الحكومات العراقية المتتالية منذ العام 2003م وهي تتمسك ببقاء القوات الأمريكية بحجة التدريب على الأسلحة المختلفة ومقاومة تنظيم الدولة، ترى هل يعقل هذا الكلام؟ العراق في يوم من الأيام كنا نعده الأقوى عربيا تسليحا وعددا، وكنا نذهب إليه لأجل التدريب العسكري والانضباطية، سقط النظام أمر واقع ولكن أن يسقط الجيش فهذا لا يمكن تصديقه، نعم قام بريمر الحاكم العسكري للعراق بحل الجيش ولكن هل يعقل أن كل الجيش تم تسريحه بحجة ايديولوجيته وفكره العروبي أو البعثي أو الشعبوي سمّوه ما شئتم؟، ثم لو ذهبنا إلى أن الجيش تم تسريحه، ما الذي جعل الحكومات المتعاقبة تعجز عن بناء جيش وطني قوي على مدى عقدين من الزمن؟ والسؤال الأهم هل هي فعلا جادة في بناء جيش وطني يحمي البلاد من مخاطر التدخل الأجنبي؟.
تنظيم الدولة ندرك أنه صنيعة أمريكية صرفة (لم يكن موجودا بالمنطقة قبل 11 سبتمبر 2001) لأجل بث الفتنة بين مكونات شعوب المنطقة وتدمير مكتسباتها ونهب خيراتها، هل يعقل أن تنظيما حديث التكوين استطاع أن يسيطر على نصف العراق في لمح البصر؟ وينهب الأموال الطائلة من بعض البنوك؟ ألم يمددكم الأمريكان بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر نظير الأموال الهائلة بالخزينة العراقية أو الأموال التي تم تجميدها ببنوك أمريكا والغرب عقب احتلاله؟
العراق اليوم منتهك السيادة ومسلوب الإرادة، التطاحن على السلطة أدى إلى شراء الذمم وإهدار المال العام، الأكراد على وشك إعلان دولتهم المستقلة فهم يتعاقدون مع من يريدون من الشركات الأجنبية لبناء الإقليم ويوجهون الدعوات لأفراد وجماعات ينبذها الشعب العراقي ويحرم بل يجرم القانون العراقي التعامل معها وبالأخص الصهاينة أفرادا وكيانات (شركات)، نهرا دجلة والفرات يتم التحكم فيهما من قبل العثمانيون الجدد، ولا تحرك الحكومات العراقية المتعاقبة ساكنا بل تكتفي في أفضل الأحوال بالإدانة والشجب والاستنكار واللجوء إلى المجتمع الدولي.
مع تضييق الخناق على الغزاويين، تتبنى بعض الفصائل المسلحة العراقية الهجمات على القواعد الأمريكية بالعراق، كيف يحدث ذلك؟ فصائل تتبع الحكومة وقواعد أجنبية متواجدة بالبلد وفق التشريعات النافذة أي اتفاقيات وعقود.
هل يعني ذلك أن الحكومات المتعاقبة وهذه الحكومة بالذات مجبرة على التعامل مع الأمريكان والبقاء على قواتهم وقواعدهم بها، لأنها إن لم تفعل ذلك فستعمل أمريكا على سحب البساط من تحت أرجلها؟ ولذلك فهي مضطرة للتغاضي عن أعمال تلك الفصائل والتظاهر أمام امريكا بعدم قدرتها على لجمها، علّ تلك الهجمات تؤرق مضاجع الأمريكان وتستنزفهم وتؤدي إلى رحيلهم، أم إنها لعبة تقودها الحكومة بالتفاهم مع الأمريكان للظهور أمام الشعب العراقي الأبي الرافض للوجود الأجنبي والأمريكي على وجه الخصوص بأنها وطنية لامتصاص غضب الشعب؟
المؤكد أن الأمور ستنجلي قريبا، وسيكون للشعب العراقي موقفه المشرف والثابت بشأن الاستقلال وعدم التبعية بالانتخابات المقبلة، ويضع حدا لسياسة الفساد والانبطاح اللامتناهي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً