المصدر: صحيفة الشروق الجزائرية
كشف منصور مسعود، الناطق الرسمي للحركة الشعبية الوطنية الليبية، التي أسسها أنصار النظام السابق، عن الخطوط العريضة لبرنامج عمل هذه الحركة الجديدة الوفية لأفكار القذافي، وهاجم منصور مسعود المقيم في القاهرة، في هذا الحوار الذي أجرته معه “الشروق” عبر الهاتف، كل من قذّاف الدّم والصّلابي اللذان التقيا مؤخرا في إطار لقاءات المصالحة، كما قال إن حكام ليبيا الجدد الذين جاء بهم الناتو لن يستمروا في حكم ليبيا.
أولا ماذا عن التنظيم السياسي الجديد الذي أعلنتم عنه؟
الحركة الشعبية الوطنية الليبية، هي حركة شعبية سلمية، تمارس النشاط السياسي، لتوحيد صفوف القبائل الليبية الشريفة التي قاتلت الناتو من أجل تحرير ليبيا، وقد تم إعداد كل كوادرها، وسيتم في القريب العاجل، عقد مؤتمر عام للحركة يضم كافة الإطارات الليبية الحرة، التي شاركت في صد الهجمة الصليبية.
كيف تم تجميع هؤلاء المعارضين لنظام الحكم الجديد في ليبيا، وما طبيعة هؤلاء، وهل كانوا كلهم مسؤولين سابقين في نظام معمر القذافي؟
الأزمة التي عاشها الليبيون أفرزت قيادات حقيقية للشعب الليبي، وهناك من كان في النظام السابق، وعموما فإن قيادات هذه الحركة الجديدة هي قيادات شابة، وهي تفكر في مستقبل ليبيا ولا تفكر بالثأر أو شيئ من هذا القبيل، وهي تسعى إلى تحرير ليبيا من هؤلاء الناس، وتسعى إلى تحرير القرار السياسي الليبي، وإعادة ثروات الليبيين لليبيين.
إن حكام ليبيا الجدد، الذين جاؤوا على أجنحة طيران الناتو لن يستطيعوا حكم ليبيا، لأنه ليس لهم جذور في الأرض الليبية، القبائل الليبية الشريفة التي قاتلت الناتو ثمانية أشهر لن ترضى بهم، وإذا انتهى الدعم اللوجسيتي الغربي سيخرج هؤلاء الناس من ليبيا خلال 24 ساعة بلا قتال، ليبيا ستخرج قياداتها منها ولن تستوردهم.
تتكلمون عن تحرير ليبيا، ما هي آليات هذا التحرير، وهل ستنتهجون منهجا سياسيا أم سيكون بالقتال؟
نحن حركة سياسية وبالتالي منهجنا سياسي في تحرير ليبيا، وفي كشف عورات هؤلاء الناس، وفي أخذ حقوقنا السياسية وذلك لن يكون بالاعتراف بهؤلاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات، وأي شخص يجلس مع هؤلاء الناس ويعترف بهم لن نتعامل معه، هم من يستجدي اعترافنا بهم وليس نحن، نحن جذورنا في الأرض ولنا أهلنا هناك وتاريخنا، وهم الذين جاؤوا بطيران الغرب وجاؤوا بالمرتزقة القطريين. إن الذين يسيطرون على ليبيا اليوم فسيفساء متناقضة وسيتناحرون بينهم.
لكن حدثت فعلا لقاءات في القاهرة بين ممثلين عن المجلس الانتقالي ومؤيدين للنظام الليبي السابق، كيف كان موقفكم في الحركة الشعبية من هذه اللقاءات وهل كنتم طرفا فيها؟
هذه اللقاءات حدثت فعلا، بين حركة الإخوان المسلمين التي يمثلها الصّلابي وبين أعضاء من النظام السابق، الذين لا يسعون إلا إلى تأمين أنفسهم، وهؤلاء لا يمثلون أحدا في ليبيا.
هل تقصد قذاف الدمّ؟
قذاف الدم خان معمر القذافي، ولا يمكنه أن يمثل الليبيين، هو الآن يريد أن يحول نفسه إلى بطل تاريخي، والليبيون يعرفون جيدا من هو أحمد قذاف الدم، والقبائل الليبية هي التي ستفرق بين الوفي والخائن، ومن يخون رفيقه لن يستأمنه الشعب الليبي على مستقبله.
