القذافي حذّر والأسد ضحك.. التاريخ لا يرحم صانعه ويردّ على المتغطرسين

القذافي حذّر والأسد ضحك.. التاريخ لا يرحم صانعه ويردّ على المتغطرسين

عمر الفيتوري السويحلي

مؤسس أكاديمية القرآن الكريم بطرابلس

في قمة سرت عام 2010، كان القذافي يخاطب الحاضرين من القادة والملوك العرب، محذّرًا إياهم من المصير الذي قد يطالهم جميعًا بعد ما حدث للرئيس العراقي صدام حسين.

قال القذافي كلمته الشهيرة: “ممكن الدور جاي عليكم كلكم”، وهي جملة تحمل في طياتها نبوءة صادمة تحققت بعد سنوات قليلة في بعضهم والبعض الآخر ينتظر دوره.

وكان بشار الأسد من ضمن الحاضرين في تلك القمة، وقد أظهر أمام الكاميرات استهزاءه بهذا التحذير، ويضحك وظن الأسد أن ما يقوله القذافي مجرد كلمات عابرة لن تنطبق عليه لأنه لن يقدر أحد على أن يدفعه ليلاقي مصير صدام حسين كما كان يظن في أوجه غطرسته للسلطة، واليوم وبعد ما يقرب من عقد ونصف من نبوءة القذافي، بات بشار الأسد يعض على أنامله ندمًا.

ضحك بشار في تلك اللحظة لأنه ظن أن السلطة التي ورثها عن أبيه والنظام الأمني الذي بناه لن يُهدّد أبدًا، لكنه لم يدرس التاريح جيداً ليدرك أن الظلم والاستبداد لهما نهاية، وأن الشعوب مهما صبرت ستنهض لتطالب بحقوقها.

الثورة السورية التي اندلعت في 2011 كانت الرد الصاعق على غطرسة الأسد، وحكمت عليه بنهاية مشابهة لما حذّره منه القذافي، ليعيش اليوم في عزلة دولية وذلّ داخلي، بعدما دمر بلاده من أجل البقاء على كرسيّ الحكم.

ما حدث لكل من القذافي والأسد هو درس لكل الحكام المتشبثين بالسلطة، القذافي حذّر من مصير صدام لكنه لم يتعظ، والأسد ضحك لكنه لم يفلت من دورة التاريخ التي لا ترحم.

الطغاة قد يضحكون في لحظاتهم الزائفة، لكن دموع الشعوب التي أسقطت ظلمهم أثبت أن العدالة وإن تأخرت فإنها آتية لا محالةو إن الله يمهل ولا يهمل.

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.

فتبينوا هذا والله تعالى أعلم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

عمر الفيتوري السويحلي

مؤسس أكاديمية القرآن الكريم بطرابلس

اترك تعليقاً