تتواصل الجهود التي يبذلها العلماء والباحثون للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري، من خلال إجراء تجارب لتبريد الغلاف الجوي عن طريق عكس ضوء الشمس بعيداً عن الأرض، بهدف منع الآثار المدمرة لموجات الحرارة والعواصف والفيضانات التي تفاقمت بسبب تغير المناخ.
ويلجأ العلماء إلى تقنيات لم يكن مسموح التفكير بها حتى سنوات قليلة مضت لتبريد الكوكب،خوفا من النتائج العكسية لها. ومن هذه التقنيات، إلقاء المواد الكيميائية في المحيط ورش المياه المالحة في السحب وحقن جزيئات عاكسة في السماء.
وفي تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن هذه الأساليب الهندسية الجيولوجية كانت من المحرمات بالنسبة للعلماء والمنظمين الذين كانوا يخشون أن يؤدي التلاعب بالبيئة إلى عواقب غير مقصودة، ولكن الآن يتلقى الباحثون أموالا للخروج لاختبار هذه الأساليب في الهواء الطلق.
وبحسب العلماء، فالهندسة الجيولوجية ليست بديلاً عن تقليل الانبعاثات بل هي وسيلة لإبطاء الانحباس الحراري المناخي في السنوات القليلة المقبلة مع كسب الوقت للتحول إلى اقتصاد خالٍ من الكربون على المدى الطويل.
ووفقا لما نقلته «وول ستريت جورنال»، هناك عدة تجارب ميدانية تجري في الولايات المتحدة وخارجها.
ففي هذا الشهر، يقوم الباحثون على متن سفينة قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا برش خليط مالح من خلال فوهات الضغط العالي في الهواء في محاولة لتفتيح السحب منخفضة الارتفاع التي تتشكل فوق المحيط.
ويأمل العلماء أن تعكس السحب الأكبر والأكثر سطوعاً ضوء الشمس بعيداً عن الأرض، وتظليل سطح المحيط، وتبرد المياه حول الحاجز المرجاني العظيم، حيث أسهم ارتفاع درجات حرارة المحيط في نفوق المرجان على نطاق واسع.
كما يخطط الباحثون في معهد «وودز هول» لعلوم المحيطات لمشروع يعزز قلوية المحيطات، عبر صب 6000 غالون من محلول سائل من هيدروكسيد الصوديوم، في المحيط على بعد 10 أميال جنوب مارثا فينيارد هذا الصيف،وسيتطلب المشروع، الذي تبلغ تكلفته 10 ملايين دولار موافقة وكالة حماية البيئة الأميركية، في أغسطس القادم.
ويأمل الباحثون أن تعمل القاعدة الكيميائية مثل قرص كبير من «التومز» (دواء مضاد للحموضة)، مما يخفض حموضة قطعة من المياه السطحية ويمتص 20 طناً مترياً من ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ويخزنه بأمان في المحيط.
اترك تعليقاً