تناقلت وكالات الأنباء وبعض المواقع الإلكترونيه أن البعض من أعضاء المجلس الإنتقالى الموقر قد طالبوا بسيارات فارهة تُقدر قيمة الواحده بـ (45) الف دينار بينما رفض البعض الآخر هذا الطلب إما إنتماءً وطنياً أو خجلاً وإستحياءً أو خوفاً من الهيئة العليا للنزاهة والشفافية ، فربما البعض من أعضاء المجلس الإنتقالى يُدركون أن (أرجلهم فى الركاب) أى ودعناك يا إنتقالى عدى بالسلامة سوى درت خير وإلا شر ما فيها ندامه ، حيث لم يبقى من عمرهم سوى أسابيع ولذلك لا يريدون الخروج من المُولد بلا حُمص . هذا قليل من كثير وألله يستر على الأيام القادمة ماذا ستحمل لنا معها.؟ !
أقول …… فى زمن الرجال الأشاوس وليس زمن أشباههم ومن يلبسُون لباسهم ……. وفى زمن الأمجاد والتاريخ المشّرف وليس زمن النذالة وتزوير التاريخ والبلعطه …. وفى زمن حفظة كتاب الله لنشر الدين كما أُنزل على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وليس الإنحراف به حسب أهواء البعض وما اختلط عليهم من أمور باعدت بينهم وبين الله تعالى ….. وفى زمن الفقه والدين والنصيحة وليس زمن الأيدولوجيات والعمائم الوافدة ….. وفى زمن الأئمة الأفاضل الذين يتوافد عليهم المُصلون فى المساجد من كل حدب وصوب وليس زمن من حاوروا الطاغية وإستفادوا من ذلك تعويضات ومكافآت وهبات ….. وفى زمن تعلّقت فيه القلوب بالمساجد لطيبة أئمتها وليس زمن الفلاسفة والدعاة الذين يتخذون من المساجد جسراً للعبور إلى كراسى السلطة دعماً لأيدولوجيات ينتمون إليها ….. وفى زمن لم الشمل ونشر الود والمحبة وليس زمن دُعاة الإقصاء ونشر الفتنة والكراهية ….. وفى زمن التضحيات بالأموال والأرواح وليس زمن البرجماتية وشعار هات وخذ …. وفى زمن المجاهدين الأبطال الذين رفعوا شعار الدفاع عن الدين والأرض والعرض وليس زمن التبجح بالبطولات الوهمية والقفز على المواقف ….. وفى زمن شيخ الشهداء ورفاقه الذين رُبوا على الأخلاق والقيم وليس زمن من ربوا على المساومات والصفقات والوساطة والمحسوبيه ….. وفى زمن يُقال فيه ما أتبات إلا على أقسامها وليس زمن الغاية تُبرر الوسيلة ….. وفى زمن حرائر المُختار والسويحلى وعسكر وبالخير والبارونى ممن يحمين ظهور المجاهدين فى المعارك وليس زمن نشر الإشاعات والشد للخلف والقيل والقال وقالوها … وفى زمن المواجهة وكلمة الحق والصدق فى القول وليس زمن النفاق والتملق وترديد وطى راسك يا طويل …… وفى زمن الوقوف عند الوعد الذى أوصانا به رسولنا صلى الله عليه وسلم وليس إنتهاج عبارة يوم من يوم إقريب أو تعال بُكره ….. وفى زمن الحرية والعدالة والديمقراطية الحقيقية وليس زمن التوجيه والضغوطات النفسيه وعبارة إمعانا وإلا ضدنا ….. وفى زمن كان فيه العمل خالصاً لوجه الله وليس زمن كم حصتى ؟! أو نسبتى المئوية ….. وفى زمن يُترك فيه التقييم لوجهاء ومشائخ وحكماء الوطن بشأن البذل والعطاء وليس زمن يُرفع فيه السلاح على أولى الأمر وتُهدر كرامتهم من أجل إبتزاز الأموال دون وجه حق …. وفى زمن الأجواد الذين إذا هبّوا للنجدة وغوث الملهوف لا يطلبون مقابلاً وليس زمن تقديم الفواتير فى حينها دون حياء ولا خجل من الغريب والمسؤول وإبن الوطن فى آن واحد.
فمن اجل ذلك أقول ….. لقد حان الوقت بأن تتحدث ليبيا عن نفسها وترفع صوتها إلى عنان السماء حتى يسمعُها العالم أجمع وهى تُفاخر وتتحدى وتقول … إن من وقف معى بقوة هو ما حبانى الله به مُستقراً فى جوفى منذ الأزل أدفع منه لمن يريد ثمناً لمواقفه علناً أمام الله وأهل الفريق !! طوعاً وليس غصباً حتى لا أُهان أو أُهين نفسى ولكن دموعى تنهال عندما يُجبرنى أهلى لأدفع لهم ثمن دفاعهم عنى وتخليصى من قيدى فأنا أعطى للغريب لأنه غريب الذى لم يقف معى حُباً فىّ ، ولكننى أعلم أن عيونه على ما فى جوفى من خيرات التى أصونها لأجيالكم حتى يرث الله الأرض ومن عليها وأحتفظ بها لأهلى وأحبابى وابنائى !! .. إن من هبوا لنجدتى لأتخلّص من ذلك الديكتاتور الجاثم على صدرى طيلة أربعة عقود وطالبوا بثمن لذلك لا ألومهم ولا أعتب عليهم ، أولئك الذين ساعدونى يبدوا أنهم لم يأتوا من أجل الإنسانية وحقوق الإنسان ورفع الظلم والكلام الإنشائى الذى يرددونه دائماً فى المحافل الدولية … بل من اجل أمور أخرى وهيمنة مستقبلية غير منظورة الآن وسلب لإرادة أهلى ، ناهيك عن الفواتير الجاهزة للصرف إما نفطاً أو خصماً من الأموال المُجمدة التى بحوزتهم فإننى أنصح الثوار الحقيقيين والأجيال القادمة أن يكونوا أكثر حيطة وحذر فنحن فى زمن يستوجب ذلك.
