«جدري القردة».. أسباب انتشاره وطرق علاجه!

تشهد العديد من الدول الأفريقية ارتفاعا في حالات الإصابة بمرض “جدري القردة”، وسط مخاوف من احتمال نشوء وباء عالمي، وبالتزامن مع دعوات لإعلان حالة الطوارئ في بعض الدول، فما هو هذا المرض وما أسباب انتشاره وطرق علاجه؟

وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، “فإن 34 دولة في أفريقيا إما تبلغ عن إصابات أو تُعتبر “معرضة لخطر كبير، وحتى 4 أغسطس الحالي، سجلت 38465 إصابة بجدري القردة في 16 دولة أفريقية و1456 وفاة في القارة منذ يناير 2022، مع زيادة بنسبة 160 بالمئة في الاصابات للعام 2024 مقارنة بالعام السابق”.

ووفق صحيفة “الغارديان”.البيانات، “تشهد  الكونغو الديمقراطية تفشيا حادا مع أكثر من 14 ألف حالة مبلغ عنها و511 حالة وفاة منذ بداية عام 2024، كما يتم الإبلاغ عن إصابات في كل من بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، المجاورة للكونغو الديمقراطية، وهي الدول التي  لم يسبق فيها الإبلاغ عن أي حالات”.

وقال جان جاك مويمبي تامفوم، رئيس المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية في الكونغو: “من المهم إعلان حالة الطوارئ لأن المرض ينتشر”، وأضاف أنه يأمل “أن يساعد أي إعلان في توفير مزيد من التمويل لعمليات المراقبة وكذلك دعم إتاحة اللقاحات في الكونغو”.

وحذرت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية، “من أن معدل انتشار العدوى الفيروسية “مثير للقلق”، معلنة للمرة الأولى عن “حالة طوارئ صحية عامة ذات أمن قاري”.

وقال جان كاسيا، رئيس المنظمة: “أعلن بقلب مثقل ولكن بالتزام لا يتزعزع تجاه شعوبنا ومواطنينا الأفارقة، أن “جدري القردة” حالة طوارئ صحية عامة تهدد الأمن على مستوى القارة”.

وأضاف “الآن، عبر جدري القردة الحدود، وذلك أثر على الآلاف في كل أنحاء قارتنا، تمزقت عائلات، ولامس الألم والمعاناة كل ركن من أركان قارتنا”.

وتابع كاسيا: “هذا الإعلان ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو دعوة واضحة إلى التحرك، إنه اعتراف بأنه لم يعد بوسعنا أن نتصرف على أساس رد الفعل، يجب أن نكون استباقيين في جهودنا لاحتواء هذا التهديد والقضاء عليه”.

وفي هذا السياق، وبحسب منظمة الصحة العالمية، “جدري القردة، المعروف اختصارا باسم “إم.بوكس” (Mpox)، هو مرض فيروسي ينجم عن الإصابة بفيروس جدري القردة، ويتميز هذا الفيروس بقدرته على الانتشار بين البشر بشكل مباشر، كما يمكنه أن ينتقل بطريقة غير مباشرة عبر البيئة المحيطة، وقد يلتقط الشخص العدوى من خلال ملامسة الأسطح والأشياء التي سبق أن لامسها شخص مصاب بالفيروس”.

وبحسب المنظمة، “في المناطق التي ينتشر فيها فيروس “جدري القردة” بين الحيوانات البرية، يمكن للمرض أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى البشر الذين يتواجدون في وضعية تماس مباشر  معها”.

ووفق معلومات منظمة الصحة العالمية، “هناك نوعان مختلفان من هذا الفيروس تسببه سلالتين؛ السلالة الأولى تُعرف سابقا باسم “سلالة حوض الكونغو”، والسلالة الثانية باسم “سلالة غرب” أفريقيا، وكلاهما يمكن أن يكون قاتلا، على الرغم من أن السلالة الأولى لها تاريخيا معدل وفيات أعلى”.

وذكرت المنظمة، أن “الأعراض الشائعة لـ”جدري القردة”، هي ظهور طفح جلدي قد يستمر لمدة بين أسبوع إلى أربعة. وقد يبدأ ذلك بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد (الغدد الليمفاوية) أو يليها، ويبدو الطفح الجلدي مثل البثور أو القروح، وقد يؤثر على الوجه وراحة اليدين وباطن القدمين والأُرْبِيَّة والمناطق التناسلية، ويمكن أن تظهر هذه الأعراض أيضا في الفم أو الحلق أو الشرج أو المستقيم أو المهبل أو في العينين. وقد يتراوح عدد القروح من قرحة واحدة إلى عدة آلاف”.

وأضافت المنظمة: “الفئات الأكثر عرضة في العادة للإصابة بأعراض أكثر حدة، تشمل كل من الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، بمن فيهم المصابون بعدوى غير معالجة بفيروس الإيدز في مراحله المتقدّمة”.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، “في معظم الحالات، تختفي أعراض “جدري القردة” من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة من خلال الرعاية الداعمة، مثل الأدوية المخففة للألم أو الحمى. ومع ذلك، يمكن أن يكون المرض، لدى بعض الناس، شديدا أو يؤدي إلى مضاعفات وحتى إلى الوفاة”.

وبحسب صحيفة الغارديان، “تتوفر لقاحات لمكافحة المرض، إلا أن الوصول إليها يواجه تحديات كبيرة، حيث أعلنت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا عن حاجتها إلى 10 ملايين جرعة، في حين أن المتاح حاليا لا يتجاوز 200 ألف جرعة فقط”، مشيرة إلى أن “النقص في العلاجات وأدوات التشخيص يشكل عائقا أمام الاستجابة الفعالة لهذا الوباء”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً