القوات المسلحة هي فخر الأمة، وهي التي تحمي الوطن من أعدائه، وهي غوث المجتمع في الشدائد، ولا شك أننا بعد تجربة قاسية، افتقدنا وجود الجيش، عندما تحول إلى كتائب أمنية، فضاع الوطن عند أول أزمة، كانت تتعلق بالنظام وليس بالوطن، فضاع الوطن بضياع النظام، واتضح كم الحاجة ماسة وحيوية له، عندما غصت شوارعنا بالهويات المناقضة لهوية الوطن، وبغير الليبيين أحيانا، وغاب الأمن والأمان، وصار الإرهاب على رؤوس الأشهاد والحراب، من الجماعات المختلفة التي ساهمت فى انهيار البلاد نتيجة لأفكار هدامة ضيعت أبنائنا، ولكننا اليوم بعد هذه الكارثة التي نعيشها، لابد أن نضع النقاط على الحروف، وأن يتم تشكيلها، فمن هو الجيش الوطني المطلوب؟ وما هي مواصفاته؟ ومن هم أفراده؟ وهل تلك المواصفات الوطنية موجودة في جيوشنا العربية؟ والتي كانت كلها، وليس لها استثناء، عنوان للهزيمة والنكسة، ومارست إذلالا لشعوبنا، وكونت طبقة من الطغاة، كان شعارهم خلال عقود “إلى الوراء در” في كل شيء، استولوا على السلطة السياسية، وتحكموا في المقدرات الاقتصادية، وكونوا الطبقات الاجتماعية الخاصة، وجمدوا الدساتير، وتلاعبوا بالقوانين، وأحالوا خصومهم إلى محاكمهم العسكرية، وأعدموا شنقا ورميا بالرصاص، بل وسحلا في السجون، وفي الشوارع، وخربوا التعليم، وانتجوا شعوبا تعلمت منهم، عدم احترام القوانين، وتعلمت منهم الفسق والفجور، فليلة هزيمة 67، كان قادة الجيش في أحضان الغانيات والعاهرات، وكان خصومهم من الوطنيين على أعواد المشانق، لقد كان الجيش في أوطاننا “حشيش وطيش” وتلك حقيقة.
لابد ونحن نستذكر هذا التاريخ الأسود لجيوشنا، والتي لا نعلم لها تاريخا مشرفا، أن نتحدث اليوم عن حاجتنا الماسة إلى جيوش وطنية، تحمل هم الوطن، وتبني رجالا للأمة، يحملون همها، ويحمون تطلعاتها إلى وطن عزيز، وأهله شرفاء، لا تزينهم النياشين الكاذبة، بل تزينهم العزة والكرامة وحب الوطن وأهله، والاستعداد للتضحية من أجله.
نعم لابد لنا اليوم، أن نضع مواصفات الجيش الذي يريد الوطن وليس الجيش الذي يتطلع للسلطة، ويتلقى تعليماته من وراء البحار، فكل انقلاباتهم كانت بتعليمات، ليس هناك مجال في الجيوش الوطنية للصقر الوحيد، وزعيم الأمة، بل رجال مستعدين بكتائبهم وألويتهم لفداء الوطن والذود عنه، نحن نتطلع إلى جيش ولائه لله، والوطن، يحمي المشروع الوطني لبناء المستقبل.
حقيقة نحن اليوم في مأزق شديد، وعاصف، ولكننا لن نقبل بأي جيش، لابد أن يكون وفقا لإرادة الأمة، ليكون في موقع التقدير والاحترام، ويكون سيفا للوطن، وليس سيفا على رقاب أبناء الوطن.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً