شهدت مدينة الكفرة، هطول أمطار غزيرة بشكل غير مسبوق ما أدى إلى حدوث سيول جارفة أغرقت أجزاء كبيرة من المدينة متسببة في خسائر مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين.
وناشد السكان الجهات المسؤولة، “لتقديم المساعدة الفورية والعمل على إصلاح الأضرار”، “وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الكارثة حيث أظهرت الفيديوهات كميات المياه الضخمة التي غمرت الشوارع والمنازل، وتحول المدينة إلى ساحة من الطين والمياه”.
وأعلن جهاز الإسعاف والطوارئ، “إخلاء 26 حالة عالقة في مستشفى الشهيد عطية الكاسح جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة الكفرة، بالإضافة إلى إجلاء 19 سودانيا انهار مسكنهم”.
وقال الجهاز في بيان إنه “تم نقل 26 حالة من مستشفى الشهيد عطية الكاسح إلى مستشفى الهواري القروي ومراكز أخرى”، مشير “إلى إجلاء 19 سودانيا تعرضوا لانهيار مسكنهم بسبب الرياح القوية والأمطار، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى الهواري القروي الذي يبعد 30 كيلومترا عن وسط المدينة”.
وأوضح الناطق باسم بلدية الكفرة عبد الله سليمان، في تصريحات صحفية، “أن مستشفى الشهيد عطية الكاسح الذي يعد المرفق الطبي الرئيسي في المدينة تعرض لأضرار بالغة بعد دخول كميات كبيرة من مياه الأمطار إلى الطابق الأرضي”.
وأضاف سليمان أن “المستشفى خرج عن الخدمة تماما نتيجة هذا الضرر مما استدعى التدخل العاجل لفرق الإسعاف لإجلاء المرضى”.
وأشار سليمان إلى أنه “تم إجلاء 10 حالات من المرضى من داخل المستشفى، وتوزيعهم على عدد من العيادات والمراكز الصحية الأخرى في المدينة لتلقي الرعاية اللازمة”.
وأكد الناطق باسم بلدية الكفرة أن “الأمطار الغزيرة والرياح العاتية التي ضربت المدينة لم تتسبب فقط في إغلاق المستشفى بل تسببت أيضا في أضرار مادية كبيرة للمنازل والسيارات والبنية التحتية”.
وبعد الكفرة، أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، “حالة الطوارئ في مناطق ببلدية ربيانة (150 كم من مدينة الكفرة جنوب شرق ليبيا) نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول التي تشهدها المدينة”.
وخص بيان صادر عن الجهاز، “منطقتي الشورى وقدرفي بحالة الطوارئ”، ودعا جميع السكان المواطنين والأجانب المتضررين التوجه فورا إلى مدارس المنارة والمستقبل في الشورى أو مدرسة مصعب بن عمير في قدرفي”.
إلى ذلك، وجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، “جميع الوزارات والهيئات المختصة برفع درجة الاستعداد القصوى وتسخير كافة الإمكانيات للانتقال بها إلى بلدية الكفرة جنوب شرق ليبيا”.
بدوره، حذر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، “من احتمالية زيادة كميات الأمطار على مدينة الكفرة خلال الساعات المقبلة، حسب الجهات المختصة”، ودعا المواطنين إلى “الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن جريان الأودية في المنطقة حفاظا على سلامتهم”.
هذا وكان المركز الوطني للأرصاد، حذّر فقي وقت سابق، من “تشكل خلايا رعدية ممطرة على مناطق الجنوب خاصة المناطق الحدودية مع تشاد والسودان والنيجر”.
كما أعلن المركز الوطني للأرصاد الجوية أن “السحب الرعدية لا تزال تتكاثر من حين إلى آخر على مناطق الجنوب الشرقي (المناطق الحدودية –جبل العوينات –السارة – تيبستى -الكفرة وما جاورها-تازربو)”.
ودعا المركز المواطنين إلى “أخذ الحيطة والحذر كون أن الأمطار قد تتسبب في جريان بعض الأودية المحلية في تلك المناطق”، مشيرا إلى أن “الطقس لا يشهد تغيرا على معظم مناطق البلاد حيث درجات الحرارة القصوى ضمن معدلاتها الشهرية، مع رطوبة عالية على المناطق”.
وكانت الكفرة قد شهدت هطول كميات قياسية من الأمطار لم تسجل منذ عام 1952، حيث أفاد مركز الأرصاد الجوية بأن “المدينة استقبلت خلال ساعة واحدة 46 ميلليمترا من الأمطار وهو الرقم الأكبر منذ تلك السنة”.
وفي العاشر من سبتمبر 2023، تسبب الإعصار دانيال، المصحوب بأمطار غزيرة، في دمار وأضرار لحقت بعدة مناطق في شرق ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة.
وتعد درنة المتضرر الأكبر بسبب انهيار سدين كانا يحبسان مياه السيول المنحدرة من الجبال في وادي درنة الضخم، الذين انطلقت منهما المياه بقوة جارفة كل ما في طريقها، مما تسبب في مصرع 4 آلاف و540 شخصا، بينهم 576 أجنبيا.
اترك تعليقاً