ولو جاء الصلابي بالموافقة على كل النقاط التي طرحت في هذه اللقاءات من المجلس الانتقالي، فإنه لن يستطيع تطبيق شيئ منها، لأن هؤلاء ليسوا جسما واحدا، من يحكم ليبيا هم ميلشيات في الأرض فهل يستطيع الصلابي، أن يمرر هذا المشروع على كتائب مصراتة، وكتائب الزنتان والزاوية وطرابلس وعلى القاعدة في ليبيا، هذه اللقاءات مجرد استهلاك سياسي.
تصور أن أهم نقطة تم اشتراطها في هذه اللقاءات هو استخراج جثمان الشهيد معمر القذافي وإعادة دفنه فقط، تم تجاهل هذا الطلب في التصريحات الرسمية، وهذه بداية التزييف، الصلابي ورفاقه خدعوا سيف الأسلام من قبل، وتمكنوا من الدخول في مؤسسات الدولة الليبية، وخانوه بعد ذلك، أعضاء المجلس كلهم كانوا مع سيف الإسلام، وأنا أقول أن الليبيين تجاوزوا هؤلاء جميعا، الناس على الأرض لا يحترمون المجلس الانتقالي ولا يعتبرونه ممثلا لهم.
عندما تتكلم عن الناس على الأرض، هل تقصد هؤلاء المسلحين الذين يسيطرون على ليبيا؟
أقصد القبائل الليبية الشريفة التي قاتلت الناتو، هؤلاء يقومون حاليا باستبدال المجالس، ويمارسون الرفض المدني علنا، وسيفاجأ العالم بما هي عليه الصورة الحقيقية في ليبيا، والحراك ينمو تدريجيا؟
هل أنت على اتصال بأبناء القذافي المتواجدين في الجزائر والنيجر؟
عائلة القائد قيمة تاريخية للشعب الليبي، ونحن نكبر استضافة الجزائر لهذه العائلة، وحكام الناتو لن يستطيعوا أن يلغوا القيمة التاريخية لهذه العائلة، معمر القذافي هو باني ليبيا الحديثة، وليبيا بعد القذافي أصبحت خمس دويلات، لذلك نحن نعتبر أن عائلته مقدسة، من “بن أزير ليبيا” عائشة القذافي إلى كل إخوتها الشرفاء.
لم تجبن على السؤال، هل لكم اتصال بهم؟
هناك فرق بين الاتصال الشخصي والاتصال التنظيمي، فالاتصال الشخصي موجود لكن الاتصال التنظيمي، فإن العائلة ملتزمة بالظروف الموضوعية التي تمر بها في الجزائر، وعندما تحين الفرصة فإن معمر القذافي ليس عائلة، وسنكون كلنا أبناء معمر القذافي.
ما هي فلسفة الحركة التي أسستموها وهل تقترب من فكر الجماهيرية والسلطة الشعبية أم هي نموذج آخر؟
الأساس الفكري نفسه، لكن الليبيين هم من يقرر طبيعة النظام الذي يحكمهم، وهذا عندما يتم اجتثاث آثار الناتو من ليبيا. فإذا أراد الليبيون الملكية لهم ذلك، وإذا أرادوا الحكم الجمهوري لهم ذلك.
وماذا عن المؤتمر الذي تحضرون له؟
يجب أن تعلم أن حركتنا هي حركة التحرر الوطنية الوحيدة في التاريخ التي يقف ضدها العالم أجمع، عدا بعض الدول، وهذه الظروف الصعبة تجعل اللقاءات المباشرة أمرا مستحيلا، غير أن الصورة واضحة وسيتم الإعلان عن هذه الحركة في العديد من الدول التي تسمح لنا بالتواجد، ولدينا العديد من الوعود بذلك، وهذا بعد أن رأى الجميع خطورة الواقع الجديد في ليبيا. وعليه فستعلن مكاتب الحركة قريبا وسيعمل كل مسؤولوها في العلن.
لكن ما هي الدول التي سيكون لكم وجود قوي فيها؟
من الأفضل لنا أن لا نجيب حاليا عن هذا السؤال.