يذكرنى هذا الموضوع بما حدث فى مفاوضات سيدى ارحومه التى دارت بين شيخ الشهداء ورفاقه الأبطال وبين الحاكم الإيطالى (باديليو) ومن معه من مسؤولين فى تلك الفترة حيث جهّز لتلك المفاوضات البعض ممن إستمالتهم إيطاليا وأصبحوا أتباعاً لها والذين لم يكن يهمهم ليبيا ولا هدر ثرواتها البسيطة فى ذلك الزمن الصعب فكانت أحلامهم فى الجلوس على كراسى الإهانة أهم من تحرير ليبيا ورفع شأنها … فعندما بدأ الإيطاليون فى الإجتماع يُقدمون الهدايا والإغراءات المالية للمختار ورفاقه لكى يُلقوا السلاح ويُسلموا الوطن للمستعمر كان البعض من الموالين يُحاولون الضغط على أبناء جلدتهم لكى يوافقوا على ذلك ، وفى ظل تلك الإغراءات التى أبهرت عيون أتباع الإيطاليين ، قال أحدهم للمختار(لقد درّت يا بو المختار) وهى لغة يفهمها أهلنا فى البادية أكثر من غيرهم أى أن الناقة جاهزة للحلب ، ولكن سيدى عمر المختار ذلك البطل العفيف فهم المقصد جيداً وتأثر من تلك العبارة وقال له (إحلبها أنت) … ووقف غاضباً وكان رفاقه ينظرون إلى قائدهم فى ترقب وجاهزون للإشارة حيث ، همس حارسه الشخصى الشهيد المرحوم / عبدالرازق بوالضباع العوامى بصوت لم يسمعه إلا القليل قائلاً (سيدى نحن رهن إشارتك بضرب أعناقهم) فرد المختار بحكمة القائد الحكيم لا يا بنى التاريخ كفيل بذلك وسيلعنهم الأحفاد ولذلك أقول هنا … الحذر الحذر يا من لا يهمكم ما يُكتب وسيكتب على صفحات التاريخ فهو لا يرحم ، علماً بأن المختار رحمه الله تعالى كان معه أكثر من أربعمائة فارس يحيطون بخيمة الإجتماع وكان قادراً ورفاقه على سحق من فى المفاوضات وأتباعهم من الموالين ولكنه كان حافظاً لكتاب إلله ويؤمن بسنة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام فقد أعطى وعداً ولن يُخالفه وهكذا هو المسلم الحق وليس ممن نشاهدهم اليوم من أولى الأمر المؤقتين يقولون ما لا يفعلون ويعطون الوعود على أنفسهم ويخلفونها.
بالأمس تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبراً ليس مُفاجئاً لأحد وكان مُتوقعاً وهو حول طلب الحكومة الكندية إستلام أتعابها فى حملة (الناتو) التى شاركت فيها كندا للإطاحة بالنظام الديكتاتورى فى ليبيا وقد تم تقدير القيمة بـ (350) مليون دولار حسب الفاتورة المُقدمة ، لا شك أن هذا حقهم وعلى الحكومة الليبية المؤقتة دفع هذه الفاتورة فوراً فنحن سواءً إستنجدنا بهم أو أنجدونا ، لم نتفق معهم على أسعار لهذه الوقفة إلا إذا كانت هناك إتفاقات سرية لا زال المجلس لا يرغب فى إطلاع الشعب الليبى عليها ، وليس من حقنا أن نُعيب عليهم ذلك فهؤلاء لا يؤمنون بالمجانية أو بما يُعرف لدينا (فزعة أجواد) فإذا حاولنا الحوار معهم أو نقاشهم فى ذلك فردهم سيكون جاهزاً ، أنتم تدفعون لثواركم أبناء وطنكم ومن فى حكمهم فهل تجادلوننا لتنكروا علينا حقنا ؟! … أيها الساسة الجدد ،،إدفعوا لهم قبل أن نسمع فى ليبيا ما لا يسرنا فطابور المطالبين لا زال طويلاً والكل يحمل فواتيره فى يده ، والله يعين ليبيا فهى لا تقبل الإهانة حتى ولو دفعت كل ما فى جوفها نظير عدم سماع كلمة تُسئ إليها وإلى تاريخها والله تعالى يرحم شهدائنا الحقيقيين الذين خرجوا على الطاغية يطلبون الشهادة وعيونهم على الجنة وليس على التعويضات والمكافآت والهبات والكراسى ، نسأل الله العلى القدير أن يُدخلهم فسيح جناته إنه سمييع عليم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً