنا الثمن شهيدين في عائلتي. متأكدة من أن المستقبل سيكون جيداً وليبيا ستنجح”. كما ذكر محمود محمد: “أنا مواطن ليبي في ليبيا حرة … جئت اليوم لأدلي بصوتي بديمقراطية. اليوم أشبه بالعرس لنا”.
استياء في شرقي البلاد
في حين يشعر كثير من أبناء شرق ليبيا بالغضب من تخصيص 60 مقعداً فقط للشرق في الجمعية الوطنية، مقابل 102 مقعد للغرب. ويقع الجزء الأكبر من قطاع النفط الليبي في الشرق.
هذا وعطلت جماعات مسلحة في شرق ليبيا أمس الجمعة صادرات البلاد من النفط للضغط من أجل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي، عشية أول أيام الاقتراع. وتعطلت ثلاثة موانيء تصدير رئيسية على الأقل، فيما أشار حامد الحاسي، رئيس المجلس العسكري لإقليم برقة، لوكالة رويترز إن البلاد ستكون في حالة شلل لأن لا أحد في الحكومة يستمع لهم. كما أكد عماد السايح، نائب رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أنه لا يوجد أمن في البلاد.
وينتشر القلق في كل مكان، ففي الكفرة بالجنوب المعزول حالت الاشتباكات القبلية الشرسة دون تمكين مراقبي الانتخابات من زيارة مقار اللجان، بينما يتساءل البعض عن إمكانية إجراء انتخابات في بعض المناطق هناك. وفي سرت، مسقط رأس القذافي، يغلب مزاج غير إيجابي على الانتخابات، إذ يقول البعض إنهم لن يشاركوا في التصويت.
وبينما يقول محللون أنه من الصعب التنبؤ بشكل الجمعية الوطنية، إلا أن أحزاباً ومرشحين ذوي توجهات سياسية بعينها يهيمنون على المشهد، بينما يترشح عدد قليل من العلمانيين. ومن المتوقع أن يحقق حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، نجاحاً في الانتخابات.
وسيختار الناخبون جمعية وطنية تتألف من 200 عضو، والتي ستتولى مهمة انتخاب رئيس للوزراء ومجلس للوزراء قبل تمهيد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية كاملة العام المقبل في ظل دستور جديد. يشار إلى أن مراكز الاقتراع ستغلق أبوابها في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، السادسة مساء بتوقيت غرينتس، لكن لا يتوقع ظهور نتائج أولية ذات معنى قبل غد الأحد.
(ع. ج / رويترز، آ ف ب)
اترك تعليقاً