لكن نحن نعلم أن النظام الليبي السابق، كانت له علاقات قوية جدا مع دول أمريكا الجنوبية مثلا؟
اليوم حوالي 2 مليون ليبي منتشرون في العالم، وهذا عكس الأرقام التي تعلنها الأمم المتحدة، والتي تزعم وجود 10 آلاف لاجئ فقط، في مصر وحدها هناك مليون وثمانمائة ألف، وفي تونس يوجد أكثر من أربعمائة ألف. فثلث الشعب الليبي يوجد خارج ليبيا وهذه قضية لا يريد العالم أن يعترف بها. وفي سجون ليبيا يوجد 30 ألف سجين، ويوجد عشرات النساء والأطفل في السجن كذلك، دون الحديث عن التهجير وتدمير المدن، أية ثورة وأية حرية هذه التي تأتي بكل هذا الدمار؟
لكن تابعنا كلنا ما حدث في ليبيا، ولا حظنا أن الكثير من التجاوزات التي ارتكبتها الميليشيات كانت رد فعل عن تجاوزات وجرائم ارتكبها أنصار القذافي في بدايات الثورة؟
بعد قرابة عام من انتهاء المعارك نستطيع أن نتحقق إزاء ما حدث، نتحداهم أن يأتوا بدليل واحد على ما ارتكبته قوات الشعب المسلح في ليبيا، حتى أولئك الذين كانوا في السجون خرجوا سالمين ولم يتعرضوا لشيئ، ثم إن رئيس أركان جيشهم حاليا كان في السجن ولم يمسسه أحد.
لكنهم عثروا على العديد من المقابر الجماعية بعد سقوط طرابلس؟
فليأتوا بالأمم المتحدة لتشهد على ذلك، المقابر الجماعية التي كشفوا عنها هي لأشخاص هم من قتلهم، الجثث التي ظهرت كانت حديثة، يستطيع علماء التشريح أن يحددوا التاريخ الذي قتل فيها أصحاب الجثث، حجم الجرائم الذي اقترفها هؤلاء لم يحدث في تاريخ البشر، هذه حقيقة وليست مبالغة. وبالمناسبة أقول لك أن الغرب سيندم على ما فعله لأن “القاعدة” الآن متواجدة بقوة في ليبيا، وبيدها مناجم السلاح الليبي، وأنا أخاف حتى على الجزائر، فأحد أمراء القاعدة وهو مختار بلمختار كان قبل أسبوعين عند عبد الحكيم بلحاج، ونحن نخاف على كل هذه الدول من القاعدة التي تزداد قوة يوما بعد يوم.
ربما الغرب يتعمد تقوية القاعدة حتى يتاح لهم التدخل في أي بلد؟
القاعدة الآن ليست مجرد بعبع، هؤلاء مقاتلون لهم عقيدتهم وهم ليسوا بالضرورة عملاء للغرب، وهم خطر على كل الناس.
هل لكم اتصال بمدير المخابرات السابق عبد الله السنوسي، وهل يوافقكم على هذا المشروع؟
ليس لنا اتصال بالمناضل السنوسي ولا نعلم ظروف اعتقاله وهل هو فعلا معتقل أو حر.
هل تقرون بأن النظام الليبي السابق، كانت له أخطاؤه وتجاوزاته وجرائمه أم تضعون كل التهم الموجهة إليه في خانة المؤامرات؟
قضية “لوكربي” حلت أمام العالم، وهذا أمر نتركه للتاريخ، لكن الوقائع التي جاء من أجلها الغرب إلى ليبيا، والتي تقول بأن القذافي يقصف شعبه بالطيران، فهذا لم يحدث على الإطلاق، ولم يثبت أن القذافي جاء بالمرتزقة، إن جنوب ليبيا كله أسمر، وقد كانت هناك حملة لاجتثاث كل من هو أسمر، وكأن كل الليبيين من الشمال، أين 186 مليار دولار التي قيل إنها ملك لمعمر القذافي، لقد اكتشف العالم أنها ملك للشعب الليبي، لم يجدوا 10 دراهم لمعمر القذافي في أي بنك في العالم، القذافي أثبت للعالم أنه رجل صاحب فكر ونظرية، وقد يكون الخطأ في التطبيق من طرف النظام السابق والنظام السابق ليس القذافي، وإنما هو الذي كان يحكم في ليبيا، لأن القذافي كان قائدا للثورة الليبية، ومن كان يحكم ليبيا هم الذين سرقوا ليبيا الآن ويتبجحون بها في الفنادق ويدعون أنهم يقودون المقاومة في ليبيا، وقد حاورت جريدتكم واحدا من هؤلاء ـ يقصد قذاف الدم ـ وهؤلاء لا يمثلون نبض الشارع في ليبيا.
دائما اتسآل اين المرتزقة الدين كانو يتحدثون بأن القدافي جلبهم واين القصور الفارهة الدهبية في سرت واين ثروات القائد واين كل ادعاءاتهم السابقة لمادا لا يخصصو لها حلقة خاصة