في تصعيد جديد للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب، أطلقت روسيا صاروخاً فرط صوتيا متوسط المدى يحمل اسم “أوريشنيك” باتجاه أوكرانيا، حيث دوت صافرات الإنذار في جميع أنحاء البلاد فجر أمس الخميس، وأفاد مسؤول أميركي بأن روسيا أطلقت صاروخاً باليستياً متوسط المدى، خلال هجوم على مدينة دنيبرو الأوكرانية.
وجاءت هذه التطورات بعد أيام على استخدام أوكرانيا صواريخ «أتاكمز» الأميركية في استهداف مناطق بالعمق الروسي، بعد حصولها على تفويض من واشنطن.
فما هي قدرات هذا الصاروخ؟ ولماذا أثار قلقاً دولياً؟
يعتبر “أوريشنيك” صاروخا باليستيا متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت (IRBM)، أعلن عنه الرئيس الروسي لأول مرة، أمس الخميس.
وتبلغ سرعته 10 ماخ (12300 كلم/ساعة، 7610 ميل في الساعة) مما يجعل من الصعب اعتراضه. كما أنه قادر على حمل رؤوس نووية.
لكن العديد من الخبراء أكدوا أن صواريخ روسية أخرى قادرة أيضا على حمل رؤوس نووية، مثل إسكندر وKh-101.
إلا أن ما يجعل هذا الصاروخ متوسط المدى مثيرًا للقلق على وجه الخصوص، بالإضافة إلى مداه، هو قدرته على إطلاق رؤوس حربية نووية متعددة، ما يجعل من الصعب اعتراضه.
وفي هذا السياق، أوضح توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل تقريبا، اعتراض هذا النوع من الصواريخ.
كما أضاف أن تلك الصواريخ كبيرة الحجم ويمكنها الطيران لمسافات بعيدة وعالية وسريعة تصل إلى سرعة تفوق سرعة الصوت. وأردف “هذا يمثل تهديداً نووياً لكل من أوكرانيا وأوروبا نفسها.. إنها إشارة قوية جدًا”.
وكان حلف شمال الأطلسي شدد أمس على أن الصاروخ الباليستي الجديد الذي أطلقته روسيا “لن يغيّر مسار الحرب ولا تصميم الحلفاء في الناتو على دعم أوكرانيا” في تصديها للغزو الروسي.
وقال فرح دخل الله، المتحدث باسم الحلف، في بيان إن “روسيا تسعى إلى ترويع المدنيين في أوكرانيا وترهيب من يدعمونها”.
فيما أكدت موسكو أكثر من مرة خلال الفترة الماضية، أن سماح الغرب لكييف باستعمال صواريخ بعيدة المدى من أجل ضرب العمق الروسي، لن يمر مرور الكرام، قبل أن تطلق رسالتها الصاروخية أمس، محذرة حلفاء أوكرانيا وداعميها من التمادي.
اترك تعليقاً