تدخل ليبيا مرحلة انتخابية تعترضها الكثير من الصعوبات. هناك من يدعو إلى تأجيل هذه الانتخابات. هل أن تأجيلها وارد؟
تأجيل الإنتخابات وارد ولكن هذا لا يعني أنه ايجابي. هو وارد لأن بعض الأطراف ربما ستستفيد من عملية التأجيل. من بين هذه الأطراف المستفيدة نجد “المجلس الوطني الانتقالي” الذي يحاول أن يثبت أن الحالة الليبية أمنيا وسياسيا حالة غير مستقرة وأن استمراره ضرورة.
هناك أيضا بعض الفرق التي تستقوي بمسألة تسجيل المقاعد في مناطق طرابلس وبرقة وبنغازي. أعتقد أنها تمرر الكرة لأطراف أخرى بهدف التأجيل. مسألة المقاعد التي رفعها البعض في المنطقة الشرقية، وهو ما يعرف على الساحة السياسية بــ”التكتل الفيدرالي” أو “مجلس برقة”، هي ذريعة ربما الهدف الأول منها هو إنجاز حالة من الانشقاق والفوضى في ليبيا للصول إلى شكل من أشكال الانفصال.
ما نشهده الآن في ليبيا وتحديدا مع المجموعة الفيدرالية يشبه عملية “كسر العظم” وكسب المساحات. هناك أطراف تضغط بقوة على نقاط موجعة.
من المستفيد من إمكانية تأجيل الانتخابات أو محاولة تأجيلها؟
هناك عدة أطراف مستفيدة من هذا التأجيل بل إن البعض أعد نفسه للاستفادة من انتخابات تحصل في وقتها أو انتخابات قد تؤجل. هناك أطراف ترتع في مجال الفوضى الذي يوفر لها أكبر قدر من الحرية والعمل والتحرك للسيطرة على بعض مؤسسات الدولة الليبية.
هناك أيضا أطراف مسلحة تمثلها بعض التيارات الإسلامية. وربما عملية تسريع بناء الدولة الليبية عبر الشرطة والجيش لا يساعدها على الاستمرار في مشروعها. هناك أطراف تعرف أن هذه المرحلة لن تكون مفيدة لها وبالتالي فإن تأجيل الانتخابات سيكون لصالحها لأنها تحتاج إلى وقت لتقوية عضلاتها.
هناك مشكلة تتصل بالطرف الفيدرالي الذي يستعمل الانتخابات لرفع مطالبه. أصبح هذا الطرف يتحدث عن حسابات تتصل بالثروة الإقليمية وعن مبدأ الاعتراف الدولي ويناشد الأمم المتحدة بالتدخل. لو دخل الطرف الفيدرالي في شكل جسم سياسي أو حزبي رهان الانتخابات فلن يفوز فيها وبالتالي هم في وضع حرج. وإلغاء هذه الانتخابات أو تأجيلها يوفر له الأجواء الطيبة خاصة في المناطق الشرقية.
اترك تعليقاً